هناء فتحى
خالد فوق الشجرة
فى الحوار الممتع الذى جرى بين المبدع «خالد صالح» والإعلامية «القديرة منى الشاذلى» - والتى لا يغلب حمارها أبداً -فى برنامجها الجديد «معكم» مساء الأربعاء الماضى، كان الاثنان قد ألقيا حزمة من الضياء على البقعة المعتمة فى مسافة الحب والعشم التى تصل ما بين الفنانين والناس (وإن كنتوا نسيتوا اللى جرى هاتوا فيديوهات الثورتين يناير ويونيو علشان تتشاف وتنقرا).
دار الحديث بين المذيعة والفنان حول مواقف الفنانين الوطنية أثناء الثورتين وتواجدهم بكثافة فى الميادين كمواطنين داخل خلايا ونسيج الشعب الذى أسقط النظامين الفاسدين معاً، وعرضت منى الشاذلى كليبات لـ «خالد صالح» فى المنتصف وهو يهتف، ليس هذا فقط بل استعانت منى الشاذلى بفيديوهات أخرى لنفس الفنان ورفاقه داخل وزارة الثقافة فى الاعتصام الشهير إياه قبل ثورة 30 يونيو بشهر كامل.
فما هذا الذى يحدث فى مصر الآن ليبدو الفنانون وكأنهم أعداء للبلد؟ نعم!! من ذا الذى يحاول إخراجهم من اللعبة واللحمة التى صنعت 3 يوليو؟ بصيغةٍ أخرى للسؤال: من ذا الذى يعمل على شيطنة الفنانين والفن بعد كل هذا الدور الوطنى الرائع الذى لعبوه خلال سنوات ثلاث؟
المشهد أمامنا يبدو هكذا: أولئك الذين اعتادوا إلهاء الناس بالكرة ونجومها غيروا الدفة وراحوا يلهون الناس بأخبار ثلةٍ مارقةٍ من الفنانين، والسؤال: يلهوننا عن ماذا بالضبط؟
السؤال الآخر: من ذا الذى يخلط أبو قرش على أبو قرشين؟ فالذين قادوا مع الشعب المصرى ثورتيه ليسوا هم من يتم التشهير بهم الآن وخلق فرقعات إعلامية بهم للتعمية على شىء ما!! إيه هو؟
إذا كان هناك جناح فى الدولة يعمل وحده دون الرجوع لمن يديرون البلد ويسىء للدولة والشعب قبل الفنانين فيجب إيقافه عن هذا العبث، فالفنانون لن يخرجوا من اللحمة، والناس لم تعد غبية ولا ضريرة؟
هل يعقل أن يحدث كل هذا دفعةً واحدةً؟: مصادرة عرض فيلمين أحدهما أمريكى والآخر مصرى (نوح وحلاوة روح) ثم يتم القبض على مجموعة من الفنانين داخل أحد جاليريهات بيع التحف ثم إغلاق قناة والقبض على صاحبتها حتى لو كانت «سما المصرى» وبهذه الطريقة المهينة التى قمنا بثورتين لتغييرها؟
من يقوم بفعل هذا يضرب عصفورين - فوق أشجار الثورة -بحجر واحد، الفنانون والشرطة، فهل سيدرك الاثنان الفخ المنصوب لهما؟ يا رب.
