الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تستضيفها روسيا فى 22 أكتوبر الجارى قمة «بريكس بلس» وإعادة التوازن للمؤسسات الدولية

تستضيف روسيا والرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر الجارى، حدثا شديد الأهمية والتميز، وهو أول قمة لمجموعة «البريكس+».  وتجذب القمة أنظار العالم نظرا لأهميتها وتفردها والتغييرات التى ستحدث حال نجاحها، وفى هذا السياق أفردت مجلتا فورين بوليسى ولوموند ديبلوماتيك، عدة صفحات من أعدادهما تمهيدا للحدث المهم.



 حالة تأهب قصوى

القمة الحاسمة لمجموعة البريكس+ تضم حاليًا 10 دول، من بينها إيران والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وإثيوبيا، وقد أعربت دول أخرى مؤخرًا عن اهتمامها: تركيا وهى أيضًا عضو فى حلف شمال الأطلسى، وفنزويلا، وماليزيا، وبحسب بيانات البنك الدولى ستضيف الدول الست الجديدة 3.24 تريليون دولار إلى اقتصادات المجموعة.

 فتح اقتصادى مهم

طبقا لآراء محللين اقتصاديين وسياسيين بارزين تبدو القمة القادمة شديدة الأهمية من عدة نواح، حيث يطمح الأعضاء بتدشين نظام اقتصادى موحد، ليصبحوا قوة اقتصادية قوية، خاصة أن القمة تضم بعضًا من أسرع الاقتصادات نموًا فى العالم، جميعها اقتصادات غير غربية ذات هوية جيوسياسية تحظى بالريادة فى العالم النامى.

وتطمح مجموعة البريكس+ لإثبات أن العالم قادر على اتباع نظام آخر غير النظام الغربى، وليس بالضرورة معاديا للغرب، ولكن على أى حال فهو حائط صد للهيمنة الغربية.

ومن ناحية أخرى يمكن لقمة البريكس+ المقبلة، أن تقدم اتجاهات مختلفة لترسيخ هذه الكتلة الجديدة شديدة التنوع فى الجغرافيا السياسية العالمية، مع تعزيز التبادلات الاقتصادية مثل نظام الدفع البديل (للتحايل على الدولار). 

والأهم بالنسبة لروسيا أن القمة تقدم لبوتين وسيلة للخروج من صراعه الأوكرانى ومن ورائها الغرب، وهو صراع استمر بالفعل عامين ونصف العام، ما جعل روسيا تبدو وكأنها جهة فاعلة غير معزولة وشرعية فى العلاقات الدولية.

 أغلبية عالمية

وتعد القمة محاولة أوسع نطاقًا من جانب روسيا لتطوير علاقاتها مع ما تسميه «الأغلبية العالمية» أو البلدان فى الجنوب العالمى التى تواصل الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع روسيا التى تقدم موسكو نفسها لها كضحية لحلف شمال الأطلسى والغرب.

ومع توسع المجموعة فى يناير 2024 بإضافة المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا وإيران (أعربت الأرجنتين عن اهتمامها الأولى بالانضمام ولكنها اختارت الانسحاب لاحقًا)، فإن الغرض الأساسى الذى تسعى إليه مجموعة البريكس التى تنتقد حوكمة المؤسسات والتجمعات المتعددة الأطراف مثل مجموعة الدول السبع، ومجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس، هو السعى لإحداث تغييرات فى الحوكمة العالمية، ومع إنشاء بنك مجموعة البريكس - بنك التنمية الجديد، بدا أن هذه القوى الصاعدة من الجنوب العالمى كانت تسعى ربما إلى إنشاء نظام عالمى بديل.

وهذا يعنى إجمالا التسليم بعدم فعالية الأمم المتحدة والرغبة فى تدشين نظام بديل غير منحاز، وهى فرصة فريدة فى هذه القمة للقيام بذلك لأن نجاحها سيمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لموسكو، وورقة ضغط أمام الغرب، وأيضا نخب نظامه الذين يرغبون فى وقف دوامة الصراع مع أوكرانيا وعسكرة البلاد، والتبعية لبكين، وأيضا أمام الذين يفكرون فى العودة التدريجية إلى التجارة الدولية مع الغرب.

