الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المكملات الغذائية عضلات وهمية

المكملات الغذائية عضلات وهمية
المكملات الغذائية عضلات وهمية


أحدث تجارة تفوق تجارة المخدرات ربحًا الآن هى تجارة المكملات الغذائية التى يتم تهريبها إلى مصر عبر حاويات السفارات الأجنبية، وبالتالى تباع خارج الصيدليات ولا تخضع لرقابة وزارة الصحة، وتقوم صالات الجيم ببيعها لكى تساعد على بناء الأجسام دون معرفة ماهيةهذه المواد؟ وأضرارها؟ وأعراضها الجانبية والقوانين التى تحكم تداولها واستخدامها؟ فى الوقت الذى أصبح الهاجس الأول لدى الشباب هو الاهتمام ببناء الجسم، ولكى يصل الشاب إلى الجسم المفتول أو ما يطلق عليه فورمة الساحل لابد أن يذهب إلى الجيم ويتدرب على جميع الأجهزة بانتظام ويتناول كمية من المكملات الغذائية ومع قليل من التدريب يصبح جسمه رياضيًا، وفى كل الأحوال تبقى مسئولية التصدى لظاهرة المكملات الغذائية على عاتق وزارة الصحة ومباحث التموين وهيئة الجمارك.

محمد إمام كابتن إحدى صالات الجيم بمصر الجديدة يقول: تجارة المكملات الغذائية عامل أساسى لزيادة ربح أى صالة جيم، فبالاعتماد فقط على اشتراكات اللاعبين لن يستطيع أصحابها تحقيق المكاسب، مشيرًا إلى أن الكثير من المشتركين فى صالته يطلبون بعض البودرات والمكملات بأنواعها.
وهو كمدرب ينصح بعض الشباب الحديث فى لعبة الجيم بتناول أنواع معينة من المكملات الغذائية من أجل الوصول إلى نتائج سريعة فى فترة أقل، وبالتالى يستطيع ضرب عصفورين بحجر، ويضمن استمرارية المشتركين حيث إن ظهور النتائج على أجسامهم فى وقت أسرع سيدفعهم إلى الاستمرار وتجديد الاشتراكات بصفة منتظمة وسيحقق أرباحًا كبيرة من وراء بيعها حيث إن مكسبها يصل إلى 80 بالمائة.
وأضاف: الطلب على المكملات الغذائية يختلف عنده فى الصالة من فئة إلى أخرى من المشتركين، حيث يزداد الطلب من المشتركين القدامى والمؤهلين لدخول بطولات، حيث يطلبون كميات كبيرة جدًا من البروتينات والتى يصعب توفيرها من أكل اللحوم والأسماك،  ومن الضرورى للاعب كمال الأجسام أن يتناول كمية كبيرة من البروتينات يوميًا، حيث لابد أن يحصل على 2 جرام بروتين لكل كيلو جرام من وزنه ولذلك يتطلب من اللاعب الذى يزن 70 كيلو جرامًا تناول دجاجتين أو 2 كيلو جرام من الأسماك يوميًا، حتى يتم البناء والتمثيل الصحيح للعضلات، كما أن ممارسى الجيم يحتاجون إلى الحصول على كمية كبيرة من الكربوهيدرات والأحماض الأمينية وبدون تناول المكملات الغذائية يتوجب عليهم تعويضها بتناول سبع وجبات يوميًا حتى يستطيع الرياضى الحصول على الطاقة والحيوية التى تساعده على ممارسة بعض التدريبات الشاقة.
وتابع: أكثر المكملات رواجًا فى السوق، مكمل، واى بروتين، حيث يصل سعر العلبة 800 جرام إلى 400 جنيه وهذا النوع مستورد، وهناك نوع آخر تقليد منه يصنع فى مصر وثمنه 200 جنيه، وهو يعطى نفس الفوائد ولكن مشكلته تكمن فى أعراضه الجانبية، حيث يؤثر على وظائف الكبد والكلى. مشيرًا إلى أنه يبيع المستورد والتقليد ويبرز لزبائنه خطورة المنتج المقلد.
