الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تضامنوا مع فلسطين.. ووصفوا الهجمات على غزة بـ«الهمجية» حتى يهــود أمريكــا ضد صهاينة إسرائيل

رغم اندلاع تظاهرات كثيرة حول العالم ضد العدوان الإسرائيلى، تظاهرت مجموعة مكونة فى معظمها من اليهود المقيمين فى الولايات المتحدة الأمريكية، أمام مبنى الأمم المتحدة فى نيويورك، ضد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.



وكتب المتظاهرون بالشموع: «نحن آسفون»، وحملوا أوراقًا مكتوبًا عليها «العرب، واليهود يرفضون أن يصبحوا أعداء»، و«إذا لم يكن الآن فمتى؟»، و«موتهم فشل لنا»، كما قاموا بلصق أوراق تحمل أسماء ضحايا الحرب على غزة، على أرضية الحديقة المقابلة لمبنى الأمم المتحدة، التى شهدت المظاهرة.

ونظمت المظاهرة الطالبة من أصل سوري، دانيا درويش، والطالب اليهودى من أصل إسرائيلى أبراهام جوتمان. وأجهش بعض المشاركين اليهود بالبكاء أثناء المظاهرة، عندما عرضت قصص لبعض ضحايا الحرب على غزة، ودعا المشاركون لهم باللغات الإنجليزية، والعربية، والعبرية، وقراءة سور من القرآن الكريم.

وسيطر المتظاهرون، الذين كانوا يرتدون قمصانًا سوداء مكتوبًا عليها: «اليهود يقولون وقف إطلاق النار الآن»، و«ليس باسمنا»، فى إشارة إلى أن العدوان القائم على غزة حاليًا لا يجوز أن يمثل اليهود، على القاعة المستديرة الكبيرة بالكونجرس.

وحمل المتظاهرون ملصقات عليها رسائل مثل: «دع غزة تعيش»، و«نحزن على الموتى، ونقاتل كالجحيم من أجل الأحياء».

بدأت شرطة الكابيتول (مبنى الكونجرس الأمريكي) فى إجراء العشرات من الاعتقالات، حيث أصبحت المجموعة أعلى صوتًا وأكثر إزعاجًا بالهتافات والغناء.

وقالت شرطة الكابيتول عن الاعتقالات الجماعية: «لقد حذرنا المتظاهرين من التوقف عن التظاهر وعندما لم يمتثلوا بدأنا فى اعتقالهم».

 كاتبة مشهورة

الكاتبة والصحفية اليسارية الإسرائيلية، «أميرة هاس»، كانت ضمن المشاركين فى الاحتجاجات، وفى لقائها الأخير مع برنامج «الديمقراطيّة الآن» الأمريكى، الذى تقدمة إيمى جودمان ونرمين شيخ، تحدثت عن مشاركتها، وعن انتقادها للانتهاكات الإسرائيلية، فى مقالاتها الأخيرة بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، التى عملت فيها كمراسلة صحفية من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة لأكثر من 30 عامًا.

وفى وصفها لمشهد الاحتجاج قالت: لقد كان تعبيرًا عن الحزن والصدمة المشتركة للناس، لليهود، الذين كان شعارهم الرئيس «ليس باسمنا»، و«وقف إطلاق النار فورًا». وبالنسبة لي، كان من المهم جدًا أن أكون هناك. لذلك كنت هناك كفرد، كيهودي، وليس كصحفي. كان هناك عدد غير قليل من الإسرائيليين الذين أعرفهم يعيشون أو يدرسون هذه الأيام فى الولايات المتحدة.

كان الأمر أيضًا، أننا جميعًا بحاجة إلى هذا النوع من الدعم، والذي، بالمناسبة، لا يُسمح به للفلسطينيين. هناك أماكن فى جميع أنحاء أوروبا لا يُسمح فيها للفلسطينيين بتنظيم مظاهرات تضامنًا مع شعبهم القتيل فى فلسطين. نحن اليهود نتمتع بامتياز أنه يمكننا القيام بأشياء لا يُسمح للفلسطينيين القيام بها.

وقالت: «أعلم أنه جرت بعض المظاهرات للفلسطينيين هنا فى الولايات المتحدة، لكن يتم إسكات الفلسطينيين، ولا يحترم إحساسهم بالحزن، ويطلق عليهم اسم «مؤيدى الإرهاب»، لقد كنت فى بوسطن، ويمكننى أن أقول إنه حتى كلمة «فلسطيني» غير مسموح باستخدامها فى أى نوع من البيانات الرسمية».

وأضافت أنها «كيهودية يمكننى إدراك هذا الشعور بالنبذ من قبل العالم كله، وعدم الاستماع لى أو هذه اللامبالاة التى يظهرها العالم تجاه محنة الفلسطينيين، ومعاناتهم الصادمة.

