
هناء فتحى
حكايا زائفة عن موت حقيقى
هل تصلح الدراما ما أفسده الدهر والساسة ورجال الحكم؟
أو ربما يجب أن يكون السؤال على هذا النحو: هل ستنجح الدراما المصرية- أو الفن بشكل عام- فى كشف ما لم يستطع أن يحسمه القضاء بينما قد حسمه القدر؟ أشك، فكل المسلسلات التى سوف تزدحم بها شاشة تليفزيون رمضان القادم والتى يصرح أبطالها ومنتجوها أثناء تصويرها الآن أنها سوف تتناول وسوف تكشف المستور والمخبوء من سيرة رجال ونساء رحلوا- اختفاء أو اغتيالا- دون أن تغلق ملفاتهم الإنسانية والجنائية بعد.
الإجابة هى: كل هذهِ المسلسلات وليس بعضها سوف تقع فى فخ الالتباس والتورية والكلام «البين بين أو المتغطى» أو الغائم، وسوف تؤول آخر حلقاتها إلى نهايات مفتوحة أو كاذبة.
فحتى الآن لم تحسم الدراما العالمية حيثيات ووقائع موت «مارلين مونرو» والأميرة الانجليزية «ديانا» وعشيقها المصرى «عماد الفايد»، ولم تكشف سينما هوليوود بعد أسماء من اغتالوا «جون كينيدى» حتى ولو كان بطل الفيلم هو «كيفن كوستنر»، ولن تفضح أبداً سينما العرب والعالم شخصيات كانت وراء موت «ياسر عرفات» مسموماً وهى أسماء واضحة ومفضوحة ومعلومة!! فكيف لنا أن نفصل بالسيناريو المصرى الضعيف- كما حدث فى مسلسل رمضانى سابق بطولة «منى زكى» مثلاً فى أسباب موت «سعاد حسنى» أو «عمر سليمان» أو «كاميليا» و«أسمهان».
الإجابة ببساطة تكمن وتختبئ فى ملفات داخل أدراج موصدة فى مبانى أجهزة المخابرات، ويوم أن تفتح المخابرات الدولية- والمصرية بالتأكيد- ملفات الأشخاص ذوى الأهمية والذين ماتوا مغدورين سوف تكون للدراما حكايات أخرى موثقة وصادقة بالتأكيد.
فتحت ثورتا يناير ويونيو الباب على مصراعيه أمام كتاب السيناريو لكتابة مسلسلات تعتمد على السيرة الذاتية وهى لن تخرج عن كونها موضة أو هوجة مثل مجموعة المسلسلات عن تجار المخدرات أو عن الجاسوسية أو عن عالم الصعيد الجوانى، لكن لا بأس أن نسمع عن مسلسل يجرى تصويره الآن يتناول وقائع موت ابنة المطربة المغربية «ليلى غفران» وابن «أحمد نظيف» رئيس الوزراء فى عهد مبارك، أو مسلسل جديد يتناول كتابة مختلفة تماماً عن سيرة حياة رجل الأعمال «هشام طلعت مصطفى»، والمسجون بتهمة قتل المطربة اللبنانية «سوزان تميم».
فى الحقيقة، وفى النهاية، وفى الكادر، يجب أن نعترف ونخلع القبعة ونحنى الهامة أمام السيناريست الرائع «وحيد حامد» والذى كتب وقائع موثقة ودقيقة ومستبصرة عن جماعة الإخوان الإرهابية وزعيم عصابتها «حسن البنا» أثناء توغلهم وتغلغلهم فى مصارين مصر.