ممدوح السيد كابتن إحدى الصالات بدار السلام يؤكد: الشباب أصبح مهووساً بالجيم وبناء العضلات، وأصبح معظمهم لا يريد بذل جهد كبير أو الانتظار لفترة طويلة من أجل الوصول لفورمة الساحل، فمعظمهم يتجهون لتناول المكملات الغذائية قبل وبعد التمارين.. وهو بدوره يحدد ما يتناسب مع كل شخص، فهناك أجسام تريد حرق الدهون وأجسام أخرى نحيفة تريد زيادة الوزن.
وأضاف أنه اضطر لجلب المكملات الغذائية بناء على رغبة زبائنه ولو لم يبعها لهم سيأتون بها من الخارج وكثير منهم يتعرضون للغش، حيث إن بعض المصانع تحت بير السلم تضيف لها بعض المنشطات والهرمونات والتى بدورها تساعد على زيادة الكتل العضلية بصورة أكبر، وبعضهم يبيع المنشطات والهرمونات على أنها مكملات، ويستغلون سذاجة بعض الشباب وجهلهم وسعيهم للحصول على أجسام مثالية فى أوقات قصيرة.
∎ استخدام المكملات
محمد توفيق طالب بكلية التجارة جامعة عين شمس وأحد المشتركين فى صالة جيم قال إنه ليس لديه الكثير من الوقت لحضور أكثر من جلستين فى الأسبوع فهو يسير على نظام غذائى معين حيث يتناول بعض المكملات التى تزيد الوزن مثل مكمل مونستر ماس بـ500 جنيه العلبة بجانب مكمل «هيدرو بيلدر» من أجل بناء العضلات ويصل سعره لـ420 جنيهًا، ولم يجد أية آثار جانبية من تناول المكملات، مشيرًا إلى أنه اتجه لممارسة الجيم لأنه كان شديد النحافة وكانت صديقاته فى الجامعة يطالبنه بزيادة وزنه وأضاف ضاحكًا ينفع يبقى شكلى مسلوع قدام المزه؟
كما سألنا إحدى الفتيات عن رأيها فى الشباب الذى يتناول المكملات الغذائية حيث قالت س.ص إنها تحب الشباب الذى يذهب إلى الجيم وطالما المكملات لن تسبب ضررًا لا أجد مشكلة أن يقوموا باستخدامها لكى يظبطوا أجسامهم.
عبدالله سعيد أحد ممارسى كمال الأجسام أكد أنه يمارس كمال الأجسام منذ 8 سنوات ويسعى للمشاركة فى بطولة الجمهورية بعدما شارك فى بطولة المحافظة وهو يتدرب 5 مرات أسبوعيًا ويتناول كميات كبيرة من المكملات الغذائية غير الضارة والتى تمده بالكثير من العناصر التى تساعده على التدريب والاستعداد بشكل جيد.
وفى نفس السياق أكد أحمد على مدرب كمال الأجسام بأحد مراكز الجيم بالمهندسين أنهم يبيعون المكملات الغذائية تحت إشراف وزارة الصحة وبوجود مدربين متخصصين.
وعن المصادر التى يأتون منها بالمكملات الغذائية أوضح أنهم يقومون باستيرادها من الخارج وغالبًا ما يتجهون إلى المنتجات الأمريكية والألمانية لأنها الأفضل وذلك عن طريق تحديد الكمية التى يرغبون فى الحصول عليها عبر أحد الوكلاء مشيرًا إلى أن تجارتها تعود عليهم بالكثير من الربح.
كما أشار إلى أن أغلب زبائن المركز تنحصر بين الفئة العمرية 18 و27 سنة وعن سبب اتجاه الشباب فى هذه المرحلة العمرية لممارسة لعبة كمال الأجسام دونا عن رياضات أخرى أكثر إمتاعًا وأقل مجهودًا مثل كرة القدم.
∎ بيع المنشطات
الشحات مبروك البطل الدولى  السابق فى كمال الأجسام أكد أنه ضد من يتناولون المكملات الغذائية فرغم قلة أضرارها إلا أن الاعتماد على النظام الغذائى الطبيعى الكامل أفضل، فلاعب كمال الأجسام لابد أن يهتم بنظام غذائى كبير يغنيه عن تناول جرعات من المكملات الغذائية وأضاف أنه داخل صالة  الجيم التى يمتلكها لا يروج لوجود المكملات  الغذائية أو يبيعها لأنه غير محبذ لذلك ومن الممكن أن يحقق الكثير من المكاسب إذا روج لمنتج مكمل غذائى معين حيث سيستغل اسمه كبطل عالم سابق من أجل ذلك.
