الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
من لعبة السجادة إلى اقتحام المجهول!!

من لعبة السجادة إلى اقتحام المجهول!!


هذا العام غاب تقريبا كل النجوم المصريين الذين كانوا يتوافدون على حضور مهرجان «كان»، كنا كثيرا ما نؤجر سلم قاعة لوميير الرئيسية الذى تسبقه سجادة حمراء مترامية الأطراف للإيحاء بأن أفلامنا المعروضة فى السوق حظيت باستقبال جماهيرى ضخم، رغم أن شيئا حقيقيا لم يحدث، وصعود وهبوط نجوم بحجم عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويسرا وليلى وغيرهم كان مجرد تمثيلية مدفوعة الأجر.
 
هذا العام وبسبب اقتراب شهر رمضان حيث انشغل أغلب النجوم بتصوير مسلسلات وبرامج رمضان لم يجدوا وقتا للمجىء هذه الدورة.
 
فى «كان» 67 تواجدنا بأفلامنا القصيرة فى المهرجان لنا بينها فيلم يتيم داخل المسابقة «ماذا بعد وضع حجر الأساس للحمام العمومى فى الكيلو375»، الباقى من الأفلام المصرية تستطيع أن تعتبره ضمن محاولات مخرجين شباب لاقتحام المجهول والقفز فوق سور المهرجان، أعجبتنى وبنسبة كبيرة جرأة العديد منها وبكارة اللغة السينمائية التى تحملها.
 
لمحت أكثر من مخرج وكاتب ومصور من شباب السينمائيين المصريين فى ردهات قصر المهرجان وكان بيننا حوارات عابرة فذهبت لمشاهدة أفلامهم، أعجبنى روح المغامرة التى امتلكها عدد منهم، فقدموا أفلاما لها طعم ومذاق عصرى.
 
ونتوقف أولا مع الفيلم الرسمى الذى مثلنا وهو «الحمام العمومى فى الكيلو 375» للمخرج عمر الزهيرى يقدم الشريط ببلاغة سينمائية، المسئول الكبير الذى يفتتح المشروع بكلمات جوفاء متكررة وفى العادة يحمل الجبس والأسمنت عدد من الموظفين الصغار يرتدون بدلة كاملة وبينهم بطل الفيلم الذى تفلت منه عطسة لا يستطيع إيقافها ويشعر بضرورة الاعتذار للرجل الكبير، السيناريو متأثر إلى حد التطابق بفكرة مسرحية الكاتب الروسى أنطوان تشيكوف والشهيرة أيضا بعنوان «الرجل الذى عطس»، تمنيت أن يشير كاتب السيناريو شريف نجيب إلى أنه استوحى الفكرة من تشيكوف، حتى لا يضيع جهد المخرج عمر الزهيرى الذى يمتلك القدرة على قيادة الممثل وتكثيف الحوار ويترك مساحات مقننة للصمت ومساحات أخرى للفراغ داخل الكادر وقدرة على تحديد زاوية الكاميرا ولكنه مع الأسف لم يلحظ أن هناك من استحوذ على عمل إبداعى شهير لا يزال يدرس فى كل الأكاديميات الدرامية فى العالم. الفيلم الثانى عنوانه «كان» لعبدالرحمن سعد والبطل بالفعل «كان» ليس لأنه مات فى عز الشباب ولكن لكونه لم يحقق أى شىء فى حياته على المستوى الشخصى أو العملى فهو كان وكأنه فى الحقيقة لم يكن، عبدالرحمن يقدم رؤية مكثفة   تشبه طلقة الرصاص فتصيب الهدف مباشرة، فيلم «أم رتيبة» إخراج ناجى إسماعيل يقدم لنا برؤية تسجيلية حياة بائعة البطاطس التى تنفق على عائلتها وتعتز بكونها حققت نجاحا وهى تقف على ناصية الحارة ويساعدها فى العادة الجيران، تموت ابنتها بسبب الإهمال الطبى ولكنها تواصل الكفاح، إنه التعايش مع الحياة مهما تفاقمت الأحزان فهى تسلم قدرها لله وتخرج يوميا إلى عربتها الخشبية لتبيع البطاطس الساخنة ممزوجة بالحب لكل الناس، نجح المخرج فى الحفاظ على تلقائية وطبيعية السيدة المصرية بائعة البطاطس. ويأتى فيلم «ظلال على القاهرة» للمخرج سرى ليدو بطولة أحمد مجدى انتقل المخرج من الخاص للعام حيث شاهدنا بطل الفيلم الشاب يؤكد أنه لا يمكن أن يتركها وكان يشير إلى فتاة محددة بينما نرى فى العمق صورة الأهرامات أنه يرى مصر فى حبيبته يتعمد المخرج أن نطيل كمشاهدين النظر فى العمق للأهرام وكأنه غير واثق بما فيه الكفاية فى ذكاء جمهوره. بينما فيلم «صباح بكر» للمخرجة أمينة عز العرب يلامس القهر الذى تعيشه المرأة، ويتبقى فى نهاية الجعبة فيلم «الضحية» لصفوان نصر الدين الذى يتناول مباشرة التحرش وتلك الأرقام المخيفة التى يتجاوز بعضها الـ90