الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
قضية نهى العمروسى

قضية نهى العمروسى


 
هيا لنلامس الورم البارز فى الجسد المنهك ونسأل عمن أراد زرع الفيروس به وفى هذا الوقت بالذات تحديدا ودون الدخول فى عمل القضاء، هل الصورة التى تصدرت المشهد الفنى الأمنى بالكبسة التى قامت بها قوات الأمن منذ أسبوعين على جاليرى كان به فنانون يتعاطون المخدرات والقبض عليهم وحبسهم مع المجرمين ثم الإفراج «بكفالة» عن المتهمة الفنانة «نهى العمروسى» لخلو دمها من التعاطى ومن ثم يصبح هذا تمهيدا لتبرئتها، هل انتهى الخبر عند هذا الحد؟ لا، لأن الخبر الحقيقى يكمن فى قلب الورم المتمكن من الجسد المصرى الآن وأقصد به الجسد الذى لملمناه معا فى 30 يونيو شرطة وشعبًا، فمن ذا الذى أراد أن يفتت الضفيرة التى زينت رأس البلد لحظة تحالف 3 يوليو؟ بمعنى أوضح نتساءل من ذا الذى أراد زرع الأفخاخ فى الطريق الواصل بين الفنانين الذين قادوا الكتيبة الأولى فى ثورة 30 يونيو، وبين الشرطة التى غيرت عقيدتها وانحازت إلى الجماهير الغفيرة وبسببها نجحت الثورة.
 
مشهد نهى العمروسى بعد الإفراج عنها بكفالة وهى تحكى على الفضائيات وقائع ما جرى من تعدى بعض أفراد الشرطة على الفنان صاحب الجاليرى وطريقة القبض عليهم ثم احتجازهم مع الخارجين عن القانون، يشى بأن هناك من أراد لها هذا المشهد أن يبدو كريها هكذا، فمن ذا الذى يجلس على كرسيه الوثير ويخطط بالدم لفرط العقد الملضوم بالدم.
 
أعلم تماما أن هذا المشهد يوجع قلب أفراد الداخلية الآن لأنهم أحرص الناس على لملمة العقد الملضوم الذى زين رقبة البلد فى 30 يونيو، فمن ذا الذى أراد أن يأتى يوم 30 يونيو القادم وحبات العقد على الأرض تدوسها الأقدام.
 
هذا سؤال، وسؤال آخر يسأله كل من يتحسسون الورم النافر والمنتشر فى الجسد المنهك هل كان لابد أن تحدث هذه الفضيحة الآن ومع الفنانين تحديدا مع أن البلد تعيش أذهى عصور الانفلات الأخلاقى؟ تعاطى المخدرات صار علنا وعلى الأرصفة، التحرش والاغتصاب صار علنا وفى الجامعات الحكومية والفنادق الفخمة، أى أن هناك كبسات أكثر جدوى للشرطة من كبساتهم على مجموعة من الفنانين فى جاليرى، وهذا المشهد سيردنا إلى مشهد مماثل للفنانة ماجدة الخطيب ومشهد آخر أوجع قلب بليغ حمدى وخصم من رصيد الموسيقى والغناء بهروب بليغ إلى بلاد الله وخلق الله.
 
لكن الأهم فى هذه القضية الشائكة أن الفنانين والشرطة ليسوا أعداء، عدوهم وعدونا هو الجماعة الإرهابية، فلماذا تصبح الشرطة عدوة للفنانين الآن وتحديدا بعد أن أعادت الشرطة إلى الشعب بغض النظر أن قضية التعاطى هذه كانت حقيقة أم كانت وهما وتلفيقا.