
هناء فتحى
من حسن ونعيمة الى براد وأنجلينا
ربما تقول أنه من غير المناسب أن نتحدث فى الفن أو فى الحب بينما تعيش مصر أعتى معارك الإرهاب الدولى على أهلها ومؤسساتها، بل وننتظر نحنُ - المصريين- ومعنا العالم أجمع أهم انتخابات رئاسية فى تاريخ مصر الحديثة، أضف إلى ذلك ما نتج -عن ثورتين شعبيتين عظميين فى 2011 و 2013 من مصابين ومفقودين وشهداء.. وخونة.
هل تعتبر الكلام فى هذهِ الأشياء روقان؟ مش وقته يعنى؟؟ ده وقته ونص، لأن أول المستفيد مما حدث فى مصر على مدار أعوامها الثلاث السابقات سيكون بكل تأكيد هو الفن والثقافة والوجدان، هكذا تقول وتجزم كتب التاريخ وحكاوى البسطاء، فلماذا إذن، نتحدث فى الفن والحب والتى لولاهما وبهما ما انتفضت الشعوب وما قامت الثورات؟
هل فكرت مرةً فى «أنجلينا جولى» و«براد بيت»؟ فى يوم ما سوف تذكر المواويل والربابا وحكاوى الفن الشعبى حكاية غرام النجمين الهوليوديين باعتبارها نموذجاً نادر الحدوث، أولاً لأن الصحافة الفنية تكف عن ملاحقة أخبارهما الفنية والعاطفية، وثانياً لأن الاثنين لا يكفان عن العشق وناره.. ولسوف تسأل نفسك سؤالاً لا جواب له: لماذا صار الاثنان روحاً وجسداً واحداً صعب الفصل والازدواج.. حتى إنك سوف تسأل نفسك سؤالاً آخر: لماذا استمرت حكايتهما مع أنهما لم يتزوجا؟
إن الذين يرتحلون ويصلون لنقطة جوهر الحب والوجد يدركون أنهم قد عبروا فى رحلة غرامهم على الزوايا الثلاث للمثلث، فللعشق مثلث له ثلاثة أضلع: الروح والعقل والجسد، ثلاثتهم يسمون فى كتب الغرام بكلمة واحدة اسمها «الحب» تماماً مثلما تتجمع ألوان الطيف السبعة فى لون واحد هو «الأبيض»، وهنا أنت لن تسأل لماذا ترك «براد بيت» زوجته الجميلة «جنيفر آنستون» من أجل الجميلة أيضاً «أنجلينا جولى» التى لم تطلب منه حتى الآن الزواج، مع أنهما قد أنجبا أطفالاً كثر، وسوف تسأل نفسك من جديد: كيف يعشق «براد بيت» «أنجلينا جولى» كل هذا العشق مع أنها قد استأصلت فى عملية جراحية خطيرة ثدييها استباقاً وقبل غزو السرطان لجسدها المياس؟
«براد بيت» «وأنجلينا جولى» حكاية فى الغرام والفن لن تنتهى، وحكاية غربية المذاق لكن كتب العشق ومجلدات التاريخ أنبأتنا ووعدتنا بتمصيرها فى بلادنا حقيقةً وواقعاً حتمياً ناتجاً عن التغيرات العظمى التى تمر بها الإنسانية بشكلٍ عام ومصر بشكل خاص.