
طارق مرسي
غرفة صناعة الإعلام لتهديد الروابط المصرية السعودية
إطلاق غرفة لصناعة الإعلام المرئى والمسموع كان حلما لشيوخ وخبراء الإعلام لضبط الأداء الخارج عن النص والخطاب الإعلامى الموجه والجانح وللقضاء على أزمة الانفلات المهنى وإرسال التشويش وترددات الإرهاب والتحريض.
فبعد 3 أعوام من الثورات وسقوط شهداء أبرياء قد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.. وتنبه الجميع للإعلام الهابط والعميل والإعلام الصاعد والهادف.. الإعلام المأجور والإعلام الفعال والمحصلة النهائية سقوط أقنعة وشعارات كشفت عن وجههم القبيح وأهدافهم المسمومة إلى مزبلة التاريخ.
قناة الجزيرة القطرية كانت فى هذا الإطار تغرد خارج السرب بالأكاذيب والافتراءات كالثقب الأسود فى الثوب الخليجى الناصع لهذا كان من الطبيعى أن تخرج من مشروع هذه الغرفة التى من المفترض أن تراقب الأداء الإعلامى وقيادته نحو الأهداف القومية والحلم العربى وتتحدث عن سبل «قصقصة» ريش هذا الإعلام المسموم وقطع ريشه وإرساله.. والترحيب بالإعلام العربى والمصرى لكن الغريب أن يشهد مؤتمر الجمعية التأسيسية للغرفة غياباً وعدم ظهور قامات فضائية بعضها صاحب دور رائد فى الإعلام الفضائى مثل قنوات ART ومجموعة MBC وروتانا وهى محطات قامت برءوس أموال سعودية وتباهى وتفتخر بالمنتجات المصرية بل إن بعضها أطلق قنوات خاصة بمصر مثل MBC ولعبت دورا مؤثرا للوقوف بجوار كل المصريين فى معركتهم للقضاء على الجماعة الإرهابية وأعوانها.
الغياب المريب للقنوات السعودية سبقه هجوم غير مبرر على الإعلام السعودى على الرغم من الموقف المساند له فى الثورة المصرية والذى تناغم مع القيادة السعودية الشقيقة والتى كانت حديث كل المصريين بتأييدها للشعب المصرى وتمرده على الاستبداد والإرهاب.. المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا وإعلاما وقف وقفة الأشقاء مع مصر ضد الإرهاب مع تقديم كل الدعم لعبور محنته وفتح الاستثمارات السعودية من أجل عيون المصريين.. الموقف السعودى التاريخى تناغم أيضا مع التوجه الإماراتى النبيل وإعلامه الواعى.. هذا الالتحام الكبير أعاد للأذهان سطور لامعة فى تاريخ البلدين وارتباطهم العريق مع مصر.
الأغرب فى هذا الإطار وهذا المؤتمر فى هذا التوقيت الهجوم الحاد على مجموعة قنوات MBC والانتقادات المباشرة لها رغم أن بعض قنواتها تدار بعقول مصرية وخبرات خليجية ولبنانية تعشق تراث هذا الوطن ونيله العظيم، وهنا أتذكر ما قاله مازن حايك المتحدث الرسمى لمجموعة MBC فى مؤتمر صحفى فاخر فى قلعة صلاح الدين أن القناة للمصريين قلبا وقالبا وأن أم الدنيا، جديرة بكل هذا الاهتمام والتقدير ووقفت هذه المحطة وقفة شجاعة حتى حقق الشعب المصرى النصر العظيم فى 30 يونيو وتحقق أمل الملايين واستمر دورها للتنديد بالإرهاب الذى يواجهه الشعب من الإرهابيين الذى يتخفون بالشعارات الدينية التى هى بريئة منهم.
المتحدث الرسمى أكد هذا المعنى فى توقيت آخر فى المؤتمر الصحفى الذى عقده بلبنان «لمحمد منير» فى الحلقة قبل النهائية فى برنامج «آرب أيدول» عندما تحول الحديث من الغناء إلى الكابوس الذى طارد أبناء مصر وقت حكم الإخوان ووقتها لخص «منير» معاناة المصريين بقوله اطمئنوا مصر مصابة بصداع وستشفى منه بكوب شاى على ضفاف نيل كل الحضارات.. المتحدث الرسمى أضاف فى نفس المؤتمر ردا على تردى الاستثمارات وتراجع السياحة أن المسئولين بالمحطة لن يدخروا جهدا للوقوف بجوار المصريين.
وفى نفس السياق كان أداء قناة العربية فى مقابل الخطاب الإعلامى المزيف والمأجور لقناة الجزيرة منذ ثورة يناير وحتى ثورة 30 يونيو.
إنها لقطات ومواقف ليست فى حاجة إلى مزايدة ولا تستوجب قيام اتحاد أو تكتل للهجوم على القنوات السعودية قد يضر الأمن القومى ويشوه ميثاق الشرف الإعلامى الذى اجتمعوا من أجله، كما أنه ليس هو الحياد المأمول والإيجابى فى هذا التوقيت على خلفية لعبة المصالح و«كعكة» الإعلانات، وخصوصا أن المصالح المصرية السعودية والعلاقات التاريخية الأصيلة وتناغمها فى هذا الوقت أبلغ رد على دعاوى هذه الغرفة فى بداية عهدها لضبط الإعلام على ميثاق شرف موحد بعيدا عن أطماع الكحكى الرأس المدبر لهذه الغرفة وهذا الهجوم على إعلام ضرب المثل الأعلى فى معانى العروبة والقومية.
أخيرا فإن الغريب هو اكتفاء الإعلام المصرى الرسمى والوزيرة درية بالجلوس فى مقاعد المتفرجين فى مؤتمر الغرفة رغم ريادته وتاريخه وانسياقه وراء أطماع إعلانية قد تفسد العلاقة بين الأقطار الشقيقة على جثة هذا الوطن فى هذا التوقيت الدقيق والحساس.