الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تنظيم «خراسان».. الجيل الثالث من «القاعدة» و«داعش»

تنظيم «خراسان».. الجيل الثالث من «القاعدة» و«داعش»
تنظيم «خراسان».. الجيل الثالث من «القاعدة» و«داعش»


كل يوم يخرج علينا تنظيم إرهابى جديد أكثر دموية وتدميرا من سابقه، فبعد أن كان الجميع يخاف ويهاب تنظيم القاعدة الذى ملأ الدنيا بتفجيرات وقتل وتدمير، خرج علينا تنظيم «داعش» الإرهابى أكثر من القاعدة دموية وقتلا وذبحا فى وضح النهار، بل زاد على ذلك إنشاء أسواق للرق لبيع النساء والأطفال فى العراق وسوريا واتبع سياسة نشر الخوف والرعب فى البلدان التى احتلها عن طريق ذبح كل من يقع فى قبضته.

 حتى ظهر تنظيم «خراسان الإرهابى» وهو أشد وأخطر من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، ومركز إقامته سوريا أيضا ويرتكب عمليات إرهابية إجرامية أكثر دموية من التنظيمين السابقين، الأمر الذى جعل القوات الأمريكية تركز ضرباتها فى سوريا على تنظيم خراسان الذى وضع خطة محكمة لتنفيذ تفجيرات فى أمريكا وأوروبا وأكدت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية أن أغلب ضربات التحالف التى بدأت فى 23 سبتمبر على مقاتلى داعش استهدفت مقاتلى خراسان فى سوريا، وأن أكثر من 40 صاروخ توما هوك تم إطلاقها من سفن حربية فى الخليج والبحر الأحمر على معسكرات تابعة لهذا التنظيم، ودمرت هذه الضربات مواقع تصنيع الأسلحة والذخائر لتنظيم خراسان وكذلك تدمير مراكز التحكم والاتصالات، واستهدفت القوات الأمريكية تنظيم خراسان تحديدا بعد أن علمت الإدارة الأمريكية أنه أشد خطرا من التنظيمات السابقة وأنه يعمل على تدمير مدن بكاملها ويخطط لشن هجمات إرهابية داخل الولايات الأمريكية بأسلحة غير تقليدية وأنه يقوم بقتل وتدمير الأقليات فى الشرق الأوسط.
بدأ تنظيم خراسان الإرهابى نشاطه داخل سوريا عام 2013 على يد الإرهابى محسن فاضل إياد الفضلى الملقب بـ«أبوأسماء الخرسانى» البالغ من العمر 33 عاما وهو كويتى الجنسية ومطلوب فى عدة دول منها الكويت والسعودية والولايات المتحدة لاشتراكه فى العديد من العمليات الإرهابية، وكان يجاهد منذ الصغر فى أفغانستان ثم هرب مع مجموعة من أتباعه إلى إيران عام 2011 ثم خطط لدخول سوريا لتكوين مجموعة من أعضاء التنظيم يكون هدفها الأول التخطيط لشن عمليات إرهابية ضد المصالح الغربية بطرق غير تقليدية، سواء باستخدام الغازات السامة أو التدمير عن طريق تفجيرات ضخمة تقتل أكبر عدد ممكن من الضحايا، ثم يأتى الهدف الثانى بعد ذلك وهو محاربة وإسقاط نظام بشار الأسد.
وبعد أن دخل محسن الفضلى زعيم التنظيم سوريا استطاع أن يكون له وجود عن طريق تكوين مجموعة قوية من أنصاره خاصة من المجاهدين السابقين فى أفغانستان والشيشان وغيرهما من المناطق، وظهرت قوته عندما نشب خلاف حاد بين تنظيم داعش بقيادة أبوبكر البغدادى وتنظيم النصرة بقيادة أبومحمد الجيلانى فى سوريا فتدخل قائد تنظيم خراسان محمد الفضلى بجانب تنظيم النصرة وأقنع أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة بأن ينحاز إلى جبهة النصرة، إلا أنه بعد ذلك انسلخ منها وبدأ ينشر تنظيمه فى سوريا بعد أن ظل فترة قائدا ميدانيا داخل جبهة النصرة التى قدم لها الدعم المادى والمعنوى سواء عن طريق تقديم أسلحة وذخائر لها فى سوريا أو مدها بمقاتلين من أعضاء تنظيم خراسان، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا وبدأ تنظيم خراسان ينشر مقاتليه فى عدد من المناطق فى سوريا، واهتم بتدريب مقاتليه على فنون القتال غير التقليدية، ولديه خبراء فى جميع مجالات التفجير والقتل والتدمير ومهندسون فى الاتصالات والتحكم عن بعد وغيرهم ممن يحاول التنظيم الاستفادة منهم فى عمليات شن هجوم على الغرب.
