الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تبًا لديمقراطية المالكى

تبًا لديمقراطية المالكى
تبًا لديمقراطية المالكى


 
لم ينتبنى يوما هلع بالتساؤل: هل سيغيب العراق من الخريطة سوى فى هذه الحقبة الخانقة من تاريخ هذا البلد الكبير، أذكر فرحة العراقيين بسقوط صدام حسين قبل أكثر من عقد من الزمن ورقصوا على تمثاله واستقبلوا ماما أمريكا بالورود والزغاريد، حسنا صدام شنق وانتهى وشرد أبناؤه وعائلته وبقاياه فماذا فعلتم بالعراق بعده؟
 
تسيطر اليوم على الشمال العراقى تقريبا ميليشيات داعش التى تنفذ أجندة خراب بتفاصيلها على منطقة بكاملها فى حين يتسول رفقاء المالكى من أسيادهم من القوى العظمى بقايا مساعدات ذليلة ويفاوضون بضعف وهوان ودون شروط على عرض الوطن، أما النواب فلا يكترثون إطلاقا لما يحدث، هم أولئك الذين أظهروا الولاء التام لعقيدة المصلحة فكدسوا حساباتهم فى البنوك الأوروبية بمليارات الدولارات وحتما يحزمون أمتعتهم كلما اشتعلت البلاد فى انتظار إشارة إقلاع الطائرة إلى إحدى حسناوات المدن الأوروبية، راحة واستجماما ومهربا من رائحة البارود والانفجارات واللحوم البشرية المتفحمة.
 
فأى ديمقراطية هذه التى تباع فى مزادات السراب؟
 
أى ديمقراطية تلك التى يسمسر فى عرسها الحكام بمؤخراتهم الكبيرة؟
 
العراق كان ينعم بشبه اكتفاء ذاتى فى عهد صدام ونسبة الأمية به كانت لا تتعدى بعض الأجزاء من المائة واليوم لا يعرفها أهلها بوجهها الجديد الشاحب المشوه.
 
سرقت حضارته ومتاحفه وقصفت مساجده وكنائسه وشرد أهله وأحرق المجهول مصيره واتبع أحلام شعبه بلعنة الضياع فى حين ما تعتزم بريطانيا على لسان وزير خارجيتها أنها لا تنوى وحلفاؤها التدخل العسكرى فى المنطقة وأن ذلك شأن داخلى يلتزم ردا عراقيا خالصا.
 
بريطانيا التى علمت العراق والعرب الديمقراطية بوجه طونى بلير وهتكت فى أبوغريب عرض الأمة كلها فى يوم لم نرفع رءوسنا من بعده هى نفسها التى تعلم اليوم نفسها والعالم درسا ترفيهيا بنكتة عدم التدخل فى مقاسات الملابس الداخلية لرفقاء المالكى.
فعلا زمن العجائب!