البرلمانى ساحر السينما

 
الطريق الذى وصل المسافة ما بين كلية الهندسة بشبرا وبين سينما «خالد يوسف» رسم دائرة «يوتيرن رايح جاى» حول مبنى مجلس الشعب العتيق والكائن بشارع «قصر العينى»، فـلا «خالد يوسف» نسى أنه كان عضوا غائبا عاملا داخل هذا المجلس حتى عندما كان مخرجا عبقريا يصول ويجول، وعندما كانت الكاميرا لا تفارق ذراعيه وعينيه وحضنه، بل على العكس كان «خالد» ينقل الشعب الغلبان كله داخل كادرات أفلامه وليس المجلس وحده بجلساته، أو بـ «فتحى سرور» و«الكتاتنى»، هذا أولا، أما ثانيا ولا «خالد يوسف» سوف ينسى أنه أحد أهم مخرجى الشرق العربى ومصر العربية عندما سوف يصبح عضوا عاملا علنيا حاضرا فى مجلس الشعب القادم، فى الحالتين هو خادم للشعب سواء على شاشات السينما أو داخل قاعات مبنى مجلس الشعب.. وإن كنت ناسى افتكر دوره العظيم أيام لجنة الخمسين التى أفرزت دستور ثورة 30 يونيو من داخل قاعات مجلس الشورى بشارع قصر العينى، وافتكر دوره منذ يناير 2011 وحتى الآن، وحتى حلم مشروع محور قناة السويس، ولا تنس أنه الناصرى المخلص أو اليسارى الوفى.. وتذكر أيضا أن ذلك الفكر كان يصبغ أفلامه من أول حركة الكاميرا وحتى الديكور والموسيقى وانفعالات الممثل.
 
الثورة المضادة العارمة التى افتعلها أبناء الخرفان لحظة رؤيتهم بوسترات تحمل صورة «المهندس» وليس «المخرج» خالد يوسف مرشحا لمجلس الشعب القادم وتزين حوائط شوارع وحارات «كفر شكر» مسقط رأس المخرج العبقرى.. البوسترات التى علقها أبناء بلدته ولم يذكروا فيها اسمه مسبوقا بمهنته كمخرج سينما، بل بنوع دراسته كخريج كلية هندسة لم يمارس العمل بشهادتها.. وكأن أهل خالد يوسف يشينهم احترافه الفن! شوف إزاى ولاد الخرفان بيفكروا يا أخى، طيب ما هو كان الأولى بخالد أن يفعل ذلك أثناء حكم رئيسهم محمد مرسى! محمد بن مرسى الذى صور له خالد يوسف ثورة يونيو بملايينها بطائرة هليوكوبتر تطوف فوقنا من تحت السماء الأولى العام الماضى.
 
خالد يوسف الذي حول أفلامه الرائعة إلى مجلس شعب مصرى أصيل «حين ميسرة» مثلا سوف يستفيد من عضويته بمجلس الشعب القادم ليصنع منها أروع أفلامه على الإطلاق.