السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أربعة في أربعة

أربعة في أربعة
أربعة في أربعة


على الرغم من أن المصريين يعيشون فى أزمات مستمرة، فإنهم ينظرون بعين الأمل واليأس معاً إلى الذين يبشرونهم بالجنة الموعودة التى يجد فيها كل واحد الخدمات التى يحتاجها، فهل هم فاعلون؟
 
مربع الأزمات:
 
كهرباء ومياه وبوتاجاز وعنف.. اوعى تغمض عينيك!
 
 
ولع ولع.. خللى الكلام يحلو!
 
يعيش المصريون فى أزمة انقطاع الكهرباء والتى يرتبط بها انقطاع المياه لأن كل البيوت تستخدم المواتير، والحكومة وجدت الحل فى عمل جداول قطع الكهرباء لساعات محددة يومياً، وهو يشبه جداول التعزيز التى اكتشفها عالم النفس الأمريكى «سكنر» واستخدمها فى تشكيل سلوك الحيوانات، ثم البشر وهو ما يعرف بالحتمية الاجتماعية.
 
ويبدو أن المصريين سيضبطون مواعيد العمل والدراسة والأعمال المنزلية حسب الجدول.
 
هذا يحدث عندنا، واليابانيون احتفلوا بمرور 100 عام والألمان احتفلوا بمرور 30 عاما بدون انقطاع الكهرباء، ويحتفل المصريون بانقطاع الكهرباء كل يوم ويولعوا الشموع.
 
 
عاوزين الأنبوبة فين؟!
 
كل فترة تحدث أزمة فى أنابيب البوتاجاز ليرتفع سعر الأنبوبة فى بعض المحافظات إلى 100 جنيه، مع أن سعر الأنبوبة 8 جنيهات، وحجم الاستهلاك المنزلى 315 مليون أنبوبة سنوياً لحوالى 13 مليون أسرة.
 
وتستمر الأزمات تضغط على الشعب المصرى الذى يرضى بالحلول الوسط ومنها ادفع لتحصل على خدمة، ومع ذلك دفع المصريون ولم يحصلوا على أى خدمة محترمة، بسبب منظومة الفساد التى تحملها الفقراء من أجل أن يعيشوا فقط.
 
فهل سيأتى اليوم الذى يهتف فيه الناس: «الشعب يريد أنبوبة بوتاجاز»، ليرد المسئولون: «عاوزين الأنبوبة فين؟»
 
 
تسيطر المفاهيم الخاطئة على بعض الناس، وتتحول مع الوقت تلك المفاهيم إلى قيم اجتماعية لا مبرر لها سوى أنها من العادات والتقاليد
 
ادبح يا زكى قدرة!
 
قالها عادل أدهم فى فيلم «حكمتك يارب» أثناء التحقيق لتبرير جريمته التى كان مأموراً بها، يشبهه الطلبة المدفوعون للمشاركة فى أحداث العنف بالجامعات والتى سقط فيها قتلى وجرحى.
 
فالجامعات تأثرت بحالة الاحتقان السياسى، وتحول الأمر إلى أزمة بعد أن خرج العنف من الجامعة إلى الشارع ليؤثر على أمن وحياة الناس.
 
والطلاب الذين يسعون لحرق الجامعات بعد 30 يونيو2013 لم يأتوا من بلد آخر، وإنما تشبعوا بفكر الآخر المتطرف الذى جعلهم يكرهون المختلف معهم ويرتكبون الجرائم تنفيذاً لأوامر قياداتهم، أو بمعنى ادبح يا زكى قدرة.. يدبح زكى قدرة!
 
يا ترى إنت مين فيهم؟!
 
اشتكى الأولاد لأبيهم من عدم تحملهم لأزمات الحياة، أخذهم الأب للمطبخ وملأ 3 أوانٍ بالماء ووضعها على النار لتغلى، وضع فى الأول جزرة وفى الثانى بيضة وفى الثالث بنًا، وبعد الغليان وضع كل واحدة فى إناء.
 
فالجزرة الصلبة ضعفت، والبيضة قشرتها لم تحم سائلها الداخلى من التصلب، والبن غير الماء إلى قهوة، فالثلاثة واجهوا نفس الأزمة وهى المياه المغلية لكنهم تفاعلوا بشكل مختلف.
 
فهل أنت مثل الجزرة تبدو صلباً وعندما تتعرض لأزمة تضعف؟، أو مثل البيضة تبدو صلباً ولكنك تتغير داخلياً ويصبح قلبك قاسياً؟، أو مثل البن الذى يواجه الأزمة ويقوم بالتغيير؟
 
تعقيب:
 
يتفنن البعض فى زيادة معاناة الناس، مع أن رفع المعاناة عن الآخرين يعتبر من الأعمال الصالحة، فقد غفر تعالى لبغى من بنى إسرائيل لأن قلبها رق لكلب يلهث من العطش فنزلت بئر الماء وملأت حذاءها وسقته، قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..) «التوبة 105»، وعن النبى عليه الصلاة والسلام: «الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه».