الخميس 2 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تحديات وأزمات غير مسبوقة القمة العربية ومصير الشر ق الأوسط

تحديات وأزمات غير مسبوقة القمة العربية ومصير الشر ق الأوسط

للمنامة طبيعة هادئة تمزج بين الحداثة وأصالة العروبة، وبين الهدوء والحداثة والعروبة تشكلت شخصية المملكة البحرينية الشقيقة فى محيطها العربى ونجحت المملكة فى تنظيم قمة عربية ناجحة.. لكن الحال العربى وأزماته وتحدياته أصبحت عنوانًا يمضى نحو النقيض بما فرضته اللحظة الإقليمية الراهنة وما تحمله من صخب وخطر وتهديد وجودى للإقليم.



ملفات عدة فرضت نفسها على القمة العربية تصدرتها الحرب فى غزة التي أصبحت تشكل جريمة إبادة جماعية لشعب أمام العالم، وتشهد على جُبن الضمير العالمى، إلى السودان الذي يتألم بين أيدى العرب، إلى اليمن وما يعانيه من مصاعب، وبالتبعيّة انتقلت المصاعب إلى أمن البحر الأحمر، ومن ليبيا إلى العراق، ومن العراق إلى سوريا، ومن سوريا إلى لبنان بكل تعقيداته.

هذا الحال هو ما جعل فضاء الأمن العربى مستباحًا فى لحظة من أطراف غير عربية، وظهر ذلك بوضوح فى السجال الإسرائيلى الإيرانى فى أبريل الماضى الذي أسميته حينها بكذبة أبريل.

هذا الحال هو ما جعل أمن المياه محل تهديد فى العالم العربى من الأطماع فى مياه النيل وصولاً إلى الأطماع فى مياه العراق وسوريا ولبنان.

وهذا الحال ليس وليد اللحظة فهو تراكم تاريخى من صياغة السياسة العربية فى مرحلة ما بعد التحرر من الاستعمار فى القرن الماضى واستخدام وتوظيف حركات الإسلام السياسى فى الصراع القطبي بين الأمريكان والسوفييت فى فترة الحرب الباردة وصولاً إلى حربى الخليج الأولى والثانية وما فرضته من تغيرات أجهضت ما تبقى من مكتسبات لمرحلة التحرر الوطني بتواجد عسكرى غربى أصبح من ثوابت التوازنات الاستراتيجية فى المنطقة إلى يومنا هذا إلى أن دخلت المنطقة فى زمن الفوضى فيما عرف كذبًا بالربيع العربى واستهداف إسقاط الدول والجيوش الوطنية وإتاحة المجال للإرهاب لكى يتمكن من مصير العرب، وهو ما أسقطته مصر فى ثورتها العظيمة فى الثلاثين من يونيو عام 2013 تلك الثورة التي أنضجت سياسة إقليمية مصرية واضحة ومعلنة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهنا أتحدث عن مبدأ دعم الدولة الوطنية فى المنطقة الذي أصبح من ثوابت السياسة الخارجية المصرية كـأحد روافد فلسفة الحكم فى الدولة المصرية.

هذه الفلسفة النابعة من شخصية مصر الدولية والإقليمية القائمة على السلام، والأمن والاستقرار والتنمية فى المنطقة.. وليس من قبيل المبالغة أن نقول إن المشروع المصري بهذه الثوابت والمبادئ هو الخصم الأقوى لمشروع الفوضى والرجعية فى المنطقة، ومن هنا يأتى العداء لمصر ومشروعها من قوى الفوضى والتخريب وأذرع هذه القوى فى الإقليم.

بهذه المحددات والأبعاد نتوقف أمام مشاركة مصر فى القمة العربية وكلمة مصر التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام القادة العرب وما تكفّلت به من وصف لواقع ومصير الأزمة الراهنة فى قطاع غزة وتهديدها للسلم والأمن الإقليمى، بل الدولى وأن الإقليم الآن فى مفترق طرق، إما أن ينجرف إلى الفوضى أو ينجو بالاستقرار.

أما مصر ودورها وما قدمته فكانت الكلمة أكثر إيضاحًا أمام العالم كله الذي بات عليه أن يتحمل مسؤوليته فى ظروف استثنائية، ولم يعد هناك مجال لاستمرار هذه الحرب، وأن وقف إطلاق النار يجب أن يحدث فورًا وأن تترجم أقوال المجتمع الدولى إلى أفعال.

من يتدبر الكلمة المصرية يدرك تمسك مصر ببقاء هذا الإقليم آمنًا مستقرًا وأنها لن تترك المنطقة فريسة للفوضى.

وللحديث بقية