الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أكثر من 100 مليار دولار  من مؤتمر المانحين لمصر!

أكثر من 100 مليار دولار من مؤتمر المانحين لمصر!


 تهنئة العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس عبدالفتاح السيسى ودعوته لعقد مؤتمر للمانحين بغرض دعم الاقتصاد المصرى لم تكن مفاجئة، بل أتت وفق التوقعات المنتظرة، والمواقف المرتقبة والمعهودة من ملك محب لمصر وشعبها، ومدركا لقيمة مصر عربيا وإقليميا ودوليا، جاءت رسالة خادم الحرمين الشريفين الاستثنائية، كخارطة طريق أو «كتالوج» للخروج من الأزمة، والتعافى، واستعادة الدور المفقود، وإيذانا بدخول مصر ومعها منطقة الشرق الأوسط إلى مرحلة جديدة من تاريخها، عنوانها العمل، والاستقرار، ووأد الفوضى ، وطى صفحة سوداء من تاريخ مصر كادت أن تضيع معها البلاد لولا يقظة الشرفاء من أبنائها، التى حالت دون سقوط الدولة على يد جماعة صابئة خدعت البسطاء لمدة ثمانية عقود باسم الدين.
 
لقد طالت رسالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز جهات عدة إقليمة ودولية، وبرهنت على أن مصر ليست وحيدة، وأن شريانًا متدفقا بالحياة ممتدا من مكة مهبط الوحى إلى القاهرة قلب العروبة والإسلام، وأن مصر والسعودية فى حالة من التلاحم والتعاضد تقفز بالدولتين إلى واقع عربى جديد، لتصنع القاهرة والرياض معا تاريخا جديدا مجيدا للمنطقة والعالم، عبدالفتاح السيسى أصبح كلمة السر فى الخليج العربى، كما فى مصر، فهو نافذة الأمل صوب المستقبل، كما كان طوق النجاة من مستنقع ووحل الإخوان، يترقب منه العرب الكثير بعد الإحباط والمعاناة والآلام التى استمرت لأكثر من ثلاث سنوات ضاع فيها العالم العربى، وفقد بوصلته، وكاد أن يفقد هويته، لولا أيادى القدر التى حنت على مصر، ومحيطها العربى، وحملت إليها بفارس هذا الزمان الذى بدد ظلمات الإخوان، وقشع خيانات الأنصار والأعوان، وأفرغ ساحات العمالة والغدر، وأعاد الهيبة والأمن والوقار إلى قاهرة المعز، إن عرب الخليج الشرفاء ينظرون الى رئيس مصر الجديد أنه المنقذ الذى بمقدوره أن يعيد الكبرياء العربى المهدور.
 
استتباب الأمن، وإقالة الاقتصاد من عثراته الهم الأول للرئيس عبدالفتاح السيسى، هكذا يقول الاقتصادى السعودى البارز، رئيس تحرير مجلة عالم الاقتصاد، رئيس ومؤسس دار الدراسات الاقتصادية، الدكتور عبدالعزيز إسماعيل الداغستانى فى تصريح خص به مجلة روزاليوسف، إن خطاب الملك عبدالله للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى يؤكد مقولة «صديقك من صدَقك وليس من صدّقك» إذ لامس الخطاب جوهر الحالة المصرية الراهنة، وهى فى تصورى تتمحور فى مسارين:
 
- المسار الأول وهو مسار مؤقت وهو حالة الاحتقان السياسى، ولخص الملك عبدالله حلّها فى حوار شامل دون إقصاء، وتوحيد القوى السياسية لخدمة هدف قومى واحد يعزّز وحدة مصر لتجاوز إفرازات مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير.
 
- المسار الثانى، وهو بيت القصيد وسبب الثورة فى نظرى، هو المسار الاقتصادى إذ يمر الاقتصاد المصرى بأزمة حقيقية، ومشكلة الاقتصاد المصرى هى مشكلة هيكلية تراكمية، ولذلك فهو يحتاج إلى تدخل من خارج الاقتصاد ذاته تماماً، كما سبق انتشال الاقتصاد الأوروبى من كبوته بمشروع مارشال.
 
ويضيف أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك سعود: لعل هذه هى فحوى دعوة الملك عبدالله لعقد مؤتمر ترعاه السعودية لدعم الاقتصاد المصرى، ليكون هذا هو مشروع القرن لدعم مصر بما لا يقل عن 100 مليار دولار أمريكى، يتم إنفاقه بشفافية عالية لدعم برامج تنمية مستدامة تكسر حلقة التراجع المتراكم للاقتصاد المصرى، فاستقرار مصر مرهون باقتصادها، وهذا ما تضمنه الخطاب الوثيقة الذى وجهه المللك عبدالله بكل صدق إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى.
 
أكثر من ثلاثة ملايين مصرى يقيمون فى المملكة ومعهم جميع أبناء الشعب السعودى فى حالة ترقب للزيارة التى وعد بها عبدالفتاح السيسى قبيل الانتخابات بأن تكون المملكة هى وجهته الأولى فور تقلده المنصب الرئاسى، ومن المتوقع أن تتم الزيارة خلال شعبان الجارى، أو الأسبوع الأول من رمضان المقبل على أقصى تقدير، إلا أنه لم يتم تحديد موعدها على وجه الدقة.