من نادى الزمالك إلى مهرجان الإسكندرية.. الخيبة واحدة

 والله حاجة تفلق: ما قولك فى الشعب المصرى الذى استطاع أن يقوم من عثرته وأن ينفض عنه غبار أعوام أربعين من الجهل والذل والتغييب والمهانة.. الشعب الذى دحر تنظيم «الإخوان المسلمين» الإرهابى الدولى من فوق تراب مصر وتصديره إلى دول المنشأ فى «بريطانيا» و«أمريكا» لتحاول تدويره وتصنيعه وتصديره من جديد باسم «داعش» لبعض دول المنطقة العربية (من يشترى من «أمريكا» و«بريطانيا» بضاعتهما فهو حر! المهم أننا فى «مصر» لن نشترى).
طيب يا أخى إيه ده بقى؟ فالشعب الذى أنجز هزيمة الإخوان وثورة 30 يونيو وفلوس قناة السويس ما زال «موكوسا» فى «نادى الزمالك» وفى «مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى» معاً! فلم نسمع مرةً أن الله العلىّ القدير قد مَنّ عليهما بعطفه وعزته وأنصفهما على طول الزمان مرةً واحدةً.. الاثنان (جايبين) شلل للمصريين.
كنت أتخيل أن إقامة مهرجان سينمائى دولى بعد خلع الإخوان والإرهاب والتحريم والمزايدة على الفكر والكلمة أن يكون له أثر وتأثير وأن يلغى عيوب دوراته الـ 29 السابقة.. كنت أتخيل أن يحسن المهرجان هذهِ المرة اختيار إدارته واختيار القائمين عليه ويبذل قصارى جهده لإحياء وعودة الروح التى استلبها دعاة الجهل باسم الدين ودفنوها فى عباءة وطرحة وذقن وزبيبة وتمتمات .. كنت أتخيل أن يصبح مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى الثلاثون فرحاً وألقاً مصرياً طال انتظاره.. مهرجان كرنفالى عالمى يشعر به المواطن من العريش إلى حلايب وشلاتين.. من جنوب المتوسط حتى شماله.. أن تملأ أفلامه العربية والغربية سينمات البلد.. أن تصبح ندواته بطول رمال الإسكندرية بين الناس وليس للنقاد والسينمائيين وحدهم.. فليس كافياً أن تصبح زينة المهرجان هذا العام هى فقط تكريم الرائع «نور الشريف».. ليس كافياً أن تصبح الضمادة التى تدارى الجرح والدم والصديد هى الزهو بتكريم «نور الشريف».
أما الزمالك يا قلبى عليه! نفس الحكاية والأسباب.. فوكسته ليست لها حدود: بلاؤه أصعب من بلاء سيدنا أيوب عليه السلام.. قدره مثل قدر فلسطين المحتلة.. يحيى الله العظام وهى رميم فعلاً وندعوه أن ينصف الزمالك ويحيى عظامه التى استكانت تحت تراب المركز الثانى.. ندعو الله أن يذل اللى فى بالى ذل جماعة الإخوان وحلفائها وأن يرفع هامة الزملكاوية التى انحنت تجاه الأرض خجلاً وعاراً وذلاً.
يبقى الزمالك ومهرجان الإسكندرية هما نقطتا الضعف فى جسد البلد المتعافى.. لا نافع فيهما ثورات ولا شافع فيهما دعوات!