الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بن غفير يتحدى الوضع الراهن فى ذكرى ما يسمى خراب الهيكل: اقتحام الأقصى تصعيد إسرائيلى جديد ضد العالم الإسلامى

فى انتهاك متواصل للمقدسات الإسلامية اقتحم آلاف المستوطنين المسجد الأقصى فى ذكرى ما يسمى بـ خراب الهيكل إذ نفذوا اقتحاماتهم للأقصى على شكل مجموعات متتالية عبر باب المغاربة الذى تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس فى عام 1967 ويتقدمهم وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف إيتمار بن غفير والوزير يتسحاق فاسرلوف، مؤدين الصلوات الجماعية، وراقصين ومغنين فى ساحات الأقصى، وتعالت أصوات صلوات المستوطنين فى الأقصى خلال مسار الاقتحام، إضافة لرفعهم الإعلام الإسرائيلية خلال عملية الاقتحام. 



فرضت سلطات الاحتلال قيودها على دخول المصلين إلى الأقصى منذ صلاة الفجر، وتم منع الشبان، والسماح فقط لكبار السن بالدخول إليه، بقيود وتفتيش، وخلا الأقصى من المصلين باستثناء أعداد قليلة من كبار السن. ويعتبر ذكرى ما يسمى الخراب هو يوم «الحشد الأكبر والأعظم للاقتحامات»، ويعتبر يوم تجديد العهد لإعادة بناء الهيكل المزعوم، وفرض السيادة على الأقصى. وفى ساعات الفجر اعتدى المستوطنون على المصلين خلال توجههم لأداء الصلاة، حيث قاموا بملاحقتهم وضربهم وتوجيه الشتائم لهم. كما اعتدى المستوطنون على التجار والمحلات التجارية، وتعمدوا تخريبها والعبث بالبضائع، إضافة إلى تخريب المركبات والدراجات النارية. وأغلقت الشوارع فى مدينة القدس المحيطة بحائط البراق حتى ساعات الفجر، تزامنا مع إقامة الصلوات عند الحائط.

 

 

 

وقد أدانت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية اقتحام وزيرين إسرائيليين وأعضاء فى الكنيست الإسرائيلى والمستوطنون من المتطرفين الإسرائيليين لباحات المسجد الأقصى الشريف ورفع العلم الإسرائيلى داخله، وذلك تحت حماية من الشرطة الإسرائيلية وفى وجود متزامن مع منع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى. وشددت مصر على أن تلك التصرفات غير المسئولة والمستفزة تمثل خرقا للقانون الدولى والوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس الشريف، ويعكس استمرار تكرارها ووتيرتها سياسة ممنهجة يتم تنفيذها على الأرض، وهو ما يستدعى العمل على وقف مظاهرها بصورة فورية والالتزام بالحفاظ على الوضع القانونى القائم. وأكدت مصر على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بدور فاعل فى مواجهة تلك الانتهاكات التى تهدف لتأجيج المشاعر وإفشال جهود التوصل لوقف لإطلاق النار فى غزة، مشددة على التزام مصر بالسعى نحو التوصل لحل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية واسترداد كامل الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطينى.

وكان قد اقتحم وزيران إسرائيليان باحات المسجد الأقصى بالقدس برفقة آلاف اليهود تحت حماية الشرطة الإسرائيلية حيث أدوا طقوسا تلمودية تحديا لإجراءات الوضع الراهن، مما أثار موجة إدانات فلسطينية وأردنية ومصرية وعربية وإسلامية وعالمية. ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن دائرة الأوقاف الإسلامية فى المسجد الأقصى قولها، إن نحو 2250 إسرائيليا اقتحموا باحات المسجد، وأدوا طقوسا  تلمودية، ورفعوا العلم الإسرائيلى فى مشهد غير مسبوق من عمليات الاقتحام؛ وأضافت دائرة الأوقاف أن القوات الإسرائيلية عرقلت دخول المصلين المسلمين باحات المسجد، ونشرت قوات كبيرة على أبوابه من أجل تسهيل عمليات اقتحام الإسرائيليين. وأوضحت أن بن غفير وفاسرلوف اقتحما المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتجولا بالساحة الشرقية رفقة عدد كبير من عناصر شرطة الاحتلال مشيرة إلى أن هذا هو الاقتحام السادس الذى يقوم به بن غفير منذ تولى منصبه أواخر عام 2022. ونقلت صحفية هآرتس عن بن غفير قوله: حققنا تقدما كبيرا فيما يتعلق بسيادة إسرائيل هنا. سياستنا هى السماح بصلاة اليهود، مشيرة إلى أن الوزيرين مع آلاف اليهود تحدوا إجراءات الوضع الراهن بالصلاة والغناء. وتأتى هذه الاقتحامات بعد دعوات من قبل متطرفين لاقتحام واسع للأقصى فى ذكرى ما يطلق عليه الإسرائيليون «خراب الهيكل».

ومن جهته، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تصريحات بن غفير واصفا الحادث الذى وقع فى الحرم القدسى بأنه يمثل انتهاكا للوضع الراهن هناك. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى فى بيان إن تحديد السياسة المتبعة فى الحرم القدسى أمر يخضع مباشرة للحكومة ولرئيسها؛ ولا توجد هناك سياسة خاصة بوزير ما يتم تطبيقها على الحرم القدسى سواء إن كان وزير الأمن القومى أو أى وزير آخر غيره. وهو ما كانت تحرص عليه كافة الحكومات الإسرائيلية. وشدد نتنياهو على أن السياسة التى تنتهجها إسرائيل تجاه الحرم القدسى لم تتغير وهكذا سارت الأمور سابقا وهكذا ستسير فى المستقبل. غير أن بن غفير رد قائلا: «ما من قانون يسمح بالتفرقة العنصرية ضد اليهود فى جبل الهيكل (الحرم القدسى)». ونقلت عنه صحيفة تايمز أوف إسرائيل قوله فى بيان: «سياسة وزير الأمن القومى هى تمكين اليهود من حرية العبادة فى جميع الأماكن، بما فى ذلك (جبل الهيكل)، وسيواصل اليهود القيام بذلك فى المستقبل أيضا».