أما الصين فى عهد شى جين بينغ، والتى ربما كانت تؤمن بانتصار سريع لبوتين فهى متوترة منذ عدة أشهر فالرئيس الصينى له حدود فى دعمه لحليفه الروسى، لقد كان عليه بالفعل أن يتعامل مع رياح التمرد من الأمراء الحمر، هؤلاء أبناء كبار قادة الحزب الشيوعى الصينى، الذين انتقدوه مرة أخرى العام الماضى لأنه استفز الولايات المتحدة، وعمل على «إيقاظها» قبل الأوان والصين ليست حاليا فى الموقع الأقوى الذى يسمح لها بتولى المسئولية.

 قمة مميزة

تجمع القمة القادمة بين القوى الرائدة من مناطق مختلفة من العالم، وسيرحب الأعضاء المؤسسون لمجموعة البريكس - البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا - رسميًا بالأعضاء الجدد: مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهى قوة تشكل مجتمعة 45 % من سكان العالم و28 % من الاقتصاد العالمى، وتنتج 44 % من النفط الخام فى العالم. (تمثل مجموعة السبع أقل من 10 %).

كما دعا بوتن أكثر من 20 دولة أخرى تقدمت بطلبات أو تفكر فى الانضمام إلى المنتدى المتوسع. ومن المرجح أن تتوسع مجموعة البريكس فى السنوات المقبلة، مع إبداء أكثر من 40 دولة اهتمامها بالانضمام، بما فى ذلك القوى الناشئة مثل إندونيسيا.

الصين

قد تكون روسيا هى رأس الحربة الصريح فى محاولة استخدام مجموعة البريكس لإنشاء بديل للنظام العالمى الذى تقوده الولايات المتحدة، لكن الصين هى القوة الدافعة الحقيقية وراء توسع المجموعة.

 بنك التنمية

إن أهم ميزات المجموعة خاصة لروسيا وإيران هى «بنك التنمية الجديد «التابع لدول لبريكس، فهو يوصف كبنك متعدد الجنسيات يوفر نظام مدفوعات للدول الأعضاء، ويعد بديلا لنظام السويفت- نظام الاتصالات المالية للبنوك العالمية، الذى حرمت منه إيران وروسيا بسبب العقوبات.

والأمر الآخر الذى تسعى اليه دول البريكس بشكل أساسى وملح، هو الانفصال عن الدولار كعملة معيارية فى التجارة الدولية.

وتشارك بكين رغبة موسكو فى جعل مجموعة البريكس أكثر أهمية.

الصين تريد وضع نفسها كجزء من مجموعة ديناميكية من البلدان النامية التى تسعى إلى إعادة التوازن تدريجيا للمؤسسات العالمية، لتعكس بشكل أكثر عدالة التحولات فى القوة الاقتصادية والتكنولوجية، ولكن فى عهد الرئيس الصينى هو جين تاو، لم تكن بكين راغبة فى المطالبة بقيادة المجموعة، بل كانت تسترشد بصيغة دينج شياو بينج القائمة على «الحفاظ على الهدوء».

منظور أخلاقى

والآن، لدى الصين وروسيا طموحات مماثلة فيما يتصل بمجموعة البريكس، الأمر الذى يجعل بوتن و«شى» رغم المعوقات ثنائيًا قويًا.

إن كلا من الصين وروسيا تريدان خلع الولايات المتحدة عن عرشها كقوة مهيمنة عالمية جائرة، وتحقيقا لهذه الغاية، تسعى بكين وموسكو إلى جعل المنصات المالية والتكنولوجية البديلة محصنة ضد الضغوط الأمريكية، ويبدو أن تعميق التعددية من خلال مجموعة البريكس بلاس هو أفضل طريق للمضى قدما.

