
طارق الشناوي
من يجلس على كرسى عمر الشريف؟
قبل نحو أسبوع احتفل عمر الشريف بوصوله إلى شاطئ الثانية والثمانين من عمره الذى نتمنى أن يكون مديداً وسعيداً فهو أهم نجم عربى حقق تواجداً حقيقياً على الخريطة العالمية، فى السنوات الأخيرة تابعنا كلاً من عمرو واكد وخالد النبوى وخالد عبدالله فى أعمال فنية خارج الحدود الإقليمية، وكان السؤال: هل وصل نجومنا للعالمية، هل نعثر مجدداً على عمر الشريف؟
يقينا لن نرى بين كل هؤلاء عمر الشريف 2014 عمر بدأ مشوار النجومية فى العالم وهو فى الثلاثين بينما يقف بعض هؤلاء على أبواب الخمسين وهو رقم متقدم جدا لتحقيق عالمية بالمعنى الصحيح للكلمة.
لا تستطيع أن تضع الجميع فى إطار واحد كمجموعة تشبه بعضها، خالد عبدالله مصرى مقيم فى لندن شارك فى أفلام عالمية مثل «يونايتد» و«المنطقة الخضراء» و«الطائرة الورقية» وغيرها وهو يشكل بالتأكيد اسما على الخريطة العالمية ولكن النجومية حالة أخرى أراها الآن على الأقل مازالت بعيدة عما وصل إليه خالد عبدالله.
الورقة الثانية هى عمرو واكد الذى أراه هادئا مبتعدا عن الصخب يتقدم خطوات محسوبة فى الحياة الفنية على المستويين المصرى والعالمى ولكنه يحفر فى العمق ولا يعنيه «الشو» الإعلامى، مشواره عالمياً يقترب من السنوات العشر بدأ فى فيلم «سريانا» ومسلسل «بيت صدام» بعدها أفلام «الأب والغريب» و«صيد السلمون فى اليمن» وأخيراً «لوسى» الذى أوشك على العرض ويشارك فى بطولته مع سكارليت جوهانسون ومورجان فريمان وإخراج لوك بيسون.. على الخريطة المصرية يختار عمرو أفلامه بدقة، صحيح بينها أفلام تجارية ولا بأس بالطبع من ذلك مثل «إبراهيم الأبيض» و«خالتى فرنسا» و«تيتو» ولكن ستجد أن هناك أيضا الرهان الفنى مثل «جنينة الأسماك» و«الشتا اللى فات»، عمرو لايبدد طاقته فى الدعاية لإنجازه الفنى فهو يعلم تماماً أن قضيته ليست الإعلان عن تحقيق إيرادات ضخمة فى شباك التذاكر فى الداخل ولا يشغل نفسه كثيراً بتصدير هالة إعلامية تؤكد عالميته، بقدر ما هو الرهان على أفلام تحمل نبضاً سينمائياً فهو يتعامل باحترافية مع الخريطة سواء فى الداخل أو الخارج، لكنه لم يصف نفسه أبداً قائلا «أنا ممثل عالمى»، يترك هذا التوصيف للزمن القادم.
ويبقى خالد النبوى الورقة المحيرة فى هذ السياق وداخل هذا السباق، تواجده فى بعض الأفلام الأجنبية يعنى له شيئاً واحدا أن يؤكد للقاصى والدانى أنه مختلف عن الآخرين، فهو مثلاً لعب دوراً صغيراً جداً فى فيلم «مملكة الجنة» لريدلى سكوت أحاله إعلامياً إلى حدث عالمى رغم أن الشخصية الدرامية الحقيقية على الشاشة للممثل العربى فى الفيلم الذى احتل مساحة هو السورى غسان مسعود فى دور صلاح الدين الأيوبى ورغم ذلك لم نره ولا مرة واحدة وهو يقدم نفسه للرأى العام كفنان عالمى.
خالد النبوى لا يتوقف عن ترديد ذلك، شاهدناه أيضا فى فيلم «لعبة عادلة» حرص على أن يرسل صورة للصحافة باعتباره يحقق إنجازا ضخماً فى دنيا العالمية لمجرد أن الفيلم شارك قبل بضع سنوات فى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»، ثم كانت المحطة الثالثة مع فيلم «المواطن» الفيلم تم تصويره فى هوليوود وناطق بالإنجليزية، ولكن هذا لايكفى لكى نعتبر أن الفيلم عالمى ويتم تصدير تلك الخدعة للرأى العام، شاهدنا الفيلم لأول مرة فى الدورة قبل الأخيرة لمهرجان «أبوظبى»، وعرض بعد ذلك للجمهور وهو عمل فنى متواضع جدا، الفيلم لم يحقق داخل دور العرض أى إيرادات على المستوى العربى كما لم تحتف به أى دولة أجنبية، فكيف نصفه بالعالمية.
تمتلئ الصحف العربية هذه الأيام بصوره مشاركا فى مسرحية «كامب ديفيد» فى دور أنور السادات مؤكدا أن هذه هى العالمية وإلا فلا، رغم أن البون لا يزال شاسعاً بين ما أنجزه النبوى وبين حلم العالمية!!
قبل نحو نصف قرن كان هناك شاعر مغمور اعتقد أن الفرصة مواتية له بعد رحيل بيرم ليعتلى عرش الشعر الغنائى فأنشد قائلاً:
أحمد محمد المنسى/ خليفة بيرم التونسى /عميد الفن له كرسى/ ولا مأمون ولا مرسى.. يقصد بالطبع الشاعرين مأمون الشناوى ومرسى جميل عزيز!! هل تجدون أى وجه قربى بين المنسى والنبوى!!