 

 

 

فى المقابل، حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من تداعيات الاستفزازات الخطيرة بالمسجد الأقصى محملا الحكومة الإسرائيلية مسئولية هذه الممارسات وخطورتها فى استفزاز مشاعر الشعب الفلسطينى والعرب والمسلمين. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن أبوردينة طالب الإدارة الأمريكية بالتدخل الفورى لإجبار حكومة الاحتلال على وقف هذه الاستفزازات ضد الأماكن الدينية المقدسة، والحفاظ على الوضع التاريخى والقانونى فى مدينة القدس، ووقف العدوان على شعبنا فى قطاع غزة، والاعتداءات فى الضفة الغربية، إذا ما أرادت منع انفجار المنطقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه. وعلى نحو مماثل، حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من التصعيد جراء الاقتحامات الاستفزازية لغلاة المستعمرين المتطرفين للمسجد الأقصى وطالبت المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطينى وتجاه القدس ومقدساتها.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات الاقتحامات السافرة والمتكررة من قبل مسئولى الاحتلال الإسرائيلى وعدد من المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك. وأكدت الخارجية السعودية على أهمية احترام المقدسات الدينية، وتجدد تحذير المملكة من تبعات استمرار هذه الانتهاكات للقانون الدولى والوضع التاريخى لمدينة القدس، واستفزاز ملايين المسلمين حول العالم، خصوصا فى ظل الكارثة الإنسانية التى يشهدها الشعب الفلسطينى. وجددت مطالبتها للمجتمع الدولى بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة. كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية إقدام وزيرين متطرفين من الحكومة الإسرائيلية وأعضاء من الكنيست على اقتحام المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة تزامنا مع اقتحامات المتطرفين الإسرائيليين وممارساتهم الاستفزازية.

وطالب الناطق باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة بموقف دولى واضح وحازم، قائلا إن استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية والخروقات المتواصلة للوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها يتطلب موقفا دوليا واضحا وحازما يدين هذه الانتهاكات والخروقات ويوفر الحماية اللازمة للشعب الفلسطينى فى ظل استمرار الحكومة الإسرائيلية فى عدوانها على قطاع غزة والضفة الغربية. وأكد القضاة مجددا على أن المسجد الأقصى/ الحرم القدسى الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما (0.144 كم2) هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشئون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هى الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصرى بإدارة شئون الحرم القدسى الشريف كافة وتنظيم الدخول إليه.

بدوره، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات اقتحام المسجد الأقصى، مؤكدا أن هؤلاء المتطرفين الموتورين يدفعون الأمور إلى حافة الهاوية، ويتعمدون استفزاز مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم. كما أدانت قطر اقتحام الوزيرين الإسرائيليين والمستوطنين للمسجد الأقصى، وقالت وزارة خارجيتها فى بيان إنها تعد هذه التصرفات مستفزة وتمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولى والوصاية الهاشمية على المقدسات فى القدس المحتلة. وأكدت الخارجية القطرية أن المحاولات الإسرائيلية للمساس بالوضع الدينى والتاريخى للمسجد الأقصى تمثل اعتداء على ملايين المسلمين حول العالم وليس على الفلسطينيين فقط.

وأكد البرلمان العربى فى بيان أن هذا الفعل يمثل انتهاكا صارخا للوضع التاريخى والقانونى لمدينة القدس ومقدساتها، وخرقا للقوانين الدولية التى تحظر مثل هذه الأعمال الاستفزازية فى الأماكن المقدسة؛ وشدد على أن تلك التصرفات تأتى فى إطار محاولات كيان الاحتلال المستمرة لتغيير الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس المحتلة، محذرا من عواقبها الوخيمة على جهود إقرار السلم والاستقرار فى المنطقة وإفشال جهود التوصل لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة. ودعا البرلمان العربى المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته والضغط على حكومة كيان الاحتلال لوقف تلك الانتهاكات، مطالبا بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى لحقوقه ومقدساته، والتوصل لحل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

ودانت منظمة التعاون الإسلامى اقتحام الوزير المتطرف بحكومة الاحتلال الإسرائيلى ايتمار بن غفير والمستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى المبارك، وتدنيس باحاته ومنع المصلين من الوصول إليه، معتبرة ذلك استفزازا لمشاعر المسلمين فى العالم بأسره، وانتهاكا صارخا للقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وحذرت المنظمة فى بيان من خطورة استمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلى الرامية لتغيير الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس المحتلة، مؤكدة أنه لا سيادة لإسرائيل، قوة الاحتلال، على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، وأن المسجد الأقصى المبارك /الحرم القدسى الشريف بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين فقط.

كما ندد الاتحاد الأوروبى باستفزازات الوزير بن غفير بسبب اقتحامه ومئات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك وقاموا بأداء الصلاة فيه. وفى منشور له على منصة إكس قال منسق السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى چوزيب بوريل: «إن الاتحاد الأوروبى يدين استفزازات الوزير الإسرائيلى بن غفير الذى دعا خلال زيارته للأماكن المقدسة إلى انتهاك الوضع القائم.