الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
طابور فاتن حمامة وشريهان

طابور فاتن حمامة وشريهان


فى النوة البشرية الشتوية النسائية العنيفة التى غطت شوارع مصر يومى 14 و 15 يناير، وأطاحت براكبى الأمواج وراكبى الثورات وبالسمك المتعفن وبالبشر المتعفن وبالطين والركام والعشوائيات وجماعة الإخوان، فى تلك النوة التى لم تبق إلا على اسم مصر وعلمها العالى قد رسخت أمواجها وأكدت واستعادت من جديد قيمة المثل المصرى القديم القائل بأن المرأة بـ 100 راجل فهل نرى يوماً رجلاً ما= 100 امرأة؟ الرجل الذى يعشق تنوع النساء وتعدد النساء مع أن «ميت» رااااااااجل= امرأة واحدةً لو تتذكرون!
 
النسوة اللواتى صنعن بهجة النتيجة التاريخية للاستفتاء على دستور مصر 2014 الأسبوع الماضى قد برزت من قلب مياه بحرهن الهائج الهادر الكاسح العنيف سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» وحورية البحر والسينما «شريهان» تحديداً وبالذات.. لماذا؟ لخصوصية المرأتين الرائعتين.
 
كأن الزمان لم يمر بهما أو عليهما، وكأن آثار النوات وعوامل النحر وقسوة السنوات الماضية لم تغير من تفاصيلها القديمة الجميلة الرقيقة الراقية شيئاً، هكذا بدت أمامنا سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» وهى فى طابور الاستفتاء على حب مصر، بدت بنفس رقتها ورشاقة جسدها وأناقتها وروعة اكسسواراتها وبذات قصة شعرها الأسود القصير.. بملامح طفولتها التى بدأت بها مشوارها الفنى طفلةً كانت مع «محمد عبدالوهاب» فى فيلم «يوم سعيد» ورغم ابتعادها عن الأضواء والإعلام والسينما التى مازالت هى «سيدة القصر» ولا تزال.
 
أما حورية السينما والبحر «شريهان»، فقد بدت هى الأخرى فى طابور الاستفتاء وكأنها سمكة البحر المذهلة بشعرها الطويل الفاحم ورشاقتها المعهودة وملامحها الجميلة التى لم تخفها نظارة سوداء أو علة فى جسد، بدت «شريهان» البعيدة عن الأضواء والإعلام والسينما وكأنها إحدى شخوص حكاية من حكايا الليالى الـ1000 لشهرزاد، والتى جسدتها يوماً ما فى إحدى فوازيرها التليفزيونية الجميلة.
 
لماذا «فاتن حمامة» و«شريهان» بالذات اللتان كانتا أيقونتى استفتاء الأسبوع الماضى، رغم أن نفس الاستفتاء قد زينته كثيرات من فنانات مصر الجميلات والوطنيات مثل «آثار الحكيم» و«إلهام شاهين» و«هالة صدقى» وكثيرات ليس فقط لأنهما بعيدتان عن السينما وعنا فيما يشبه الاعتزال أو الاختباء.. بل لأن «فاتن» هى سيدة الشاشة والمواقف التى رفضت «جمال مبارك» فى حوار تليفزيونى أيام عزته وسطوته وقالت أنا ما اسمعشى عنه، كما أن شريهان هى حورية السينما حقاً ويقيناً، وهى من خاضت أشرف مواقفها لإنجاح وانتصار ثورتى مصر فى 25 يناير و30 يونيو، كما أنها أيضاً خاضت أعنف حروبها مع المرض، ومع الزمن، ومع آل «مبارك»، ولا تزال المرأتان تدهشان مصر.