
هناء فتحى
خلصونا.. «جورج كلونى» و«أمل علم الدين» اتطلقوا ولا لسه؟
الضجيج الدائر الآن حول تأكيد أو نفى خبر طلاق الممثل والمخرج العالمى «جورج كلونى» بعد زواج قصير العمر جداً هزم الصمت الذى كان لابد وأن يعلو صوته حول مصداقية الحقوقى الأممى «جورج كلونى».
ربما سوف نعرف أن السبب الذى جمع بين «كلونى» والمحامية الدولية اللبنانية «أمل علم الدين» فى قفص زوجية واحد هو ذات السبب الذى سوف يفرقهما.. ربما كانا قد بنيا عشهما فوق أرض مفخخة وبراميل متفجرة تشبه تلك التى يذهبان للتحقيق بشأنها فى أقاصى بلادنا العربية بفعل مؤامرات بلادهم الغربية.. الاثنان يعملان فعلاً فى مجال - ما يسمى بحقوق الإنسان الدولية - لكن لكل منهما وجهة وسكة مغايرة وربما مضادة للوجهة الأخرى.. هنا يكمن التفخيخ أو السبب الذى ربما أطاح أو سيطيح بعش الزوجية.
إلا أن سؤالاً صامتاً لم نسأله نحنُ للحقوقى جورج: لماذا لم تنتفض وتتظاهر وتشجب وتندد بما قامت به شرطةً بلادك يوم 9 أغسطس الماضى فى مدينة «بيرجسون» بولاية «ميزورى» الأمريكية التى قتلت متظاهراً سلمياً من أصول إفريقية يدعى «مايكل برأو» والذى أسس المتظاهرون الأمريكان بسببه حركة عصيان ضد وحشية الشرطة الأمريكية أسموها (الأيادى المتحدة المرفوعة)؟ جورج كلونى لم يظهر وسط آلاف المتظاهرين المحتجين الذين اصطفوا للتنديد بعنف البوليس الأمريكى فى قمع المظاهرات السلمية.. كما أنه لم يظهر كضيف حقوقى فى الفضائيات الأمريكانى يطالب بإقالة المسئولين عن مقتل المتظاهر الأمريكى.. أو بانفصال ولاية «ميزورى» عن الولايات المتحدة الأمريكية مثلما فعل أثناء مهمته الحقوقية فى «السودان» أيام أحداث «دارفور» الشهيرة حيث لم يهنأ للحقوقى «جورج كلونى» بال إلا بعد تقسيم السودان إلى (مزقتين) أىّ شطرين شمال وجنوب.. فالفنان العالمى الذى ترك مكانه الرفيع فى هوليوود ليناضل فى السودان إلى أن تم تقسيمها بفضله وفضل البشير لم نسمع له حساً فى أحداث مشابهة تدور فى معظم ولايات بلاده.
طيب ما علاقة ما سبق بقصة زواجه وطلاقه؟ أقول لك: إنها علاقة قد تكون سببية لو صحت التكهنات.
ربما تكون أمل علم الدين أكثر حقوقية من كلونى نفسه.. فهى عضوة فاعلة فى المحكمة الجنائية الدولية.. لكن الأهم أنها المحامية الخاصة بالأمريكى «جوليان أسانج» مؤسس موقع ويكيليكس فى خصومته الشهيرة ضد الولايات المتحدة الأمريكية.. كما أنها محامية رئيسة الحكومة «الأوكرانية» السابقة «يوليا تيموشينكو».. ومحامية رئيسة الفلبين السابقة «جلوريا أرويو».. كانت مستشارة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة «كوفى عنان» فى مهمتها حول «سوريا».. هل يعنى ذلك شيئاً بالنسبة لك؟ هل يبدو فى ذلك ثمة اختلاف واضح فى الأدوار المكلف بها كل من «كلونى» و«أمل»؟ طبعاً لا تسألنى وهل ذهبت «أمل علم الدين» لتتظاهر فى ولاية ميزورى ضد شرطة الولاية التى قتلت متظاهراً سلمياً ؟ أو هل أقامت لأهل القتيل دعوى جنائية ضد «أوباما» باعتباره رئيساً لكل الأمريكان مثلما كانت هى ضمن طاقم المحامين المرسلين من قبل المحكمة الجنائية الدولية إلى «لبنان» للتحقيق فى مقتل «رفيق الحريرى»؟
إن لم تقنعك كل هذه الفروق المفخخة التى ربما تكون سبباً فى طلاقهما فتذكر أن النجم الأكثر وسامة حتى من «براد بيت» هو رجل (عينه زايغة) ومزواج ولا يستقر فى قصة حب واحدةٍ أكثر من ثلاثة أشهر كاملة.∎