
طارق الشناوي
فيلم مصرى فى «كان»!!
هذه المرة لنا فيلم قصير يشارك فى قسم أفلام معهد السينما بمهرجان «كان» الذى يفتتح مساء الأربعاء دورته رقم 67 الفيلم هو «ماذا حدث فى افتتاح دورة المياه الكيلو 375»، وسوف تتواجد السينما العربية ولكن بقدر ضئيل، مثلا أسامة محمد المخرج السورى يشارك رسميا بالفيلم التسجيلى «ماء الفضة» وتشاركه الإخراج وئام بدرخان، وهذه ثانى مشاركة رسمية للمخرج بعد فيلمه «الصندوق» والفيلم تواصل من خلاله إدارة مهرجان «كان» تعضيدها لثورات الربيع العربى فى وقت بدأت فيه أصوات داخل سوريا بل عدد من الدول العربية وبينها مصر تسعى لإسقاط تلك الثورات وضربها فى مقتل.
المعروف أن مهرجان «كان» هو واحد من أكثر المهرجانات الكبرى فى العالم التى أعلنت فى توقيت مبكر جدا مؤازرة ثورات الربيع بدون أى حسابات للتراجع، بل هو ينحاز لمخرجين يمثلون دائما المعارضة للنظام السورى، أسامة محمد هو واحد من أقوى أصوات المعارضة وبرغم أنه ينتمى للطائفة «العلوية» التى يستند إليها بشار الأسد فى استمرار حكمه، إلا أنه واحد من قلائل ينحون الطائفة جانبا عندما يُطل فى المعادلة الوطن، وكان أسامة واحدا من الأصوات المعارضة الشهيرة بين المخرجين مع محمد ملص والراحل عمر أميرلاى منذ زمن حافظ الأسد وواصل فى زمن بشار ولكنه يعلم أنه مطلوب من قبل النظام السورى الحالى ولهذا يقيم خارج حدود سوريا.
المشاركة العربية إجمالاً لا تتوافق مع تاريخ السينما العربية ولا مع تلك الحفاوة السنوية التى تمنحها أغلب المهرجانات العربية لمهرجان «كان» حيث إن مسئولى مهرجانات القاهرة والدوحة وقرطاج وأبوظبى ودبى وغيرها تحرص على إقامة مؤتمر صحفى تعلن من خلاله عن فعاليتها القادمة.. كما أن الإعلام العربى يشارك بكثافة فى التغطية الإعلامية والعديد من الفضائيات تحيله إلى برنامج «توك شو» وتستضيف الفنانين العرب والأجانب وهم على السجادة الحمراء.
تبدو علاقة السينما العربية بالمهرجان طوال تاريخه حيث بدأ عام 1946 أشبه بالحب من طرف واحد وهو أقسى وأشقى أنواع الحب.. حيث يسهر الحبيب يعد النجوم ويكابد اللوعة والسهاد بينما المحبوب لا يشعر به وربما أيضاً مشغول بحبيب آخر.
هذا هو بالضبط حال السينما العربية مع مهرجان «كان» السينمائى.. محاولات لا تنقطع تطلب ود ووصال المهرجان بينما المهرجان لا حس ولا خبر.. العام الماضى مثلا كان لنا فيلم «عمر» عرض فى قسم «نظرة ما» وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بتلك المسابقة وقبلها بعام كان موعد السينما المصرية بفيلم يسرى نصرالله «بعد الموقعة» الذى شهد عودة للسينما المصرية بعد 16 عاما عن المسابقة، حيث كان أخر عهد لنا بفيلم «المصير» ليوسف شاهين.. كما أن المخرج المغربى «نبيل عيوش» عرض له فيلمه «خيل الله» والمخرج الفلسطينى «إيليا سليمان» عاد وقتها للمهرجان بفيلم «7 أيام فى هافانا» وفى مسابقة الأفلام القصيرة شاركت سوريا بفيلم «فى انتظار الصندوق» والجزائر بفيلم «هذا الدرب أمامى».
ومن المشاركات العربية المهمة لنا فيلم المخرجة اللبنانية نادين لبكى «هلأ لوين» داخل مسابقة «نظرة ما» وفى «كان» 2010 كان لنا داخل المسابقة الرسمية الفيلم الجزائرى «خارج عن القانون» للجزائرى «رشيد بو شارب» ولقد أثار هذا الفيلم وقتها غضب اليمين الفرنسى حيث تم حصار المهرجان من قبل المتظاهرين الذين رفضوا مشاركة الفيلم فى المهرجان، حيث إنه يتعرض لمذبحة فرنسية فى الخمسينيات من القرن الماضى تعرض لها الشعب الجزائرى وهو يناضل من أجل الاستقلال.
يبدو أنه بين العالم العربى و«كان» حب من طرف واحد!!