الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رامز وبركات وفؤاد وريهام يمسحون بالفنانين بلاط الأرض

رامز وبركات وفؤاد وريهام يمسحون بالفنانين بلاط الأرض


نتمنى أن ينهمر علينا من خلاله وباسمه كل هذا السيل من البرامج المسماة ببرامج «المقالب» تلك البرامج المستهينة حتى بعقول الصغار و المستفزة حتى للشياطين المحبوسين فى الشهر الكريمئ والمستخفة حتى بمرضى التخلف العقلى والرهاب من السكن فى الأدوار العليا..
 
رمضان كريم فعلاً.. لكنه حقاً ويقيناً ما كنا هذه النوعية من البرامج التى تتفشى وتنتشر فى شهر رمضان بالذات- ما تعرفشى ليه - بشكل يثير الكثير من الاستهجان ويطرح العديد من الأسئلة.. أسئلةئ ليست فقط عن الرابط أو نوع العلاقة بين شهر رمضان وبين هذه النوعية الهطلة من البرامج ومذيعيها الأهطل منها؟.. بل أسئلة يجب أن تطرحها وزارات مثل التضامن الاجتماعى والصحة والتموين والتربية والتعليم.. أسئلة مثل: مش حرام الفلوس دى كلها تتصرف على الهبل ده كله بدلا من صرفها على الدعم أو التبرع بها لصناديق النذور أو وضعها فى حساب مستشفى سرطان الأطفال أو العته المنغولى؟ وخذ عندك بقى: «فؤش فى المعسكر»، و«قلبك أبيض»، «رامزقرش البحر» و«بركات ملك الحركات»، و«الزفة» و«الجاسوس»، و«ما تزعليش يا عسل» و«لعنة الفراحنا»، و«الميكروباس» وكلها- زى ما سيادتك عارف - برامج تسعى لمرمطة الفنانين وجعلهم سخرية وعبرة للمشاهدين ولمن يعتبر؟.. والسؤال هو لماذا يفعل أصحاب هذه البرامج هذه الأفعال المخلة بالذوق العام وبالأخلاق الحميدة؟ والسؤال الأهم: لماذا يقبل الفنان تلك الإهانات الصارخة حى ولو بدا هذا الفنان فى نهاية هذا البرنامج مبتسماً هكذا للكاميرا-وقد شرب المقلب عن آخره-وسعيداً -فاغراً فمه- كالأهبل فى الزفة ؟ لماذا يقبل الفنان أن يبدو أمامنا بهذه الصورة المخزية وقد رسمنا له فى مخيلاتنا صوراً مثاليةً.. وجعلنا من اسمه وخطاه الفنية مثالاً ونموذجاً ودليلاً لخطانا؟
 
وهل يتقبل المواطن الغلبان المدعوم أن يسمع أن ميزانية برنامج «رامز قرش البحر» وصلت إلى 20 مليون جنيه حصل منها «رامز جلال» وحده على مبلغ 4 ملايين جنيه بينما يقف المواطن المدعوم فى طابور بطاقة التموين ليحصل على 20 جنيه دعم! وهل يصدق المشاهد المسرور والفرحان بهذا البرنامج أن أجر الغطاس فى اليوم الواحد 1500 جنيه ؟ وأن إيجار اليخت لليوم الواحد 2000 دولار وأن زعنفة سمكة القرش التى أثارت كل هذا الرعب والفزع والصرخات من جانب الفنانين قد تم تصميمها بمبلغ 1500 دولار؟ والسؤال الأهم : لماذا لا يتم صرف هذه المبالغ على نوعية أرقى من البرامج تعنى بالعقل والذوق والوجدان؟
 
لماذا لا يتفرغ المطرب «محمد فؤاد» لإنجاز تجربة فنية ومشروع غنائى حقيقى يرتقى بالذوق الفنى بدلاً من هذه المهزلة المسماة «فؤش فى المعسكر»؟ ونفس السؤال موجه للاعب شديد خفة الظل «محمد بركات» والذى يقدم هذا العام الجزء الثانى من برنامجه «بركات ملك الحركات» بفشل وثقل ظل منقطع النظير.. لماذا يوجه كل هذه الأموال المنفقة على هذا البرنامج وفلوس الإعلانات التى واكبت توقيت عرضه؟.. لماذا لا يتم إنفاقها على مراكز الشباب والساحات الشعبية والمسابقات الرياضية فى الأماكن الفقيرة أو اكتشاف مواهب كروية؟
 
ڤ هل نحنُ فى حاجة فعلاً لكل هذا الضحك الساذج الذى تسببه مشاهدة مثل هذه النوعية من البرامج القائمة على إحداث نسبة عالية من - قلة قيمة - فنانى مصر الذين قد أنجز الكثير منهم فناً بل وقاد بعضهم طريقنا إلى ثورة 30 يونيو أيام اعتصام وزارة الثقافة الشهير فى مايو 2013؟
 
هناك فرق بين نظرية «الضحك من غير سبب» وبين نظرية «شر البلية ما يضحك».. أما النظرية الأولى فهى تندرج تحت مسمى ما تم إنجازه وإنتاجه وعرضه فعلاً باسم برامج المقالب فى رمضان,.2014 وأما النظرية الثانية فهى التى نطمح أن يلتفت إليها القائمون والمعنيون بالتواجد كل عام فى حجرات بيوتنا خلف شاشات التليفزيون فى رمضان.
 
جميل أن نبتسم ونفرح ونقهقه ونسخر من أنفسنا وأحوالنا ولكن لا تضحكوا أنتم على عقولنا.