الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يخرب بيتك يا حسنى..!

يخرب بيتك يا حسنى..!
يخرب بيتك يا حسنى..!


زمان زمان.. وعندما كانت مصر زعيمة لإفريقيا بحق وحقيقى.. كان عليها أن تلعب أدوارا.. وتنفق أموالا وجهدا وصبرا لصالح تلك الزعامة التى لا تأتى بالصدفة أو الصوت العالى..!
مصر زمان قدمت لدول إفريقيا الكثير.. الخطط والمشروعات والتمويل.. ثم قدمت ما هو أخطر.. العلاج المجانى والزهيد من أمراض القارة التى تسمى أمراض المناطق الحارة.. وخصصت قسما فى مستشفياتها هو قسم أمراض المناطق الحارة

مصر زمان أوفدت البعثات الطبية والعلمية إلى أواسط إفريقيا لمحاربة ومقاومة الأمراض هناك.. ولهذا حظيت مصر باحترام ليس الزعماء والرؤساء.. وإنما باحترام الشعوب التى تملك الضغط على الحكام.. ولا ننسى أنه فى أعقاب نكسة 67 قطعت جميع الدول الإفريقية ما عدا جنوب إفريقيا.. قطعت علاقاتها بإسرائيل عدو مصر الأوحد.. ولم تعد تلك العلاقات سوى بعد توقيع اتفاقات كامب ديفيد.. وإقامة مصر شخصيا للعلاقات مع إسرائيل.. وقد تزامن ذلك مع الإهمال المصرى للدور الإفريقى المعتاد..!
أقول قولى هذا وقد انزعجت كثيرا والصين تتوصل للعلاج الناجع لوباء إيبولا الذى يحصد الأرواح فى وسط إفريقيا.. فى ظل تقاعس دول أوروبا وأمريكا وشركات الدواء العالمية عن اكتشاف علاج ناجع يقدم بأسعار زهيدة لدول إفريقيا المصابة بالوباء.
وأقول انزعجت لأننى كنت أتمنى لو أن مصر هى التى توصلت لهذا العلاج.. فنحن أولى بمرضانا.. ونحن الأحق بتقديم العلاج.. خصوصا أننا دولة عظمى إفريقيا.. ومن الواجب والأصول أن نلعب دورا يتناسب مع تلك الزعامة.
المؤسف والمخجل أن الدور المصرى تراجع كثيرا فى إفريقيا وفى غيرها.. وحتى فى مجال الطب والعلاج تأخرت مصر كثيرا.. والسبب هو تقاعس البحث العلمى وقد تقلصت الميزانيات إلى أرقام مخجلة.. فلم يعد للبحث العلمى سطوة زمان.. ولن أقول يخرب بيتك يا مرسى كالموضة هذه الأيام.. لكننى أقول يخرب بيتك يا حسنى وهو المسئول الأوحد عن تراجع الدور المصرى.. وعن تأخر وتدهور وانهيار البحث العلمى فى مصر.. ناهيك عن تقهقر دور الجامعات المصرية التى لم يعد لها ذكر بين جامعات العالم.
وفى عهد حسنى مبارك.. كان دور البحث العلمى عندنا تابعا للخواجة.. توقف البحث تماما فيما يشغل ويؤلم المجتمع المصرى.. وإن استمر فى الاهتمام بما يشغل الخواجة والأمريكان تحديدا..!
وبفضل حسنى تحكم فينا الخواجة تماما.. فراح يشكل مخاوفنا طبقا لمزاجه الشخصى.. ويرسم أحلامنا طبقا لمخططاته القائمة على المصلحة.. ويحدد أولوية اهتمامنا طبقا لاهتمامه واستفادته من المسائل والأمور.. وقد أقام الدنيا ولم يقعدها منذ سنوات بسبب مرض الإيدز الذى حصد أرواح الخواجة.. والذى هو اختراع أمريكانى وصدروه إلى جميع دول العالم.. الذى نشأ وترعرع فى البيئة الأمريكانى.. بيئة المخدرات والشذوذ والانحلال واللذة بغير حدود.. ودون مراعاة لضمير أو قيم أو أخلاق..!
وفى إطار المجاملة وكرم الأخلاق.. قمنا فى مصر بحملة إعلامية ضخمة.. مماثلة للحملة الأمريكانى.. نحذر فيها مواطنينا من مرض الإيدز.. وصرفنا فلوس المعونة المخصصة للبحث العلمى.. مع أننا لا نعرف الإيدز.. ونعرف بدلا منه أمراضنا الخاصة بنا كالبلهارسيا والالتهابات الكبدية.. وأقصد فيروس «سى» وفيروس «بى» اللذين لم نتعامل معهما بالجدية والاهتمام لعدم ورودهما فى الكتالوج الأمريكانى.. ووالله لو أننا خصصنا الفلوس التى صرفناها للتحذير من مرض الإيدز.. لو أننا خصصنا تلك الفلوس لمحاربة الالتهاب الكبدى الوبائى.. لما بقيت فى مصر حالة واحدة.. وكنا تمكنا من محاصرة وتجفيف منابع المرض.. وإصلاح وتنقية مياه الشرب وتحسين الصرف الصحى.. وهى الأسباب المباشرة للتلوث الذى يؤدى لتكاثر وزيادة معدلات الإصابة بالفيروسات الكبدية التى لا يعرفها الخواجة!
الغريب يا أخى أن الأمريكان الأنذال وشركات أدويتهم قد اكتشفوا فى معاملهم التى تهتم بالبحث العلمى.. اكتشفوا علاجا للفيروسات الكبدية.. ويطالبوننا الآن بفواتير فلكية نظير تزويدنا بالعلاج الذى يحتاجه المرضى فى مصر والذين يقدرون بحوالى 20 مليون مواطن.
البحث العلمى فى محنة فى مصر.
البحث العلمى الحقيقى القائم على حقائق العلم كما كنا زمان.. وليس البحث على طريقة «عبدالعاطى» الذى تعطيه المرض فيعطيك حتة سجق بلدى!
وهل عرفت لماذا الانزعاج ومعامل الصين تنتج علاجا لمرض إيبولا الإفريقى.. والهند تكتشف العلاج الناجع لفيروس «سى» الكبدى.. فى حين أننا نشجع ونصفق من مقاعد المتفرجين!