الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
متى يعانق صوت السماء.. الجمال والكمال والجلال؟

متى يعانق صوت السماء.. الجمال والكمال والجلال؟


كُنت فى رحلة سريعة الى بيروت حيث يحتويك صوت فيروز الملائكى أينما وليت وجهك.
 
لا يعلم الكثيرين أن فيروز سجلت قبل نحو 33 عاماً ثلاث قصائد من تلحين الموسيقار رياض السنباطى لتليفزيون الكويت ولكنها لم تشأ إن تفرج عنها حتى الآن، يقولون أن فيروز لم تتحمس لطرحها للجمهور.
 
فى حوار أجراه زياد الرحبانى مع منى الشاذلى قبل نحو عام عبر برنامجها السابق «جملة مفيدة» فى قناة إم بى سى، لم تسأله عن مصير القصائد الثلاث ولكنه تحدث عن موسيقى سيد درويش وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب ووصفها بأنها مثل «المناقيش» سريعة وسهلة الهضم على عكس موسيقى رياض السنباطى الرائعة ولكنها صعبة فى التداول.
السؤال الثانى الذى ذكرته منى هو متى تجىء فيروز للقاهرة نفس السؤال الذى كثيراً ما يتكرر خاصة مع بداية كل صيف أين «جارة القمر»؟! 
 
فى كل موسم فى كل مهرجان بل فى كل حفلة غنائية تقام فى القاهرة يتردد اسم المطربة الكبيرة فيروز ودائماً ما تغيب فيروز عندما تفكر دار الأوبرا المصرية فى إقامة مهرجان غنائى فلا شك أن أكبر صوت عربى لا يزال يقدم فن الغناء الأصيل الجميل هو صوت فيروز وهكذا يصعد اسمها إلى المقدمة وتبدأ المفاوضات بين الجهة المنظمة للمهرجان وفيروز وتتعثر المفاوضات ولا يصل الأطراف إلى اتفاق مشترك ولا إلى أرض محايدة يقف عليها الطرفان حيث إن شرط فيروز الذى تتناقله أجهزة الإعلام المصرية هو المليون دولار وهو بالمناسبة ما كذبه كثيراً المكتب الإعلامى الخاص بفيروز ثم لا تلبث المفاوضات أن تبدأ فى الدورة التالية للمهرجان وتحدد فيروز شرط المليون دولار وهو ما تراه دار الأوبرا مبالغاً فيه ومتجاوزاً أيضاً إمكاناتها رغم ذلك فإن الأمل لم يتوقف ويرى البعض أن هذا شرطاً تعجيزياً تفرضه فيروز حتى تتهرب من الغناء فى مصر. مرات قليلة جاءت فيها فيروز للقاهرة بصحبة الأخوين رحبانى الراحل عاصى زوجها ومنصور شقيقه الذى رحل قبل أكثر من ستة أعوام، زيارات فيروز لمصر تصل إلى حدود الندرة ولا يتجاوز عددها أصابع اليدين آخرها كان قبل أكثر من 30 عاماً!!
 
فيروز والرحبانية قدما للأغنية مذاقاً مختلفاً وليس متناقضاً مع المذاق المصرى ليس فقط على مستوى الألحان وأسلوب الغناء ولكن أيضاً الكلمة الشاعرية عند منصور وعاصى لا نستطيع أن نعتبرها امتداداً ولا ترديداً لما كتبة شعراء الأغنية الكبار فى مصر، ولم تغن فى مصر إلا لسيد درويش أعمالاً فولكورية مثل «طلعت يا محلا نورها» و«الحلوة دى قامت تعجن فى الفجرية» وللموسيقار محمد عبد الوهاب وقصائد «مر بى» و«سكن الليل» و«سهار» وعدد من أغانيه القديمة مثل «خايف أقول اللى فى قلبى» وبتوزيع موسيقى للرحبانية سوف تجد أن نبض التوزيع الموسيقى الرحبانى كان له طغيان واضح ولم تغن للشعراء المصريين سوى للشاعر مرسى جميل عزيز قصيدته «سوف أحيا».. الرحبانية شكلا ملامح فيروز الغنائية مع ومضات عظيمة لفيلمون وهبة ونجيب حنكش ولم يدخل خلال العشرين عاماً الأخيرة على خط عاصى ومنصور إلا زياد الرحبانى الذى أكمل مسيرة والده عاصى وعمه منصور ولكن بمذاق عصرى فى الكلمة واللحن.
 
اختيارات فيروز هى حق مطلق لها والثمن الذى تطلبه لإحياء الحفل وللفرقة الموسيقية والكورال المصاحب لها لا أراه مبالغاً فيه ثم راجعوا أجور عمرو دياب ونانسى وشيرين وهيفاء فى الحفلات. أنا أترقب أن يسبق حضور فيروز لمصر إذاعة قصائدها الثلاث التى لحنها لها السنباطى ولا أتصور أن فيروز تغنى فقط «المناقيش».. إنه عناق نادر بين ذروتين فيروز الصوت الذى يسمو على التقييم البشرى.. تخيلوا هذا اللقاء بين موسيقى رياض السنباطى عنوان الجمال والكمال والجلال وصوت السماء!!