فيلم قديم

وما تزال أفلامنا القديمة صالحة لرسم صورة جديدة للسير فى اتجاه الطريق الصح على خرائط الحكومات المتعثرة، فقد كان قيام إحدى الفضائيات بإعادة عرض فيلم «ياسمين» الأسبوع الماضى بمثابة تفاحة أينشتاين وجدتها، فكرة الفيلم القديم جيدة جدًا وتصلح للطرح الجدى فى وضع حل نهائى لحسم معركتنا الطويلة مع تنظيم الإخوان الإرهابى الدولى.
 
الفيلم العبقرى «ياسمين» والذى كتبه وأخرجه وأنتجه وقام ببطولته عام 1950 «أنور وجدى» مع المعجزة «فيروز» ويحكى كيف تنهار الدول بإرادة أطفال الشوارع أو أطفال الثورات (سمها كما تشاء) من خلال طفلة تخلى والدها عنها لحظة ولادتها فعاشت فى الملجأ فترةً وفترةً أخرى عاشت على أرصفة الطريق نهباً للعصابات والبلطجية والطرف الثالث.. زعماء العصابة (رياض القصبجى وآخرون) يسرقون وينهبون ويتاجرون ببراءة الأطفال فى ابتزاز الكبار.. لكن البطل المستنير ينقذ ياسمين من براثنهم.. بل وينقذ كل أطفال العصابة عن طريق حل عبقرى وهو احتراق بيت العصبجية بالعصبجية فى مشهد رائع ومؤثر يخرج فيه البطل من قلب النيران حاملاً الناجية الوحيدة الطفلة ياسمين ويسلمها لوالدتها مديحة يسرى فى إشارة واضحة لدور الأسرة فى التربية.. فالأطفال الذين بلا أهل (أطفال الشوارع أو الأنابيب أو بلطجية الثورات) حرقهم الفيلم فى بيت العصابة.
ماذا تفعل أى دولةٍ لها سيادة وحكومة ورئيس مع حفنة من أطفال الشوارع والأنابيب أو بلطجية الثورات أو إخوان طلبة جامعة الأزهر؟
 
كيف تستطيع عصابة أن تصارع دولةً مثل مصر؟.. قالت الطفلة ياسمين لجدها الباشا «زكى رستم» كيف سمحت لنفسك أن تربى شنبك ولا تربينى أنا؟.. فالقيمة الأهم التى نخرج بها من الفيلم هى أن أبناءنا ما اتربوش- لا مؤاخذة عديمي الأدب والحياء - فالفيلم الملىء بالعصبجية والحرامية لم نشاهد فيه فتاة جامعية تضرب مدرستها أو تنزع عنها ملابسها أو تتسلق أسوار جامعتها.. بنات العصابة فى فيلم ياسمين القديم كن مهذبات جداً-عصابات دقة قديمة بقى وكانوا لاقيين حد يربيهم - بالإضافة إلى أن أفراد العصابة فى الفيلم كانوا يقرأون ويكتبون فالطفلة ياسمين تركت رسالة لوحيد - أنور وجدى -ليس بها غلطة إملائية، فما بال عصبجيتنا الجدد جهلة فاشلون؟
 
هل تعى حكومة ما بعد ثورة 30 يونيو 2013 رسالة فيلم إنتاج .1950