
هناء فتحى
الحرب على داعش: سينما أونطة
لا تكف أمريكا الهوليوودية أو هوليوود الأمريكية عن صناعة الأفلام العربية، الأفلام الموجهة لجماهير العرب: أفلام مثل خراسان وداعش والإخوان والقاعدة.. هل انتهت أمريكا من صناعة الأفلام الخاصة بشعوبها المهووسة بكائنات الفضاء ومصاصى الدماء والخيال العلمى ورعاة البقر حتى تصنع أفلاماً من أجلنا؟
هل أدرك المواطن العربى الآن لماذا لم ترق له أفلام أمريكية مثل كل أفلام الفامباير (مصاصى الدماء) بمعنى أننا لم نقم بإنتاج فيلم واحد من هذه النوعية مع أننا قمنا بتمصير وتعريب كل أفلام هوليوود الرومانسية وكل أفلام الأكشن والويسترن الأمريكى.. ببساطة لأنها أفلام لا تشبهنا، وحينما لم ترق لنا أفلام مصاصى الدماء - حتى ولو قام ببطولتها نجما هوليوود «توم كروز» و«براد بيت» مثلاً يعنى - على الشاشة الفضية الساحرة قامت الإدارة الأمريكية والمخابرات الأمريكية بمساعدة عقول وأخيلة السينما الهوليوودية بصناعة البديل الحقيقى الواقعى وليس السينمائى المتخيل وتصديره لنا عبر تصنيع آلاف الإرهابيين من العرب والأوروبيين والأمريكان الذين تم تصويرهم وهم يشقون صدور السوريين ويأكلون قلوبهم وأكبادهم ويشربون دماءهم فى بث مباشر على شاشات التليفزيون عبر نشرات الأخبار فى القنوات التابعة للسينما الهوليودية كالجزيرة وغيرها.. أو حتى أولئك الذين يقطعون رقاب الأمريكان والإنجليز فى سوريا والعراق.. هنا نتساءل: هل هذا حقيقى؟ أم أن هناك عملية تركيب صور حتى تنطلى علينا الخدعة ونصدق ونشارك فى التحالف الأمريكى الخليجى لإسقاط سوريا وتدميرها - الفيلم الأمريكى الجديد القديم ليس سوى حجة وقرينة لغزو بلاد العرب! ألم يفعلوها من قبل فى أفغانستان والعراق وليبيا ويحاولون مع مصر على مر الزمان؟
لن تدرك أبداً أمريكا الهوليوودية ولهوليوود الأمريكية والمخابرات الأمريكية الهوليوودية أن العرب أبناء حضارة الكلمة وليسوا أبناء حضارة الصورة السينمائية.. فالعربى منذ بدء التاريخ هو ابن الفيافى والبيداء.. ابن الصحراء والعطش.. هو الشاعر والفيلسوف والنبى.. هو ابن الديانات والفلسفات والقصائد والحكاوى والمواويل.. أما الغرب والأمريكان فهم أبناء الصورة والأفيش.. لهذا لن يدرك الغرب والأمريكان أن صناعة سينما داعش والإخوان لن تجدى معنا نفعاً.. وأن السيناريو الفاشل الذى يقومون بإنتاجه وبتصويره الآن على أرض سوريا والعراق تحت مسمى التحالف الأمريكى الخليجى لتدمير ما تبقى من بلاد العرب لم يعد يثير أو يقنع أو يبهر جماهير الشارع العربى ابن حضارة الكلمة.. الشارع العربى الذى يدرك الآن لماذا خصه الله وحده بالرسالات والرسل والأنبياء ولم لم ينزل رسالة سماوية واحدة فى دولة أوروبية أو أمريكية.
هذه المرة سوف تصرخ الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج فى وجه السينما الأمريكية بالعبارة العربية المعروفة: سينما أونطة.. عايزين فلوسنا وبترولنا وحضارتنا وأرواح قتلانا .