بصفتى يهودية، ابنة الناجين وحفيدة اليهود الذين قتلتهم ألمانيا النازية، من واقع هويتى وإحساسى بالغضب واليأس، يجب أن أقول: اليأس ينمو ويزداد كل يوم وكل دقيقة».

وأوضحت: «لا أعتقد أن حماس يمكن محوها. ويمكن أن تزدهر خارج غزة. لكننى لا أفهم خطتها السياسية فى الوقت الحالي. هل يريدون تحرير فلسطين كلها، فلا يهم إذا كان الأمر سيستغرق 50 عامًا، 80 عامًا، وعلى حساب حياة الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا أعرف من سيعود إلى البلاد؟ من سيعيش فى هذا البلد المدمر إذا كانت هذه هى الخطة؟ إذا كانت الخطة سياسية مباشرة، فهل من الأسوأ أن نسأل، ونطالب بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الحاليين فى السجون الإسرائيلية، والتكلفة باهظة إلى هذا الحد؟ أعرف بعض السجناء فى السجن الآن. ولا أعتقد أنهم سيكونون سعداء بإطلاق سراحهم، بفضل مقتل آلاف أو عشرات الآلاف من الفلسطينيين».

حاخام يدعو إلى السلام

وقال الحاخام اليهودى ديفيد وايز المتحدث باسم جماعة (ناطورى كارتا) المناهضة لإسرائيل: شاهدنا هجمات شديدة الهمجية من الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين ونحن كيهود غاضبون بسبب ذلك.

وأضاف «وايز» أن الجماعة اليهودية نظمت عدة تظاهرات للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلى فى دولة فلسطين، متابعًا: «نحن باسم اليهود ندافع عن ديننا وما تفعله إسرائيل مع فلسطين ضد اليهودية».

وأكد أنه يهودى متضامن مع فلسطين، وارتدى العلم الخاص بها فى شوارع أمريكا، لافتًا إلى أن العقيدة اليهودية تؤكد أننا خلقنا لنعيش فى المنفى وليس لنا دولة.

وشن وايز هجومًا ضد الإعلام الأمريكي، قائلًا: «الإعلام الأمريكى مضلل متحيز وعنصرى فى تعامله مع القضية الفلسطينية»، مؤكدًا أن ما فعلته إسرائيل فى قطاع غزة مفزع ومروع.

وفى السياق نفسه، دعا شهار هاشامايم، حاخام إندونيسى فى المعبد اليهودى الوحيد فى أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان إلى السلام وإنهاء القتال بين إسرائيل وحركة حماس.

 نشطاء يهود

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يرصد نشطاء يهود مناوئين للكيان الصهيونى وممارساته العدوانية ضد الفلسطينيين.

وأكد النشطاء تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، مؤكدين رفضهم لما يفعله الكيان الصهيونى من ممارسات غير إنسانية ضد أهل الغزة.

ورفض النشطاء قطع المياه والكهرباء عن سكان غزة، وطالبوا الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن الكذب وإعادة الأرض لأصحابها.

وأكدوا أنهم كيهود يرفضون الظلم الذى يمارسه الكيان الصهيوني، وأن إسرائيل دولة ظالمة. وعبر حسابها على «إنستجرام» نشرت المنظمة اليهودية اليسارية، صورًا للمحتجين وهم يحملون لافتة مكتوبًا عليها: «يهود يقولون: أوقفوا الإبادة الجماعية للفلسطينيين»، مشيرة إلى اعتقال السلطات الأمريكية العشرات منهم.

وقالت المنظمة إن أكثر من 100 متظاهر، تتراوح أعمارهم بين 20 و85 عامًا، جرى اعتقالهم، بينهم نائبان عن نيويورك، وحاخامات، وأحفاد ناجون من «محرقة اليهود» خلال الحرب العالمية الثانية (هولوكوست).

وانتقدت المنظمة، دعوة الجيش الإسرائيلى المدنيين فى غزة إلى الانتقال إلى الجنوب فى غضون 24 ساعة، بعدما جمع الدبابات تمهيدًا لغزو برى متوقع.

وأشارت إلى أن الأمم المتحدة اعتبرت إجلاء الجميع «أمرًا مستحيلًا مع انقطاع إمدادات الكهرباء وانقطاع الغذاء والمياه فى القطاع بعد أن فرضت إسرائيل حصارًا شاملًا على السكان».

وفى بيان قالت المنظمة: «نحن ندعو إلى وقف فورى لإطلاق النار لوقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين فى غزة، وأن يتخذ قادة الأغلبية الأمريكية إجراءات لمنع المزيد من الخسائر فى الأرواح».

وأضافت: «يجب ألا نفاقم العنف من خلال تسليح الحكومة الإسرائيلية؛ لأنها ترتكب فظائع جماعية. هناك طريقة واحدة فقط لإنهاء العنف وهى معالجة السبب الجذرى لما نراه: 75 عامًا من الاحتلال العسكرى الإسرائيلى والفصل العنصري».