ومثل «بوتين» يصور «شى» هذا الجهد من منظور أخلاقى، وكما قال فى كلمته التى ألقاها فى قمة مجموعة البريكس فى عام 2023: «نحن لا نقايض بالمبادئ، ولا نستسلم للضغوط الخارجية، ولا نتصرف كأتباع للآخرين، يجب كتابة القواعد الدولية ودعمها بشكل مشترك من قبل جميع البلدان على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بدلًا من إملائها من قبل أولئك الذين لديهم أقوى العضلات أو أعلى صوت».

الزعماء الصينيون مقتنعون بأن الولايات المتحدة لن تسمح للصين طوعا بأن تصبح القوة المهيمنة فى آسيا، ناهيك عن تقاسم الزعامة العالمية مع بكين. وتعتقد الصين أن الولايات المتحدة تستغل التحالفات والمؤسسات التى تدعم النظام العالمى الحالى لتقييد صعود الصين.

وردا على ذلك، شرعت بكين فى مشاريع مثل مبادرة «شى» للأمن العالمى، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الحضارة العالمية، والتى تتحدى جميعها حق الغرب فى تحديد القواعد العالمية من جانب واحد، وتسعى إلى تقويض مفهوم القيم العالمية فى مجالات مثل حقوق الإنسان.

وبعيدا عن الخطابة، قادت الصين الجهود- بدعم من روسيا- لإضافة أعضاء إلى مجموعة البريكس، ودعت بكين إلى جذب أكبر عدد ممكن من البلدان، لأنها تريد أن تكون زعيمة لكتلة قوية وكبيرة.

مصر فى قمة البريكس

تشارك مصر فى اجتماع قمة البريكس بلاس القادم بوفد يضم اقتصاديين ورجال أعمال، وترى روسيا إمكانات هائلة لإقامة مشاريع مشتركة مع مصر فى مجالات الطاقة والزراعة والسياحة والبنية التحتية. وبينما ترى مصر أن هذا الحدث «قمة البريكس» مهم لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع روسيا وتهيئة الظروف لتنمية شاملة على جميع المستويات.

إن العالم فى نظر أغلب بلدان المجموعة ومنها مصر والامارات والسعودية، ينتقل من أحادية القطب بقيادة الولايات المتحدة إلى التعددية القطبية، وعلى الرغم من التباعد المتزايد بين المعسكر المناهض للغرب صراحة فى مجموعة البريكس والمعسكر غير المنحاز، فإن جميع الأعضاء ما زالوا يتفقون على عدد من القضايا الأساسية التى تفسر لماذا أصبحت المجموعة حيوية لأعضائها.

 فروق دقيقة

من المنطقى تمامًا أن تبحث القوى الصاعدة مثل البرازيل عن خيارات اخرى، وأن تشعر بعدم الرضا عن الطريقة التى وجهت بها الولايات المتحدة النظام القائم، وأن تعكس المجموعة رغبة الصين وكثير من دول المجموعة فى بناء نظام مختلف بعيدا عن النظام الحالى للنظام العالمى.

ومجموعة البريكس كمجموعة سياسية اقتصادية، كشفت عن مدى الظلم وعدم المساواة فى النظام الذى تقوده الولايات المتحدة، وهو أمر لا يمكن تجاهله ببساطة.

ولكن بالنسبة للولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، تؤكد الديناميكيات داخل مجموعة البريكس على ضرورة أخذ المجموعة وعدم الرضا الأساسى عن النظام الحالى على محمل الجد.

وينبغى للقوى الغربية أن تركز على عدم جعل الأمور أسوأ من خلال محاولة تخويف القوى المتوسطة من الانضمام إلى مجموعة البريكس، وهو ما ينم عن الأبوية، والتدخل شبه الاستعمارى، وبدلًا من التباكى على ظهور مجموعة البريكس، ينبغى للغرب أن يتودد إلى الدول الأعضاء التى لديها مصلحة فى ضمان عدم تحول المجموعة إلى منظمة معادية للغرب بشكل صريح، وتهدف إلى تقويض النظام العالمى.

