الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

العمل عبادة.. هل نرفع شعار العمل الجاد فى مصر؟

العمل عبادة.. هل نرفع شعار العمل الجاد فى مصر؟
العمل عبادة.. هل نرفع شعار العمل الجاد فى مصر؟


 
 
وصل تعداد الشعب المصرى إلى حوالى 86 مليون نسمة ومازلنا مقيدين بأفكار أغلبها نفسى، حيث وضعنا عبارات جوفاء تضعف النفس البشرية فأصبحنا ما بين أشخاص يحيطهم الكسل أو التشاؤم أو مصابين بالإحباط غير ذلك الشعور المرضى والشائع فى المجتمع أن أحداً جاداً خلاقاً ومبدعاً فى عمله فعليك محاربته لأنه حتماً سارق رزقك!! بينما العالم كله من حولنا يتقدم دون الالتفات إلى الخلف! فقد اعتدنا نحن - المصريين - على المطالبة بما يجب أن نكون عليه دون البحث فى الواجبات التى علينا أداؤها! وفى الغالب أننا شعب تنازل برغبته أو دون إرادته عن قوة علاقته بالله والقناعة أن الله وحده من يملك لغز الرزق لكنه منحنا معطيات ودلائل نصل بها إلى البرهان أنه يرانا وينظم الكون من حولنا بما فيه أمرنا.. وكيف نتوصل إلى ذلك الرزق إذا كنا نردد عبارات دون التعمق فيها؟!
 
نحن نصلى شاغرين الذهن فى أمور الحياة.. نؤدى العمل ونحن منصرفون عن قواعد وآداب أدائه التى ألزمنا بها القانون.. وليس القانون فحسب بل أمرنا بها الخالق فى كل آية من آياته غير ذلك الشعور أنه من الفهلوة الحصول على أموال دون عناء العمل متناسين تلك السعادة التى نحصل عليها لحظة الوصول إلى النجاح أو نتيجة تؤدى إليه! أتصور أننا فى حاجة إلى خطاب يستند على علاج النفس من محاولات التحطيم المجتمعى التى مرت بنا.. كلنا ذلك الإنسان بعيوبه وحسناته وصفاته البشرية.. كلنا تلك التفاصيل المتأثرة بما يدور من حولها.. إذن علينا الآن أن نلملم ما أراد البعض بعثرته فينا! إذن فلنتخذ القوة والتحدى فى رفع ثقل الأفكار الحزينة والمؤلمة عن القادم فى حياتنا.. نأخذ بأيدى بعضنا البعض.. سنعيشها حتماً لكننا وحدنا القادرون على تعديل المسار فكلنا نملك كتاب الله بين أيدينا ولا نعى كل كلماته وليس عيباً أننا لا نعلم.. كل العيب أننا أدركنا أين يكمن الخطأ ونتمادى فيه رغم أن التعديل سيكون له وقع السحر فى إسعاد أنفسنا ومن حولنا.. إنه الدستور الأخلاقى الذى نمتلكه ونقرأ سطوره ونبتعد عن الالتزام بقواعده رغم أنها تعيش فينا! فلنخفض ذلك الصوت العالى كى يستطيع أن يسمعنا الآخرون! فلنؤد عملنا فى هدوء وصمت وإنكار ذات.. هى متعة عظيمة وكلنا نملك العطاء.. ثم ننتظر مذاق طعم الرزق الحلال وفضل الله علينا.. منْ يعطى بإخلاص لا يضيع عطاؤه لأن الله العاطى لا يقبل أن نكون أكثر منه عطاءً! أغدقوا العطاء بالعمل لوجه الله وانتظروا ماذا سيفعل بنا.. هل يخيب ظننا به ويحقق ظن منْ أرادوا لنا الفشل والدمار؟! لااااا إن إرادة الله فوق الجميع.. قادر على كل شىء طالما عرفنا حدوده وعملنا لوجهه الكريم ووطن يريد وقفتنا جميعاً.. وليس الأمر ببعيد ولا هى شعارات يحضرنى الآن نموذج الشعب اليابانى إذ وصل تعداده إلى مائة وعشرين نسمة ويعيش اليابانيون فى مساحة تصغر تلك المساحة التى يمتلكها الشعب المصرى وأبداً لم يعيشوا فقراً أو مجاعة رغم تلك الكوارث التى تضربهم بين الحين والآخر بل ولديهم فائض يفوق بمراحل الفائض الأمريكى فى حين أنهم لا يملكون ثرواتنا الطبيعية لكنهم قادرون على التحدى وأداء العمل كما ينبغى لذا وصلوا إلى أعلى مراحل التقدم التكنولوجى وأعلى درجات العبادة فى العمل.. أتصور ونحن نعيش على جزء صغير جداً من الأراضى المصرية لا يتعدى 7٪ كلنا نعيش فى تلك البقعة! لماذا لا نستثمر جهد شباب مصر فى تعمير واستزراع الأراضى وخلق مدن جديدة يملؤها التصميم الشبابى المتفتح.. امنحوهم أراضى بدءاً لحياة شابة.. امنحوهم الأمل.. اقضوا على فقدان الشعور بالأمان وهم القادرون على العطاء والهمة.. باركوا بدايتهم ساعدوهم.. لدينا الآن منْ يسعى إلى تعويض هذا الشعب المكافح عما مضى ولكن أيدينا تتماسك ويد الله تحمينا.. فلنتماسك ونبدأ من جديد تحت أسس مبنية على العطاء والعمل من أجل الوطن الذى وهبنا الله إياه وكل منا يراقبه الله وسلوكه الطيب والله على القادم هو المستعان.