ومحسن الفضلى رغم صغر سنه، فإنه مشهور عنه منذ فترة قدرته على تنفيذ العمليات والهروب بسرعة، فقد استطاع عام 2002 المشاركة مع مساعديه فى تفجير الناقلة الأمريكية «لمبورنج» بالقرب من السواحل اليمنية التى أدت إلى مقتل شخص وتسريب 50 ألف برميل نفط انتشرت بطول الساحل اليمنى لأكثر من 45 ميلا، ثم هرب إلى إيران، وهناك أسس فرعا لتنظيم القاعدة الإرهابى، الأمر الذى جعل الإدارة الأمريكية تعلن فى عام 2012 عن مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات تؤدى إلى القبض على محسن الفضلى زعيم تنظيم خراسان، وتبين أنه يعمل مع متبرعين جهاديين من رجال الأعمال الأثرياء من بعض دول الخليج، خاصة أنه كويتى الأصل وعلى دراية كاملة بدول الخليج وعلى صلة بعدد من الأثرياء فى هذه المنطقة، واستطاع جمع أموال ضخمة من هؤلاء الذين يقدمون أموالا للجهاديين فى سوريا، واستطاع عن طريق هذه الأموال أن يسيطر على عدد كبير من المقاتلين فى سوريا وعدد من الدول العربية والإسلامية لتكوين تنظيم خراسان والدفع بهم إلى سوريا، وهناك ساعد جبهة النصرة ثم انفصل عنها وأصبح له تنظيم مستقل، مما جعل مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلاير يعلن أن تنظيم خراسان أشد خطورة من تنظيم داعش الإرهابى وأنه يشكل تهديدا كبيرا ليس للمصالح الأمريكية فقط، لكن داخل الأراضى الأمريكية.
وقبل بدء العمليات العسكرية الأخيرة على سوريا أعلن المتحدث باسم الجيش الأمريكى إحباط هجوم فى مراحله الأخيرة لتنظيم خراسان على المصالح الأمريكية، وأكد خبراء الأمن القومى الأمريكى أن التركيز المكثف على تنظيم داعش سببه فوضى الحرب الأهلية فى سوريا وإبعاد الأنظار عن تهديدات أخرى أكثر إلحاحا لاتزال تأتى من جماعات إرهابية مثل تنظيم خراسان الذى استطاع استقطاب اثنين من أخطر أعضاء تنظيم القاعدة ويعملان لحساب تنظيم النصرة فى سوريا وفقا لتقارير جهاز الاستخبارات الأمريكية وهما أبوهمام السورى وهو أحد أهم القادة العسكريين فى النصرة وأبوفراس السورى المتحدث الرسمى باسمها، والاثنان متواجدان حاليا مع تنظيم خراسان لتنسيق الهجمات والعمليات الإرهابية ضد أمريكا.
وأكدت تقارير أجهزة الاستخبارات الغربية أن تنظيم خراسان يتميز عن غيره من التنظيمات الإرهابية أن لديه خبرة كبيرة تعلمها من خلال عمل أغلب أعضائه فى تنظيم القاعدة سواء من كانوا فى أفغانستان أو اليمن أو الشيشان أو إيران خاصة فى صناعة المتفجرات أو الهجوم على المدن بطرق معقدة، ومن الصعب معرفة جميع أعضاء التنظيم الذى لديه عمليات وحسابات معقدة للغاية، وهو يضم بين صفوفه إرهابيين ومتطرفين خدموا فى أوروبا أيضا وتم تجنيدهم عن طريق شبكة معقدة يصعب الوصول إليها.
ويقوم تنظيم خراسان بتدريب أعضائه القادمين من أوروبا وأمريكا على تنفيذ عمليات دقيقة جدا حتى إذا حانت ساعة الصفر يدفع بهم إلى بلادهم لتنفيذ عمليات إرهابية ضخمة خاصة أنهم يحملون جوازات سفر بلادهم ويصبح من الصعب الكشف عنهم وتكون فرصتهم أكبر فى تكوين تنظيمات إرهابية داخل تلك الدول للقيام بعمليات أكبر.
كما يقوم هذا التنظيم بتدريب أعضائه على صنع المتفجرات من فرع تنظيم القاعدة فى اليمن الذين هربوا إلى سوريا ولهم باع طويل فى صناعة المتفجرات وتمريرها عبر المطارات لارتكاب أعمال إرهابية، الأمر الذى جعل الولايات المتحدة الأمريكية فى حالة خوف وذعر من أن يعطى تنظيم خراسان الإرهابى هذه المتفجرات المتطورة لإرهابيين غربيين قد يتمكنون من التسلل فى أى وقت للرحلات الجوية الأمريكية خاصة المتجهة إلى واشنطن ونيويورك لتنفيذ عملياتهم، وتستهدف الغارات الجوية الأمريكية فى سوريا فى المقام الأول قتل أحد أهم قادة تنظيم خراسان الإرهابى المدعو «ديفيد درجون» الفرنسى الأصل وأحد أعضاء تنظيم القاعدة السابقين الذى يوصف بأنه صانع قنابل التنظيم والعقل المدبر لصناعة المتفجرات التى لا يمكن رصدها.
وقامت القوات الأمريكية بضرب أماكن التنظيم فى سوريا وبالتحديد بلدة سرمادا بمدينة أدلب السورية، وأصدر تنظيم خراسان فتاوى شديدة الخطورة فى الفترة الأخيرة جعلته يكفر باقى التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات المتطرفة.∎