الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأخيرة




عاصم حنفي روزاليوسف الأسبوعية : 12 - 09 - 2009


لله يا محسنين!!
إعلانات التسول تقتحم عليك الشاشة.. وقد صار شعار التليفزيون الرسمى خلال الشهر الفضيل.. هو حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة.. فما المانع فى أن نعمم الشعار.. وبدلا من التسول التليفزيونى خلال رمضان فقط لماذا لا يكون التسول خلال شوال ورجب وذى القعدة ويوليو ومارس وأبريل..؟!
وافتح التليفزيون تجد الإعلانات البراقة تدعوك للتبرع لليتيم والأرملة والمستشفى.. والإعلانات من النوع الغالى طويل التيلة.. بغرض اصطياد آخر جنيه فى جيب حضرتك.. والبهوات المعلنون معهم كل الحق.. فالهبرة كبيرة.. والأرقام تؤكد أن موائد الرحمن وحدها تكلفت نصف مليار.. فما المانع إذن من باب البيزنس.. فى اقتحام الميدان واستدرار عطف سعادتك وسحب فلوسك.. وقديما قالوا رزق الهبل على التليفزيون!!
المسألة أسهل من شكة الدبوس.. وتستطيع سعادتك جمع مئات الملايين من الجنيهات.. بإعلان مدروس يذكرك بواجبك الدينى والإنسانى.. والمصرى محسن بطبعه.. وعلى استعداد لأن يقوم بالواجب.. خصوصا لو كانت الحملة من نوعية تلك الحملات التليفزيونية التى تدق بابك ليل نهار.. وبإلحاح ينافس إلحاح المتسولين أمام باب السيدة زينب!
والخيبة أنك لا تعرف بالضبط أين تذهب فلوس التبرعات.. ولا تعرف من يقف وراء تلك الإعلانات.. ومن المؤكد أن وراءها من يجنى الأرباح الفاحشة.. وأقطع ذراعى أنه لا توجد جهة واحدة تراقب التبرعات وتتأكد من صرفها فى الطريق المضبوط.. وأقطع ذراعى الآخرى أن رواتب القائمين على حملة الإعلانات رواتب فلكية لا يحلم بها أمثالنا الجالسون على مقعد أمام التليفزيون!
منذ حوالى العام.. شاهدت فى التليفزيون أحد الوجهاء مع هشام طلعت مصطفى يطبل له ويزمر.. بعد عودته الميمونة من أوروبا عقب انفجار فضيحة سوزان تميم.. وقد قدم الوجيه الأمثل نفسه على أنه المسئول عن حاجة اسمها بنك الغذاء.. والمصيبة أن هذا الوجيه يقود الآن حملة إعلانات للتبرع لصالح البنك بحجة توجيه التبرعات للمحتاجين.. رجل أعمال بسلامته.. لكنه لا يتورع عن سحب آخر مليم فى جيبك بحجة صرفه فى أوجه الخير! يعنى بدلا من أن يدفع من جيبه زكاة عن أمواله الطائلة.. هو يمد يده فى جيبك تحت شعار المشاركة والمساندة.. ليضيف لثروته ملايين جديدة!
المشكلة أن الناس ترغب فى التبرع بشكل حقيقى.. لكن النصابين ومحترفى الثلاث ورقات يقفون لنا بالمرصاد.. والحل هو إنشاء جمعية أهلية تقوم بتوجيه فلوس التبرعات للطريق السليم.. جمعية تضم الناس الطيبين.. هدفها خدمة الناس بحق وحقيقى.. وياريت توجه فلوسها للموظفين والعمال.. لأن الموظف يستحق الزكاة.. والخيبة أن قيمة الزكاة لاتكفى لإصلاح الحال المائل.. خصوصا أنها تتراوح بين الخمسة والستة جنيهات.. يعنى دولارا واحدا بلغة أهل المال.. وعلى أولاد الحلال أن يفكروا فى أسلوب مناسب لجمع التبرعات وفلوس الإحسان وأموال الزكاة من حضرات الأغنياء والمستورين.. وتوزيعها سرا على الموظفين من أمثال حضرتك.. وتحول سرا لأن الموظف والعياذ بالله مصاب بداء الفقر والعنطزة.. لا يمانع فى مد يده، ولكن بأسلوب مناسب يحفظ له كرامته.
أقول قولى هذا وأطالب الجهاز والهيئات التى تتولى توزيع فلوس الإحسان.. أطالبها بالابتعاد عن جهاز معونة الشتاء الذى نطالب بفتح ملفه.. والذى لهف منا الشىء الفلانى بالقوة الجبرية وعلى مدى عشرات السنين.. ومع هذا لم نسمع عن مشروع واحد شارك فيه جهاز معونة الشتاء فى الشتاء أو حتى فى الصيف..!!