الجمعة 5 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
«إيبـولا 76»

«إيبـولا 76»


هكذا .. وقد حولت رواية «إيبولا 76» لصاحبها الروائى السودانى الكبير «أمير تاج السر» من كاتب سودانى عربى شهير تنتمى مجمل أعماله لما يعرف بمدرسة (الواقعية السحرية ) إلى كاتب عالمى أكثر شهرة باعتبار إيبولا -المرض- يندرج يقيناً لعوالم الواقعية الكارثية.
وهكذا أصبح لـ«إيبولا» الفيروس الأفريقى المرعب القاتل ميزةً واحدةً بأن منح الكاتب شهرةً عالميةً.. باعتبار أن المرض نفسه أشهر من نتانياهو والإيدز معاً.
صدرت الرواية البديعة عام .2012 نصاً يمزج حكايا الخرافة والطقس الغرائبىّ الكابوسىّ بالواقع الواضح المباشر القاسى دون مواربة.. حكايةً عن «لويس نوا» بطل الرواية الذى انتقلت إليه العدوى وهو فى «الكونغو» من علاقة بعشيقته المصابة.. ثم نقل المرض عند عودته لزوجته فى «أنزارا» جنوب «السودان» عام 1976 .
والمرض القاتل ظهر فعلاً عام 1976 على ضفاف نهر إيبولا الذى يصب فى نهر الكونغو الكبير.
وهكذا .. أطلقوا اسم النهر الرقراق على الوباء المميت.
وهكذا.. عاد المرض من جديد هذا العام.. يقول الطبيب والروائي أمير تاج السر: إن الوباء يعود لأن كل المعنيين من ساسة أفريقيا إلى ساسة العالم الذين استعمروا واستعبدوا هذهِ القارة لم يقتلعوا الوباء من جذوره.. وهو الذى ينشب أظفاره ويمد عروقه فى دماء الفقراء.
وهكذا سوف تكتشف وأنت تقرأ الرواية البديعة أن الوباء كان فقط من نصيب الفقراء التعساء، أما الأغنياء وللعجب فينجون منه! فالزوجة المحبة التى تعيش فى أنزارا «جنوب السودان» تنتظر زوجا خائنا يعود إليها من رحلة عمل فى كينشاسا حاملاً الوباء من علاقة محرمة لامرأة مصابة.
∎ مقطع شديد الروعة من الرواية:
(جربت أولا أن تستخدم العواطف من أجل أن تصبح حارة ملتهبة عند عودته ونجحت إلى حد ما فى العطف على قطة مشردة وكلب ضال.. جربت دموع الفرح التى نسيتها منذ مدة وبكت بشدةٍ من حادث روتينى.. لم يكن ثمة طريقة تتذكر بها كيف تلتقى زوجا عائداً من سفر وكيف تتكهن بردة فعله.. ومن ثم فإن احتضان أعمدة البيت الطينية أو أشجار الباباى المشتتة فى الشوارع سيكون عبثيا وبلا أى جدوى لأنها بلا روح).
وهكذا.. صارت «إيبولا» الرواية أكثر شهرةً من روايات كثيرة للأديب الكبير أمير تاج السر .. منها «اشتهاء» و«مهر الصياح» و«العطر الفرنسى» و«سيرة الوجع» و«366» و«أرض السودان» و«قلم زينب» و«توترات قبطى» و«كرمكول».. وله ديوان شعرى واحد بعنوان «سيرة الجرح».
وهكذا.. يصبح للكاتب «أمير تاج السر» دلالة اسمه المتفرد.. ويصبح لـ «إيبولا» وقعها الساحر كرواية شديدة الأهمية.. وكفيروس شديد الخطورة .. وكسلاح أممى تحاربنا به الدول الاستعمارية جنبا إلى جنب مع «داعش».∎