الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
فايز غالى شهيد السينما

فايز غالى شهيد السينما


 
كانت أحلامه هى السينما ومعاركه سينما وإحباطه سينما وأتصوره أيضا قد مات فداء للمحبوب وكما قال نزار قبانى «يا ولدى قد مات شهيدا من مات فداءً للمحبوب».
 
قبل أن يبدأ مهرجان «كان» بساعات قليلة جاءنى خبر رحيل كاتب السيناريو الكبير والصديق العزيز فايز غالى صاحب العديد من الأفلام المهمة فى مرحلة الثمانينيات والتى وقف فيها بفكره وراء المخرجين خيرى بشارة ومحمد خان فى أفلام «العوامة 70»، و«يوم حلو ويوم مر» لبشارة و«ضربة شمس»، و«فارس المدينة» لخان وله أعمال أخرى مثل «الإمبراطور» طارق العريان و«الطريق إلى إيلات» إنعام محمد على وغيرها.
 
كما أن فايز هو الذى اكتشف «محمود حميدة» وقدمه للمخرج محمد خان ليسند له بطولة فيلمه «فارس المدينة» بعد أن اعتذر أحمد زكى فى اللحظات الأخيرة كما أن محمود عبدالعزيز طلب تأجيل التصوير شهرين فكان الحل هو حميدة الذى أعلن ذلك فى آخر مؤتمر صحفى أقيم بمهرجان الإسكندرية فى شهر أكتوبر الماضى.
 
أتذكر واقعة تجاوزت العشرين عاما عندما عقدت مؤتمرا صحفيا فى مهرجان الإسكندرية بعد أن احتج المخرجان على بدرخان وداود عبد السيد على نتائج لجنة التحكيم، التى أعلنها المخرج صلاح أبوسيف واتهما إدارة المهرجان بالتزوير يومها وفى عز التراشق اللفظى والاتهامات المتبادلة بين كل الأطراف طلب فايز غالى الكلمة وتصورت أنه سوف يؤازر أبناء جيله إلا أننى وجدت صوته يختنق بالدموع و يبكى على حال السينما بل يطالب الدولة بالتدخل لإنقاذ الصناعة ويرى أن التراشق اللفظى الحادث هو الذى سيغتال السينما وأننا نبدد الطاقة بعيدا عن المعركة الحقيقية.
 
كانت أحلام فايز بعيدة المدى يدرك أن أحلامه السينمائية الخاصة لن تتحقق طالما أن المناخ لا يزال ملبدا بالغيوم.
 
 كانت أحلام فايز تتطلع إلى آفاق أبعد وبلا سقف ولكن السوق كان يقف حجر عثرة أمامه حتى أنه فى لحظات غضب فكر ربما قبل خمسة عشر عاما فى أن يتولى هو إخراج أفلامه وبالفعل كتب «المانيكان» ولكن توقف المشروع، وكان لديه فيلم عن الإخوان والتنظيمات الإرهابية استقاه من عمله داخل السجون فى مطلع حياته كخبير اجتماعى ومن هؤلاء عرف كيف يرسم الشخصية الدرامية ولكن الفيلمين لم يتحققا.
 
مؤخرا كتب فيلم «المسيح» وواجه رفض المؤسستين الدينيتين.. اعترض الأزهر على تجسيد السيد المسيح على اعتبار أنه يرفض التجسيد دينيا والمفاجأة هى أن الكنيسة أيضا اعترضت على التجسيد برغم أنه لا يوجد فى العقيدة المسيحية ما يحول دون ذلك، وظل فايز يناضل ومع الثورتين 25 يناير و30 يونيو كانت لديه آمال عظيمة بأن الثورة ستغير أيضا هذا الفكر ولكن ظل الأمر كما هو ورفض فايز نفسيا أن يذهب بقلمه وفكره إلى مشروع آخر، يبدو أنه اعتبرها معركة حياة وموت، وأتصوره مات مقهورا ومحبطا لأن حلمه قد أجهض، الغريب أن آخر لقاء بينا قبل ثلاثة أشهر فى مهرجان «السينما المصرية والأوربية فى الأقصر» كان يحدثنى عن رغبته هو والصديقة العزيزة والناقدة الكبيرة ماجدة موريس أن يحضر هذه الدورة من مهرجان «كان» فودع الحياة ليلة الافتتاح!!