
هناء فتحى
سيبونى أحبه على هوايا.. وأشوف فى حبه سعدى وشقايا
هل تنهى موقعة خالد أبوالنجا الأخيرة الحرب الطاحنة -حرب الضمير- بين الإعلاميين مع بعضهم بعضا.. أم أنها ستفتح الجرح القديم -فينا- على آخره وتوغل بالمشرط حتى مكان القيح .. نزولاً حتى مكان الوجع؟
سؤال قبل إجراء الجراحة:
هل تعرف أين هم الآن - راحوا فين- إعلاميو نظام مبارك الذين كانوا (يلبدون فى الذرة لكل معارض)؟.. أولئك الذين كانوا يختبئون فى (بير السلم بالشوم) ضرباً على دماغ من ينتقد الرئيس ووريثه؟
-أقول لك: بعضهم غيبته الأقدار وبعضهم أبعدته حتمية الأحداث.. وبعضهم عاد ليعمل فى إعلام 52 يناير.. ثم إعلام «مرسى وبديع».. وبعدها إعلام 03 يونيو! .. بل وكعادته- يغير مبادئه- فى كل عهد مازال كما هو (يلبد فى الذرة ممسكاً بالشوم).. يا عيب الشوم.
لعل موقف الدولة التى لم (تعاقب) خالد أبوالنجا على عبارة تجرأ بها على الرئيس السيسى وحصوله على جائزة التمثيل فى مهرجان القاهرة السينمائى الأسبوع الماضى.. لعله موقف ورسالة للبعض منا.. بل قيام عدد لا بأس به من المثقفين المصريين بإعلان بيان تضامن مع «خالد» ضد هجمة بعض الإعلاميين عليه .. ثم قيام جماعة (الفيسبوكيين التويتريين) بتدشين صفحة كلنا «خالد أبوالنجا».. فاكر - يا ضنايا- كلنا «خالد سعيد»؟ لعلها تكون آخر شوية تراب تعفر وجوهنا بعد أن تسكن الموقعة وتضع الحرب أوزارها.
يظن البعض منا - بسذاجة أو بوعىّ - أن الدفاع (عمَّال على بطال) عن الرئيس.. أى رئيس.. هو عمل وطنى وأن تصفية منتقديه واجب قومى.. فما بالك لو كان هذا الرئيس هو عبدالفتاح السيسى بطلنا الشعبى وحلمنا العصىّ القديم الذى تحقق.. نحبه بجد وبصدق وبحق وحقيقى.. نعم .. لكن من قال لك أن الرجل قد عينك وكيلاً عنه أو نائباً له؟ كما أننا لم نوظفك متحدثاً باسم المصريين الذين أحبوه واختاروه ونصبوه رئيساً؟ ولماذا تفرض علينا طريقةً لحبه؟ سيبونى أحبه على هوايا.. وأشوف فى حبه سعدى وشقايا.. اسمع عبدالوهاب.
وهؤلاء لا يرون أو يسمعون أو يفهمون فى كل خطابات السيسى لنا إصراره العنيد على حسن الخلق وحلاوة اللسان والتسامح والرحمة والمحبة.. فأنت عندما تحب أحدا يجب أن تتشبه به حتى يحبك هو الآخر! .. هم يعتقدون أن الدبة يجب أن تقتل صاحبها حتى يرضى الرئيس.. سؤال آخر: هل تجد فرقاً بين من تعصب وحرض ضد «عبدالحليم قنديل» وغيره كثيرين فى عهد «مبارك وجمال».. وبين من تعصب وحرض ضد ضحايا الاتحادية ومدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية فى عهد الباشمهندس «محمد مرسى».. وبين من تعصب وحرض ضد «خالد أبوالنجا» وآخرين غيره فى عهد «السيسى»؟ هل ثمة أسماء مشتركة بين المحرضين فى العهود الثلاثة؟
ولسوف تجد أسوأ ما فعله بنا بعض إعلاميين متعصبين للرئيس (السيسى) أنهم جرأوا علينا فريق إعلام (أبناء مبارك) وأعادوه إلى الملعب.. وانضم الفريقان إلى فريق (إخوان المرشد) مكونين معاً (المنتخب الوطنى للعصف بالمصريين).. وهم إعلاميون يجب أن يتوقفوا طويلاً أمام ضمائرهم.∎