الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عندما غضب الأزهر من عبدالحليم!

عندما غضب الأزهر من عبدالحليم!


 عندما تستمع إلى قصيدة «لست قلبى» التى يغنيها عبدالحليم فى دار الأوبرا المصرية سوف تكتشف أن المطرب يغير فى الشطرة الشعرية «من قدر أحمق الخُطى»، كما كتبها الشاعر كامل الشناوى لتصبح «أحكم الخطى»، كما أرادها الشيخ الغزالى ولم تكن المرة الأولى التى يتعرض فيها الأزهر لأغنية لحليم.
 
قبلها اعترضوا على قصيدة «لست أدرى» التى أعاد عبدالحليم غناءها بعد أن رددها عبدالوهاب ومطلعها «جئت لا أعلم من أين لكنى أتيت» لإيليا أبوماضى كما أنهم بعدها لم يستسيغوا أغنية «على حسب وداد» لصلاح أبوسالم وتحديدا مقطع «لا ح اسلم بالمكتوب»، حيث اعتبروها أغنيات تتحدى المشيئة الإلهية هكذا قرأوها.
 
الحكاية بدأت فور تقديم قصيدة «لست قلبى» عندما صرح الشيخ الدكتور محمد الغزالى فى برنامج إذاعى أنه لا يجوز أن نصف القدر بالحمق وأن هذا مخالف للدين، وتصدى له الكثيرون لأن المعنى الذى أراده كامل الشناوى لا يسب القدر ولو طبقنا المعايير الدينية على الأغانى والأشعار لحذفنا ما لايقل عن 90٪ منها بحجة أنها تتناقض مع الأديان واستجابت الإذاعة والتليفزيون نصف استجابة، بعض التسجيلات تجد فيها هذه الشطرة وأخرى محذوفة بينما الفرق التراثية عندما تُعيد الأغنية فى دار الأوبرا تستبدلها مرة تقول أحكم وأخرى واثق على النقيض تماما مما أراده كامل الشناوى.
 
الحقيقة أننى كلما تذكرت تلك القصيدة وجدت نفسى أستعيد شيئا أبعد من ذلك إنها تلك الصداقة بين كامل الشناوى وعبدالحليم حافظ فلقد جمع بينهما القدر الذى كان هذه المرة أحكم الخطى.
 
الأخ الحبيب الأستاذ كامل الشناوى
 
دار أخبار اليوم
 
CAIRO EGYPT
 
U.A.R
 
من أمريكا عبر المحيط أكتب لك معبراً عن شوقى وحبى وشكرى على كلمتك الحلوة الرقيقة ولأقول لك كل سنة وأنت طيب وأنت سعيد وأنت بكامل صحتك وكل سنة وأنت تملأ الدنيا شعراً وحياة وكل سنة وأنت معنا نحبك وتحبنا وتملأ حياتنا بكلماتكم الحلوة..
 
أقبلك وإلى اللقاء القريب
 
إن شاء الله
 
أخوك
 
عبدالحليم
 
ما تقرأه هو الرسالة التى بعث بها «عبدالحليم حافظ» إلى «كامل الشناوى» فى مطلع شهر ديسمبر 3691 لكى يشاركه احتفاله بعيد ميلاده واحتفظت بها فى أوراقى الخاصة وقررت فى ذكرى حليم أن تقرأها أيضاً عزيزى القارئ.. كان «عبدالحليم حافظ» حريصاً على أن تتأكد أواصر صداقته بكبار الكتاب وعلى متابعة ما يكتبونه حتى لو كانت كلماتهم نشرت فى غيابه فى وقت كانت تحول فيه المسافات الجغرافية دون وصول المعلومات فأنا أتحدث عن رسالة يتجاوز عمرها نصف قرن.. تجد فى كلمات الرسالة شيئا خاصاً حميمياً يعبر عما كان يجمع بين «كامل الشناوى» و«عبدالحليم حافظ»، حيث منح «كامل الشناوى» قوة دفع لعبدالحليم فى بداية مشواره بعد أن سجل أغنية «على قد الشوق اللى فى عيونى» عام 4591 اعتبرها «كامل الشناوى» فى مقال نشره على صفحات جريدة «الأخبار» بمثابة الطائر الذى حلق بعبدالحليم إلى سماء النجومية.. وكان «كامل الشناوى» صديقاً للأربعة الكبار فى دنيا النغم.. كثيراً ما كان بينهم صراعات معلنة ومستترة «أم كلثوم»، «عبدالوهاب»، «فريد»، «عبدالحليم» ورغم ذلك كان لكل منهم فى قلب وشعر «كامل الشناوى» مساحة خاصة وغنى حليم لكامل الشناوى ثلاث قصائد «لا تكذبى» و«لست قلبى» و«حبيبها»!!.. هل ندعو أجهزة الإعلام إلى تقديم القصيدة بدون حذف وأوجه نداء إلى كل الفرق التراثية وإلى دار الأوبرا لا تعبثوا بتراثنا الغنائى وأعيدوا الكلمة من أحكم إلى أصلها أحمق!