
طارق الشناوي
«شريهان» و«السندريللا»!!
«شريهان» تستحق التكريم والمرحلة الزمنية التى كانت فيها داخل البؤرة لم تكن أبدا قصيرة لكنها تدرك مثلنا أنها لن تعود للفن مرة أخرى هل تعود شريهان للاستوديو؟ نعم الثورة أعادتها للأضواء وشاهدناها فى ميدان التحرير مرات متعددة وتابعتها أجهزة الإعلام والصحافة ولكن عودتها لممارسة التمثيل حكاية أخرى.
هل تعود شريهان للاستوديو ؟ نعم الثورة أعادتها للأضواء وشاهدناها فى ميدان التحرير مرات وتابعتها أجهزة الاعلام والصحافة ولكن عودتها لممارسة التمثيل حكاية أخرى .
ورأيى الشخصى أن «شريهان» لن تعود للتمثيل ليس كما تردد مؤخراً لأنها ترفض التصوير على الهواء لكى تلحق رمضان بمسلسل «دموع السندريللا» ربما أبدت شريهان فى لحظة ما حماساً وترحيباً ولكنها فى نهاية الأمر ومع الأسف لن تعود.
هى صحيح لم تعلن اعتزالها رسمياً ولكنها لم تشارك فى أى عمل فنى منذ 13عاماً وأظنها أيضاً لن تشارك.. آخر فيلم سينمائى لعبت بطولته للراحل «أشرف فهمى» وعرض فى مهرجان الإسكندرية السينمائى وهو «العشق والدم» وحصلت «شريهان» على جائزة أفضل ممثلة ولم تحضر حيث كانت قد أصيبت بالمرض فى نفس الأسبوع وأرسلت كلمة للمهرجان تعتذر وترجو الدعاء لتعبر محنة المرض.
الفنان الذى ينسحب فى هدوء بدون صخب هو حالة خاصة ولكن من تجاربى وخبرتى فإن من لم يعلن انسحابه يظل دائماً يتطلع لدور ما وكلما طال الغياب واتسعت المسافة بينه وبين ممارسة الفن يظل يداعبه الأمل لكنه فى النهاية لا يعود.. «نجلاء فتحى» على سبيل المثال لم تعلن أبداً انسحابها وكثيراً ما يتردد اسمها فى مشروعات فنية لكنها لن تعود.. «نادية لطفى» سبقت «نجلاء» فى اختيار أسلوب الانسحاب الهادئ وه
و ما يزيد من توقع الجمهور بالفنان العائد بعد غياب إلا أن الناس تنتظر أن تراه كما شاهدوه قبل الاختفاء.
هل نحن نحب الفنان كما هو الآن أم إنها الصورة الذهنية التى رسمناها وتراكمت هى التى تدفعنا لكى نستعيدها مرة أخرى.. الحقيقة هى أن الجمهور يتوافق مع ملامح للفنان التى تتغير أمامه من عمل فنى إلى آخر وكلما طال الغياب يصبح الأمر أشد صعوبة. الناس تفضل أن تحدد هى الملامح ولا ترحب فى العادة بتغيير هم لم يكونوا شهوداً عليه.
تظل «شريهان» حالة استثنائية على خريطة الفن فهى فى جيلها تمتعت بثلاث مميزات الأولى أنها تملك موهبة الاستعراض وكانت فوازير «شريهان» التى قدمتها مع المخرج الراحل «فهمى عبدالحميد» فى التليفزيون المصرى واحدة من رصيدنا الاستعراضى الاستثنائى الذى لاينسى.. الثانية أنها نجمة شباك كثير من الأفلام والمسرحيات صنعت من أجلها وحققت إيرادات ضخمة ثالثاً قدرتها على
الأداء الكوميدى فهى عندما تشارك فيلماً مع كوميديان مثل «عادل إمام» لا تصبح مجرد نجمة حسناء ولكنها قادرة على أن تقف موازية لنجم الكوميديا مثل «مين فينا الحرامى» وخللى بالك من عقلك» وهكذا شاهدناها أيضا على المسرح مع فؤاد المهندس «سك على بناتك» و فريد شوقى «شارع محمد على».
«شريهان» تستحق التكريم والمرحلة الزمنية التى كانت فيها داخل البؤرة لم تكن أبدا قصيرة بدأتها وهى طفلة فى عام 75 حتى احتجابها فى السنوات الأخيرة أى أننا نتحدث عن ربع قرن من العطاء الفنى.
قبل أعوام قليلة اكتشفت وجهاً مميزاً لم أكن أعرفه عن «شريهان» ولا أتصور أن القراء يعرفونه وهو أن لديها روحاً أدبية فى صياغة الرسائل التليفونية ولديها أيضاً مفردات خاصة بها عندما ألمت محنة المرض بالمسرحى الكبير «سمير خفاجة» كتبت لى رسالة بصياغة أدبية رائعة استأذنتها فى النشر كما يقضى العرف الصحفى لأن هناك دائماً مساحة بين الخاص والعام هى كتبت الرسالة ليس باعتبارى صحفياً هى فقط اختصتنى بها إلا أننى عندما استأذنتها رفضت أن أنشر والتزمت بما أرادت.
هل تعود «شريهان» لممارسة الفن؟ ظنى أنها لن تعود.. هل هى غادرت الفن؟ لا هى غادرته ولا هو غادرها ولكنها لن تعود برغم أنها تتوق للعودة والجمهور أيضا يتوق إليها ولكنه لن يراعى فروق التوقيت فهو يريد أن يرى شريهان كما كانت شريهان.
شريهان تدرك كل ذلك ولهذا تتركهم يكتبون أخبارا عن عودتها كما يحلو لهم وتواصل فقط قراءة أخبار عودتها كما يحلو لها.. إنه خبر سيظل دائماً خبراً!!