
هناء فتحى
مسلسلات «الصيف العربى»
لن تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية والسورية هى وحدها اللطمة والجنازة التى سوف تشييع المرحومة - ثورات الربيع «العربى» المزعومة إياها والتى يحلو للبعض منا بتسميتها بثورات الربيع «العبرى» - إلى مثواها الأخير داخل متحف البيت الأبيض الأمريكى، بل ستكون مسلسلات رمضان 2014 المصرية والسورية معها والتى ستعرض على القنوات المحلية والفضائية لكلا البلدين العظيمين وسائر تليفزيونات العرب هى من ستتولى إقامة سرادق عزاء المشروع الصهيونى الأمريكى لتمزيق المنطقة، ولسوف نبدأ - بجد وحق وحقيقى - بعد انتخاب السيسى وبشار وباكتساح لرئاسة جمهوريتىّ مصر وسوريا ما سوف يعرف باسم دول «الصيف العربى».. الصيف الذى سوف يمر حتماً على ليبيا وتونس والسودان وقطر، بس إبقى افتكر.
بالرغم من هذا الدمار الذى حدث بسوريا لثلاث سنوات، والقتل والتهجير، وكل عصابات «الأهل والعشيرة» المسلحة من قبل الأمريكان والأوربيين وبتسهيلات تركية قطرية إلا أن إنتاج الدولة السورية للمسلسلات التاريخية والاجتماعية مازال كما هو بزخمه وألقه وجودته وجدله وضخامته وكأن الدمار الحادث على الأرض هناك لم يمر عليه أبداً.
مسلسلات رمضان هذا العام فى مصر وسوريا تحديداً مختلفة واستثنائية وذات دلالات عدة، أولها: أن الفنانين العرب هم وقود المعارك وأصل الثورات والانتصارات العظمى، وثانيهما: أن محاولات الأهل والعشيرة فى طمس أو تشويه الفن لأجل الدين لم ولن تنجح لأن الحضارتين القديمتين للشعبين العريقين المصرى السورى غير قابلتين للتهجين الإرهابى الإخوانى السلفى القاعدى، وثالثهما: أن الجمهورية العربية المتحدة - مصر وسوريا - لم تتفكك أبداً كما توهمنا عام 1961 لأن ما سوف تخبرنا به مسلسلات رمضان القادم - بعد أيام - لكلا البلدين تنفى انفصال الشقيقين التوأمين.. فالفن يوحد الشعوب.
ونحنُ نتابع بعد أيام فى ليالى رمضان الجميلة مسلسلاتنا المصرية الجميلة والجديدة، لا تنسى أن تتابع المسلسلات السورية الجديدة أيضاً، فسوريا التى تحارب الإرهاب تنتج فناً مثل «زمن البرغوت» و«صرخة روح» و«طاحون الشر» و«خيبر» و«روزمانة» و«حدود شقيقة» و«الولادة من الخاصرة» و«حدث فى دمشق» و«سكر وسط» و«زنود الست» والجزء السادس من «باب الحارة»، ولا تنسى كذلك أن الفنانين السوريين الذين ساندوا دولتهم ومنعوها من السقوط هم أبطال كل تلك المسلسلات مثل «سولاف فواخرجى» وكثيرين.