أهل إسكندرية.. ليه

انتبه: هذهِ المرة خريطة دراما رمضان مختلفة تماماً عن كل السنوات الماضيات، ليس لتنوع موضوعاتها ولكثرة عدد مسلسلاتها ولغزو نجوم السينما بطولاتها، لأن خريطة عقل المشاهد هى التى اختلفت وتغيرت، هذا أولاً، أما ثانياً فلأن الاحتفال بليالى رمضان الأولي سيواكبه الاحتفال الأول بثورة 30 يونيو، والسبب الأول مرتبط منطقياً بالثانى، إذ لو 30 يونيو ما كانت دراما رمضان ولا نحنُ قد اختلفنا كمشاهدين ومتلقين لتلك الأعمال، بمعنى أن المشاهد المصرى صار هو الناقد الفنى والسياسى لهذه الأعمال، ومثلما يخرج المصريون ليتصدوا للإخوان فى مظاهراتهم المسلحة فإن المصريين هم من كانوا سيرفضون مسلسل «أهل إسكندرية» الذى تم حذفه من خريطة المشاهدة هذا الرمضان على الأقل، المشاهد المصرى نفسه كان سيحظر المسلسل بعدم المتابعة أو بالاعتراض على محتواه أو أيضاً بالاعتراض على مؤلفه وأبطاله الذين تجاوزوا فى حق دولة 30 يونيو بالتعدى على جيشها وشرطتها وشعبها كمان، المصرى لم ولن ينتظر نقادا يشرحون دراما رمضان كعادة كل عام، المصرى البسيط على القهاوى وموائد الرحمن وفى صفوف المصلين صلاة التراويح والمنتظرون مدفع الإفطار هم من سيصومون عن مشاهدة أعمال تنتقص من عقولهم ووطنيتهم وضمائرهم وتستغفلهم لأنهم هم من صنع جزءاً من تاريخ مصر اسمه ثورة 30 يونيو وتحالف دولة 3 يوليو، واختيار السيسى رئيساً قبل أن يترشح للرئاسة.
 
ما كان على أجهزة الدولة أن تمنع عرض مسلسل أهل إسكندرية لأننا كنا سنحجبه عن أعيننا، أو كنا سنشاهده ونلفظه، ثانياً لأن دولة 30 يونيو هى دولة تنوير يجب أن تتسامى والأصل فيها يجب أن يكون هو الإباحة وليس المنع، ثالثاً هناك عاملون يأكلون عيشهم من خيرات هذا الشهر و دراما رمضان إحدى هذه الخيرات، رابعاً حتى لا تتم المتاجرة بموقف الدولة من المختلفين معها ويصبح الحاج محمد مرسى العياط أكثر تنويرا وتثويرا!! 
 
ورمضان مختلف هذه المرة لأننا سوف نصوم رمضان ونشاهد مسلسلاته - كمصريين - شعباً حراً أبياً بدون خرفان.