وتسعى العديد من البلدان إلى تعزيز استقلاليتها من خلال استمالة مراكز قوة بديلة، لكن فى ظل عدم قدرتها أو عدم رغبتها فى الانضمام إلى النوادى الحصرية للولايات المتحدة وشركائها الصغار، مثل مجموعة الدول السبع أو الكتل العسكرية التى تقودها الولايات المتحدة، والإحباط المتزايد من المؤسسات المالية العالمية التى تدعمها الولايات المتحدة، مثل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى، فإن هذه البلدان حريصة على توسيع خياراتها وإقامة علاقات مع المبادرات والمنظمات غير الأمريكية. وتبرز مجموعة البريكس بين هذه المبادرات باعتبارها الأكثر أهمية وتأثيرًا.

 أهمية متزايدة لروسيا

مع وجود حكومات فى آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية كحلفاء رئيسيين لها، تسعى روسيا أيضًا إلى الحفاظ على الشراكات وتوسيعها فى مجالات الأمن والطاقة والتجارة، ما يعنى أن منظمة البريكس + ذات أهمية قصوى لموسكو.

 كتلة جيوسياسية

تأسست المنظمة فى الأصل لأغراض اقتصادية، وتشكل الآن كتلة جيوسياسية تهدف إلى توفير بديل للنظام الدولى الذى يهيمن عليه الغرب، ولم تدن منظمة البريكس + العدوان الروسى، ومن بين الأعضاء المؤسسين الخمسة لمجموعة البريكس، صوتت البرازيل فقط إلى جانب أغلبية المجتمع الدولى فى مارس 2022 لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى يدين الغزو الروسى الكامل لأوكرانيا، بينما امتنعت الهند والصين وجنوب إفريقيا عن التصويت.، ومن بين المنظمات الدولية ذات الأهمية العالمية، فإن مجموعة البريكس+ هى الوحيدة التى يمكن لروسيا أن تعتبر نفسها فيها جهة فاعلة متكاملة، وهذا هو الحال بشكل أكبر بعد توسع مجموعة البريكس+ الذى دخل حيز التنفيذ فى بداية هذا العام.

 إصلاح النظام العالمى

قدم البيان المشترك لوزراء خارجية مجموعة البريكس الصادر فى نيجنى نوفجورود بروسيا فى 10 يونيو 2024، رؤى أكثر جوهرية حول رؤية مجموعة البريكس كنظام إصلاحى.

وتتناول النقاط الـ75 فى البيان قضايا تتراوح بين الأمن الدولى والاستدامة وتغير المناخ وحقوق الإنسان والصراعات فى الشرق الأوسط وأوكرانيا، وموقع إفريقيا فى العالم. 

إن الإعلان المشترك يشكل، حتى الآن، البيان الأكثر وضوحًا الذى أصدرته مجموعة البريكس، والذى يستعرض رؤيتها المشتركة ونظرتها للعالم إلى ما هو أبعد من التعاون الاقتصادى.

 اقتراح

يشير البيان إلى أن ما تريده مجموعة البريكس هو اقتراح «نظام دولى متعدد الأطراف أكثر مرونة وفعالية وكفاءة واستجابة وتمثيلًا وشرعية وديمقراطية ومساءلة»، والذى من المفترض أن يؤدى إلى «مشاركة أكبر وأكثر مغزى من البلدان النامية وأقل البلدان نموًا، خاصة فى إفريقيا، فى عمليات وهياكل صنع القرار العالمية، وجعلها أكثر انسجامًا مع الحقائق المعاصرة» البند 4 من البيان.

وأعلن أن دول مجموعة البريكس متحدة فى تصورها أنه على الرغم من تغير الحقائق الجيوسياسية والاقتصادية، فإن أصواتها تظل مهمشة وأن القوة الحقيقية فى المؤسسات المتعددة الأطراف فى أيدى الشمال العالمى، واليوم فإنه من حيث القدرة الشرائية تمتلك مجموعة البريكس حصة أكبر من الناتج المحلى الإجمالى العالمى (32 ٪) بينما تمتلك دول مجموعة السبع (31 ٪) ويتحرك توازن القوة الاقتصادية بعيدًا عن منطقة المحيطين الأطلسى والهادئ.

