الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فيلم الأوسكار المصرى لماذا يعرض كفيلم أجنبى!

فيلم الأوسكار المصرى لماذا يعرض كفيلم أجنبى!


المفترض أن الفيلم المصرى المرشح للأوسكار «الميدان» يعرض صباح اليوم فى ختام مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، كنت قد اقترحت على إدارة المهرجان أن تقتنص الفرصة وألا تفوتها الفرحة المصرية، لا أدرى بالطبع هل تنجح إدارة المهرجان فى تنظيم العرض أم لا؟
 
الغريب فى الأمر أن شركة مصر العربية ليوسف شاهين التى تتولى توزيع الفيلم تقدمت للرقابة للسماح بالعرض باعتباره فيلما أجنبيا حتى تتجنب تعقيدات محتملة، وهو أسوأ قرار من الممكن أن تلجأ إليه شركة توزيع الفيلم الذى شارك فى الأوسكار باعتباره مصريا فكيف ننزع عنه الجنسية فى مصر.
 
لا أستبعد أن تحصل مصر على الأوسكار يوم 2 مارس، لأول مرة طوال تاريخنا السينمائى وتاريخ الأوسكار الذى يحتفل بمسابقته رقم 86 نصل لتلك المكانة، إلا أن البعض من سارقى الفرحة يريدون أن يحيلوا زهو الانتصار إلى مؤامرة عالمية لمجرد أن فيلم «الميدان» للمخرجة المصرية والتى تقيم فى أمريكا جيهان نجيم، صار عند البعض مجرد مؤامرة أمريكية، يتناول الفيلم أحداث الثورة وفترة المجلس العسكرى التى رفع فيها شعار «يسقط يسقط حكم العسكر»، وصولا إلى إقصاء مرسى بثورة30 يونيو.
 
إنه فيلم توثيقى ولا يمكن أن نطلب من فيلم يرصد الوقائع أن يراعى فروق التوقيت، فهو يتوقف أمام كل ما حدث من متغيرات فى الثورة. لقد وصلنا للترشيحات الخمسة وهو بالنسبة لنا إنجاز غير مسبوق. لا أتصور أنها السياسة ولكنه الفن، هل من الممكن أن يتم توجيه إرادة 6 آلاف عضو من أكاديمية الفنون والعلوم الأمريكية لمناصرة هذا الفيلم لأنه يتوافق مع الإدارة الأمريكية ويتبنى مثلا وجهة نظر أوباما. ثم هل الفنان الأمريكى صدى لما تراه الرئاسة أو الرئيس أم أنهم حتى على المستوى السياسى يعبرون فقط عن قناعاتهم.
 
الفيلم ملىء بالثراء السينمائى ولهذا اقترب من الأوسكار، أخيرا صار لدينا فيلم عن الثورة؟ تتساءلون أليس رصيدنا فقط عشرات بل مئات من الأفلام تناولت الثورة المصرية، تشابهت فى الكثير من الملامح حتى إننا أصبنا بقدر لا ينكر من التخمة، الأهم من كل ذلك أننا لم نعد نسعد عندما نقرأ عن فيلم اسمه «التحرير» أو «عيش حرية» أو «الجمل» أو «25 يناير» وغيرها، فلا يوجد ما يستحق أن نترقبه، حتى جاء فيلم «الميدان» لنرى فيه مصر والثورة، الرؤية العميقة التى صنعتها جيهان نجيم تأخذ من الحياة ما يمنح نظرتها هذا القدر من الخصوصية، الفيلم التسجيلى يسمح بحرية مطلقة فى الاختيار، كما أنه لا يعترف بتلك القيود الصارمة، فأنت عندما تختار لا توجه أحدا إلى الأسلوب أو لا تطلب منهم أن يسايروك أو يتبنوا وجهة نظرك ليصبحوا صوتك وصورتك، ولكن فقط أن يكونوا أنفسهم، لا تقول مثلا هدفى أن أقدم فيلما مؤيدا للثورة ولكنك ترصد الحقيقة بإنصاف، هكذا وجدت تلك المشاركات مثل الممثل المصرى المقيم فى لندن خالد عبدالله، ومجدى عاشور المنتمى للتيار الإسلامى ورغم إيمانه بتنظيم الإخوان فإنه فى أعماقه أحب مصر، فهو نزل للميدان يوم 25 يناير رغم أن الإخوان كتنظيم رفضوا المشاركة، إلا يوم 28 يناير عندما اقتربت الثورة من قطف ثمرة الانتصار وشاهدوا بداية سقوط النظام، شاركت أيضا بالفيلم المخرجة الممثلة عايدة الكاشف والمطرب رامى عصام الذى حمل لقب مطرب الثورة والناشطة راجية عمران والبطل الحقيقى فى هذا الفيلم هو الشاب أحمد حسن، لم نعرف عنه الكثير سوى أنه يملك رؤية عميقة للحياة فى مصر، إنه واحد من ملايين الشباب الذى نزل للميدان لإسقاط مبارك ومثلنا جميعا توقع أنها النهاية وصدق كلمات المجلس العسكرى فى أنه سوف يستكمل أهداف الثورة، كان الفيلم يرصد تلك الممارسات الخاطئة للمجلس مع توثيقها، مثل الصفقات بين المجلس والإخوان، ومذبحة ماسبيرو ومثل الكثيرين توقعنا أن الذروة هى مع إجراء الانتخابات وتولى مرسى حُكم البلاد، وأنهت المخرجة بالفعل المونتاج، وسافر الفيلم إلى مهرجان «ساندانس» فى مطلع العام الماضى وفاز بجائزة الجمهور وتسارعت الأحداث مرة أخرى، ولم تعد هذه هى الذروة، ،ليشعر صُناعه أن الفيلم يصل إلى نقطة فارقة وهى أن يتم إزاحة مرسى في ثورة 30 يونيو وهكذا استكملوا مشروعهم، ولا أتصورها بالمناسبة هى النهاية فلا يزال هناك متسع لنهاية أو لعلها هذه المرة بداية قادمة.
 
قالها أحمد حسن بوجهه المصرى وتلقائيته وخفة ظله: أنتظر رئيسا عنده ضمير يحكم مصر.