
طارق الشناوي
«تفوت لى كذبة أفوت لك اتنين»!!
الثلاثى «وجدى الحكيم» و«مفيد فوزى» و«حلمى بكر» دائماً ما يعود إليهم الإعلام المصرى والعربى كلما عنّ لهم شىء عن «عبد الحليم» وكان بين الثلاثة اتفاق غير مكتوب شروطه هى «تراعينى قيراط أراعيك قيراطين وتفوت لى كذبة أفوت لك اثنتين»، كثيرا ما كانت قضية الكاتب الصحفى الراحل محمود عوض هى التأكيد على أن الكثير مما يعلن خاصة فى ذكرى حليم لا أساس له من الصحة ولكن لم تتوقف الكثير من الحكايات المختلقة!!
أغلب ما يقوله هؤلاء هو من باب الحكاية الممكنة الحدوث ولكنها ليست بالضرورة التى حدثت بالفعل أو بالضبط، كما أن بعض الحكايات صحيح ولكنهم لم يكونوا شهودا عليها بالضرورة.
«عبدالحليم» الذى احتفلنا بذكرى رحيله عندما غاب عن عالمنا قبل 73 عاما، وكان الثلاثة دون الأربعين من عمرهم وأمامهم الحياة متسعة فقرروا أن يصبحوا هم المرجعية الحليمية الوحيدة ، ولسان حالهم يقول «طول ما انت زمار وأنا طبال مسير الليالى تجمعنا» ولم يكذب أى منهم الآخر فى واقعة يذكرها.. «مفيد» مثلاً دائم الحديث عن زواج تم بين «سعاد حسنى» و«عبدالحليم»، صدق عليه «وجدى»، وكل ما يذكره وجدى عن حليم يؤكده مفيد، رغم أنى مثلا سألت كمال الطويل الصديق الأقرب لحليم وسعاد عن زواجهما أكد لى أنها حكاية مختلقة تماما من مفيد وهو أيضا ما نفاه صديقه وكاتم أسراره الراحل مجدى العمروسى.
مع وردة اختلف الأمر «وجدى» اعتبرها ملكية خاصة ومنطقة نفوذ لا يجوز أن ينازعه عليها أحد، المعروف أن «وردة» اقتربت أكثر من «وجدى»، وكانت علاقتها سطحية مع كل من «مفيد» و«حلمى» والأخير غضبت منه وهو أيضاً كان عنيفاً معها عندما أصدرت آخر أشرطتها «اللى ضاع من عمرى» فهاجمها «حلمى» بضراوة وطالبها بأن تعود للغناء من تلحين الكبار يقصد بالطبع كبير واحد اسمه حلمى بكر.
«وجدى» أيضا كذب على غير عادته «مفيد» عندما ذكر أن الكاتب الصحفى الراحل «عصام بصيلة» ضبطها تتحدث مع «بليغ» وهو زوج لها فغضب وطلقها.. «وجدى» كذب واقعة الزواج من أساسها مؤكدا أن عصام بصيلة لم يتزوجها.
الذى يجرى حالياً هو عدد من الحكايات الاحتكارية تنتشر فى الإعلام فيما يتعلق بعبدالحليم وكل منهم يترك الآخر يروى كما يحلو له، بينما «وجدى» يريد احتكار حكايات «وردة» لصالحه فتصبح منطقة نفوذ خاصة له.. «مفيد» و«بكر» تسللا إلى منطقة وضع عليها وجدى يافطة «ممنوع الاقتراب».
حلمى بكر قال مثلا: إن «محمد الموجى» طلب الزواج من «وردة» فى بيتها وهو واقع تحت تأثير الخمر وأن «وردة» طلبت من «حلمى» التدخل لإنقاذها.. أتذكر أننى أجريت حوارا مع «محمد الموجى» عندما كانت وردة متزوجة من بليغ حمدى وكان التعاون الفنى بين الموجى ووردة متوقفا سألته متى تلحن لوردة قال لى لما تطلق «بليغ» ولكن لا يعنى ذلك أنه يسارع بطلب يدها بعد طلاقها من بليغ.
بعض من الوقائع التى يرويها الثلاثى «حلمى» و«وجدى» و«مفيد» عن «عبدالحليم» قد تكون صحيحة ولكن غير المؤكد أنهم كانوا شهوداً عليها، هم يمنحون لأنفسهم دائماً دور البطل الذى قال لـ«عبدالحليم» لا تفعل كذا وبلغ الشطط ببعضهم أن قال إنه نهر «عبدالحليم» وأثناه عن فعل كذا وكذا على الملأ أو أن عبدالحليم كان يبوح لهم بانتصاراته وهزائمه النسائية، بل إن مفيد كتب مرة مؤكدا أن عبدالحليم فى سنواته العشر الأخيرة من عمره عانى من العجز الجنسى.
إنه اتفاق سنوى عقده الثلاثة يقضى بأن كلاً منهم يروى ما يشاء ولهذا كلما جاءت ذكرى حليم وهاتك يا حكايات جزء كبير منها «مضروب» على طريقة «ما قالى وقلت له يا عوازل فلفلوا»!!