وعن وجود الهرمونات والمنشطات داخل مراكز كمال الأجسام أكد مبروك أن وسائل الإعلام هى السبب الرئيسى فى اتجاه بعض الشباب لتناول المنشطات وفى الخلط بينها وبين المكملات الغذائية لوجود بعض الإعلانات التى تروج لها.
وعن وجود المكملات الغذائية فى الصيدليات أكد حازم عبدالعال مدير صيدلية دار الحكمة بشارع قصر العينى أن تداول المكملات الغذائية فى الصيدليات لم يعد بصورة كبيرة حيث لم تعد تبيعها خاصة أن وزارة الصحة ومعهد  التغذية لم يسجلا هذه المنتجات.
وأغلب المكملات الموجودة فى مصر تأتى بطرق غير شرعية حيث تأتى مهربة عن طريق بعض سفارات الدول أو فى حاويات كبيرة بين سلع أخرى ويتم تداولها فى أماكن غير شرعية وغير مرخصة من وزارة الصحة ولا تخضع لأى رقابة من أى جهة.
 ولا توجد إحصائيات رسمية للإنفاق الموجود على المكملات الغذائية فى مصر.
∎ المكملات.. والصيدليات
 ويرى الدكتور وائل هلال، أمين صندوق نقابة الصيادلة أنه لا يوجد أى مكان يستطيع بيع المكملات غير الصيدليات حيث تعتبر هى المكان الآمن والأدوية التى تبيعها مسجلة بوزارة الصحة، وصالات الجيم لا يحق لها بيع المكملات الغذائية فهى مكان تدريب وغير مرخص لها بذلك، كما أن أى مكمل غذائى مرخص من وزارة الصحة لديه جودة لأنه مطابق للمعايير ويخضع لكل القياسات التى تحكم أى منتج صيدلى، وأضاف: من الأخطاء الشائعة أن بعض الرياضيين يلجأون إلى المدربين فى وصف المكملات الغذائية وهذا خطأ فادح لأنه ليس لديه أية خبرة فى هذا المجال وليس من اختصاصاتهم  ولابد أن يرجع إلى الصيدلى أو أخصائى التغذية ومدرب كمال الأجسام لا يستطيع أن يصف أى برنامج غذائى ملائم للرياضى أو مكملات التغذية،  اللازمة له لأنه غير مؤهل لذلك بينما تخصصه فى التمرينات الرياضية والأحمال والأوزان وطريقة أدائها.
∎ زيادة القوة البدنية
الدكتور صلاح عبدالفتاح رئيس قسم المكملات الغذائية بالمعهد القومى للتغذية يؤكد أن المكملات الغذائية للرياضيين هى تلك  المكملات التى يروج لها زيادة حجم الكتلة العضلية والقوة البدنية وزيادة النشاط والطاقة ومنها مكملات بروتين مصل الحليب والأحماض الأمينية والجلوكامين والكرياتين وغيرها علاوة على كثير من الأعشاب وكثير من تلك المكملات غير محدد فعاليتها ومدى أمان استخدامها، والمكملات الغذائية لا تعتبر طعاما أو دواء وإنما هى منتجات تؤخذ عن طريق الفم  ويقصد بها تكميل الغذاء وليست بديلا للطعام الصحى.
وحول الإفراط فى تناول المكملات الغذائية وخاصة مكملات البروتين أكد عبدالفتاح أن الإفراط فى تناول المكملات بأنواعها عن الحدود الموصى بها من قبل الهيئات الصحية الدولية والعالمية له آثار صحية سلبية على صحة الجسم.. مثل الإفراط فى تناول مكملات البروتين والأحماض الأمينية له آثار جانبية وأضرار صحية تؤثر على كفاءة الكلى واضطرابات الجهاز العصبى ، لذلك ينصح بشرب الماء والسوائل بكثرة من أجل إخراج البولينا الناتجة عن التمثيل الغذائى للبروتين والأحماض الأمينية.∎