ومع ذلك تظل السلطة على مؤسسات الحكم العالمى مركزية فى الشمال العالمى، والقواعد التى تحكم الاقتصاد العالمى منحرفة لصالح الشمال على حساب الجنوب العالمى.

وأوضح البيان أ، مجموعة البريكس ملتزمة بنظام متعدد الأطراف تلعب فيه المؤسسات دورًا مركزيًا فى عملية صنع القرار.

وألقى البيان باللوم على العقوبات الأحادية الجانب فى إحداث تأثير سلبى على التجارة والصحة وإمدادات الطاقة والأمن الغذائى فى العالم النامى، إن شرعية العقوبات الأحادية الجانب من قبل دولة أو مجموعة من الدول دون إذن من الأمم المتحدة هى قضية شائكة.

إن الدول الأعضاء غير راضية عن تحيز النظام العالمى وتريد إصلاح النظام الحالى بحيث يتم تطبيق المعايير المتفق عليها بشكل متبادل على قدم المساواة على جميع الدول. ولا شك أن توسع مجموعة البريكس يدل على استياء عالمى متزايد وعزم على تحدى المزايا البنيوية التى لا تزال الديمقراطيات المتقدمة تسوقها وتتمتع بها فى ظل نظام عالمى صنعه الغرب لصالح الغرب فى كثير من النواحى.

يعكس صعود مجموعة البريكس (والآن مجموعة البريكس+) اعتقادًا مشتركًا بأن النظام الدولى الذى يهيمن عليه الغرب والذى يستند إلى القواعد وخاصة نظام الحوكمة الاقتصادية العالمية يتعارض مع مصالحهم وقد عفا عليه الزمن فى الأساس. ومن عجيب المفارقات، أن مصرفى من جولدمان ساكس، جيم أونيل تكهن عام 2001، بأن البرازيل وروسيا والهند والصين (التى أطلق عليها دول «البريكس» فيما بعد) يمكنها دفع عجلة النمو الاقتصادى العالمى فى العقد المقبل، وقد ثبتت صحة هذا التوقع، ففى الفترة بين عامى 2000 و2011، توسعت حصة المجموعة من الناتج العالمى من 8% إلى %19. فى يونيو 2009، وتحركت دول البريكس الأربع فعقدت أول قمة لزعمائها فى مدينة يكاترينبورغ الروسية، مما يشير إلى فجر نظام اقتصادى جديد تقوده الاقتصادات الناشئة. وفى العام التالى.

 لحظة انتصار

ومن المقرر أن يكون اجتماع القمة القادم بمثابة لحظة انتصار لمضيفه الرئيس الروسى فلاديمير بوتن، الذى سيرأس هذا التجمع لكتلة متزايدة الثقل حتى فى الوقت الذى يواصل فيه حربه فى أوكرانيا.

يهدف التجمع إلى إرسال إشارة قوية للغرب إن روسيا لديها العديد من الأصدقاء فى جميع أنحاء العالم.

يساندونها بقوة، وبالنسبة لبعض الدول فى الغرب، يشير ظهور مجموعة البريكس + إلى شيء أكثر شؤما - عالم يتفتت إلى كتل متنافسة وتزايد الاغتراب المتبادل بين الشمال والجنوب. 

ولهذا فإن بكين وموسكو عازمتان على استغلال استياء بعض البلدان من الولايات المتحدة وحلفائها الأثرياء فى العالم لتعزيز ثقل مجموعتهم الناشئة.

كان الرئيس بوتين قد أعلن مؤخرا عن حضور الرئيس الصينى القمة المنتظرة وسوف يتم عقد اجتماع ثنائى مغلق خلال القمة لمناقشة مسائل اقتصادية المشتركة منها تأسيس بورصة للحبوب.

كما سيحضر القمة الرئيس الهندى ناريندرا مودى فى محاولة لإيجاد نقاط اتفاق مع خصم بلاده الصين، ورئيس إيران وهى ثانى زيارة خارجية له بعد العراق.