الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«ذات» الحكاية

«ذات» الحكاية


«ذات» الرواية التى اكتملت الآن.. فثمة فصل أخير أضيف لها بعد صدورها وبعد كتابته «صنع الله إبراهيم» لها بسنوات طوال.. فالرواية كانت قد انتهت أحداثها عند تسعينيات القرن الماضى.. لكن الآن اكتملت «ذات» بذاتها وأكملت نفسها بنفسها فى2013 وبعد أن أوقفها المؤلف بحتمية اللحظة الإبداعية عند أحداث ذاكرته وذكرياته..ثم بعد أن دخلت «ذات» فى سياق وحياة (بنت اسمها ذات) وهو اسم المسلسل الرمضانى الذى عرض فى 2013 وأثار إعجاباً واستحساناً جماهيرياً واسعاً.. خاصةً بأداء «نيللى كريم» الرائع القابض على كل زوايا ومفردات ومكامن الدور ومعها فى ذات المربع يقف بشموخ الفنان ذو الأداء الخاص والمذهل «باسم سمرة».. لكن وعلى الرغم من هذا، وفى الحقيقة، فإن شعب مصر هذا العام قد أكمل كتابة «ذات» ربما كتابةً أخيرة.. فصلاً واحداً أخيراً أنهى به الشعب رواية قديمة لكاتب كبير.
 
قامت أعمدة الرواية والمسلسل على الأحلام المجهضة للبطلة من خلال أحداث مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ الخمسينيات وحتى التسعينيات على بناء فنى ذكى اتخذ من الجامعات المصرية مبتدأ ومنتهى.. خاصةً عندما كانت الجامعة هى نبض مصر الحقيقى وجهها الوضاء فى مجابهة ومكافحة الاحتلال الإنجليزى ثم فى مواجهة السلطة الوطنية إذا انحرفت أو بغت أو تجبرت.. وعند هذهِ المقاومة الشريفة للجامعات المصرية توقفت «ذات»: روايةً ومسلسلاً.
 
لكن أحداثاً أخرى -لذات- الجامعات قد بدأت مع نهاية عصر الإخوان واتخذت منحى عدائياً وعدوانياً وإرهابياً قلب معنى النضال الجامعى القديم رأساً على عقب.
 
شعب مصر هو الذى أكمل لـ«صنع الله إبراهيم» كتابة الفصل الأخير فى روايته البديعة «ذات» بإعلانه إنهاء احتلال الإخوان لجامعات ومحافظات مصر عندما قرر قبل الحكومة إعلان جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً دولياً ومن ثمّ عودة الجامعة لطلبتها الحالمين المصريين حقاً أولئك الذين دونهم فى أشعاره من قبل «أمل دنقل» و«أحمد فؤاد نجم»..أو دونهم وخلدهم من قبل كذلك «صنع الله إبراهيم» فى رواية عن مصر العظيمة اسمها «ذات».