الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
دعوات معالى.. وسفالة الجماعة

دعوات معالى.. وسفالة الجماعة


ما أصعب اللحظة.. أن تكون مضطراً للدفاع عن «معالى زايد» بعد موتها وليس فى أثناء وجودها حيةً.. أكيد كانت ستكون وحدها كفيلة بهم.. فالهجوم الضارى الذى شنته جماعات الإرهاب-إخوان وسلفية-على الفنانة منذ إعلان وفاتها وحتى لحظة تكفينها وتوسيدها تراب القبر..  كشماتتهم فى مرضها القاسى ثم فرحتهم لموتها.. جعلنا ندخل نتيجة غيابها الجبرى تلك الحرب الجديدة عنها بدلاً منها - هذهِ المرة ليست عن فنها البديع مثلما حدث من قبل أثناء عرض فيلمها الأروع «للحب قصة قصيرة»  وغيره من المعارك الطويلة التى خاضتها الفنانة الجميلة يساندها القضاء والنقاد والصحفيون طوال مشوارها الفنى المتميز ... يا سادة المعركة بين المصريين وبين جماعات الفكر الظلامى هذهِ المرة حول جملة وعبارة: هل تستحق الراحلة الدعاء بالرحمة أم هم لا يرونها تستحق !! شوف إزاى؟ الجماعة التى لم يكن أولهم العاشق الولهان «على ونيس» وليس آخرهم صاحب فضيحة الأسبوع الماضى العنتيل السلفى إياه -صاحب المناظر مش القصة - مع عدد لا بأس به من النسوة المطلقات والمتزوجات مازلن..  ثم تبجحه فى التحقيقات بأن النسوة اللاتى ظهرن معه فى أوضاع مخلةٍ كن ملك يمينه -يا جمالك يا حلاوتك- يا «آندى جارسيا» الوسيم فى فيلمه الشهير «عندما يحب رجل امرأة» بطولته مع «ميج رايان».
منذ اللحظة التى امتلأت فيها شبكات التواصل الاجتماعي بعد إعلان وفاتها بتهليلات وتكبيرات أصحاب السلوك الخارج.. والكلام الخارج.. وفكر الخوارج.. من أدعياء التأسلم الجدد فى ثوبه السلفى والداعشى الإخوانى.. منذ تلك اللحظة ظهر الفريق الآخر من أصحاب الراحلة ومن جمهورها المحب الذين انبروا دفاعاً عنها معددين محاسنها وحسناتها.. ذاكرين ومذكرين الناس بأنها كانت تصلى الفجر حاضراً وأنها زارت بيت الله الحرام وأنها وأنها وأنها.
لا أظن أن معالى زايد لو كانت حيةً بيننا الآن لدافعت عن نفسها بذات الطريقة.. عباداتها كانت سراً و حباً مع خالقها.. هذا أولاً .. أما ثانياً فنسأل أنفسنا ونسأل جمهورها العريض: من هؤلاء السوقة والسفلة والرعاع والقتلة والشتامون السبابون الذين ننتظر منهم رأياً فينا وفى مسلكنا وفى عباداتنا؟.. خسئت يا رجل.
فمعالى طوال حياتها لم تدخل لعبة الحجاب والنقاب التى دخلت فيها بعض الفنانات اللواتى انزلقن إلى التوهان والدروشة والزواج من رجال دين أو رجال أعمال ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية.. تحديداً فى سنوات الانحدار الفنى التى أعقبت الغزو الوهابى لمصر فى سبعينيات القرن الماضى والتى استمرت لبداية القرن الجديد .. ولاقى الفن المصرى أشرس المعارك لهدمه وتقبيحه وبلغ ذروته فى عام حكم الإخوان الأسود لمصر والذى انتهى بدحرهم فى 30 يونيو.. بل حدث العكس تماماً .. انطلقت «معالى» فى مسيرتها الفنية التى لا تغازل ولا تتواطأ على بيع الفن أو تدميره باعتباره حراماً.. قدمت أعمالاً مغايرة للسائد وتحدت الأفكار الهدامة الوافدة باسم الدين تارةً .. و تارةً أخرى باسم الأخلاق.. بل قاومت مرضاً لا يقل شراسة عن مرض الإخوان.. وهزمت الاثنين حية وميتة.. انتصرت فى حربيها .. فى الأول اصطفاها الله ببلاء عظيم فرضيت وحمدت وماتت.. وفى الثانى انبرى جمهورها العريض يدعو لها بالرحمة والمغفرة وهو ما لن يناله خوارج هذا الزمان.. «معالى زايد».. يا بختك.∎