الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أبناء عبد الناصر والغضب !!

أبناء عبد الناصر والغضب !!


 هل سيقدم مسلسل «صديق العمر» إجابة شافية عن السؤال الشائك، هل انتحر المشير عامر فى أعقاب خلافه الشهير مع عبدالناصر بعد نكسة 76، أم أن هناك من دس له سم سيانيد البوتاسيم فى عصير الجوافة؟لا أتصور أن الأمن القومى من الممكن أن يسمح بسهولة بطرح السؤال ناهيك عن الإجابة.
 
 
 حتى كتابة هذه السطور أعلن ورثة جمال عبد الناصر غضبهم من المسلسل فى كل أجهزة الاعلام بينما اعتقد أن غضب ورثة عبدالحكيم عامر لا يزال ينتظر الانفجار لو لم ينته الأمر إلى تبرئة ساحة المشير من الهزيمة والتأكيد على أن هناك من دس له سُم «سيانيد البوتاسيوم»، لم يحدث ذلك فأنا انتظر غضب عارم من ورثة المشير أشد ضراوة من ورثة جمال عبد الناصر.
 
 
شاهدنا على صفحات الجرائد والفضائيات معركة قبل بضع سنوات وصلت لساحة القضاء بسبب العلاقة التى شهدت دفئا بينهما ثم انتهت فى أعقاب هزيمة 76 بانتحار عامر كما تقول الرواية الرسمية أو اغتيال كما يقول الورثة وعدد من المؤرخين، الكثير من الوثائق تناثرت هنا وهناك ولا يستطيع أحد أن يؤكد أو ينفى وهو لديه يقين مطلق بأنه يمتلك الحقيقة، كانت ولا تزال لدى الجانبين مساحات من الشك.
 
 
المعلن أن المسلسل كما أراد كاتب القصة الراحل ممدوح الليثى سوف يتضمن النهايتين ولا أدرى هل وافقت الرقابة؟، لأن الأمر فى هذه الحالة متعلق بالأجهزة السيادية فى الدولة، هل تسمح تلك الأجهزة بتداول اتهام صريح لها أم أن الرواية المعتمدة بانتحاره فى هذه الحالة هى ما أقرتها الأجهزة ولا يمكن السماح بأخرى.
 
 
المعروف أن الصداقة بين ناصر وعامر بدأت منذ بواكير الشباب وهما طالبين فى الكلية الحربية وكان دائما عامر هو الأقرب إلى ناصر بل هو الوحيد المسموح له فى الاجتماعات الرسمية بعد أن صار رئيسا أن يناديه جمال مباشرة، كانت مشاعر ناصر الإنسان إيجابية تجاه عامر تدفعه مثلا أن يُطلق على أصغر ابنائه عبد الحكيم والعكس بالطبع صحيح.
 
 
يبقى فى المقدمة معيار أهم وهو المصداقية، باسم سمرة يؤدى دور عبد الحكيم عامر وهو بالطبع مناسب من الناحية العمرية ومن الممكن أن تصدقه بقليل من المكياج فى دور شاب صغير لم يبلغ فى بداية الحلقات العشرين من عمره، ولكن يظل هذا يشكل مأزقا أمام جمال سليمان مهما بلغت براعة الماكيير، الثانى هو إجادة اللهجة وهذا ليس له علاقة بكون جمال سورى، لدينا أكثر من فنان عربى يجيدون اللهجة المصرية بطلاقة يحسدهم عليها المصريون مثل هند صبرى وإياد نصار وجومانة مراد ودرة وتيم وغيرهم، الجمهور ليس فقط المصرى ولكن العربى لن يتسامح بسهولة لو فلتت كلمة بدون تدقيق ـ عبد الناصر لو راجعت خطبه ستكتشف أنه كثيرا ما يستعين بالعامية ويخرج عن النص المكتوب فى الورقة المعدة أمامه ولا أدرى كيف فات على جمال سليمان أن الناس لن تتسامح معه أبداً وهذه هو ما حدث منذ الحلقة الأولى.
 
 
أترقب زيادة فى مساحات الغضب مع استمرار عرض الحلقات، كما أنى أشك كثيرا فى أن يقدم المسلسل إجابة على السؤال الذى تنتظره الملايين بشغف قرابة خمسة عقود من الزمان هل انتحر المشير أم قتل؟ وهذا وحده كفيل بأن يصيب الجماهير لا محالة بالإحباط!!