الأربعاء 9 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بلال فضل كاتب «الجلا جلا»

بلال فضل كاتب «الجلا جلا»
بلال فضل كاتب «الجلا جلا»


فى الأحياء الشعبية زمان. كان الحواة يقلبونها «دندرة». فيكفون عن «التشخيص» و«التهجيص». ويتوقفون عن الاندماج، ليضربوا الجماهير، ويفرقوا «اللمة». احتجاجا على اكتشاف أحدهم الحيلة وفقس الملعوب.
 
لما يسقط فى يدهم، كانوا يضربون الجماهير، مع أنهم وقفوا للاسترزاق من الجماهير. يلعنون المتفرجين، مع أنهم يبدأون اللمة، بطلب وجه الله، والصلاة على النبى.. ابتغاء مرضاة المتفرجين.
 
معلوم. حاوى زمان غلطان.
 
كثيرا ما خانته خفة اليد، فوقعت الكورة، أو بان المستخبى فى «كم القميص». وقتها لم يكن مطلوبا من الجمهور، الاستمتاع بخداع لم يتقنه «الحاوى» أغلب الأوقات.
 
أتعهد بالتزام الأدب مع بلال فضل هذه المرة. فأنا أحبه فى الله. لكن قد أسبه فى الوطن.
 
وقبل خمس سنوات، لما راجعناه، بغليظ الكلام، وفج القول. ولفتنا نظر إبراهيم عيسى، لخطورة إيوائه. قالوا لنا: «مزقوقين».
 
على صفحات الإنترنت وقتها. كتبوا غزلا فى «الوطنى الثائر» راغب وجه الوطن. راجى، إرادة الجماهير.
 
فى المقابل، وصفونا بالمأجورين، ضد مصلحة المصريين. آثرنا الصمت وقتها. فالحواة، يخادعون، لكن ألاعيب الثلاث ورقات، لا تصمد كثيرا. وعندما تختمر الظروف. وتختبر الأشخاص، وتمحصهم.. تنكشف الألاعيب القديمة. ويضطر بعض الثوريين إلى خلع ملابسهم الداخلية.
 
اختبارات الأحداث، تنسف الأشخاص. وامتحانات الأيام، تقتل خيالات المآتة. كما تنسف جرافينا، الحمامات القديمة.
 
لا يود بلال فضل الإيمان، بأن على الحاوى إتقان «الثلاث ورقات» كى يستمر فى أكل العيش. لذلك ليس عليه أن يلعب «بصرة» بطريقة شلح.. أو مساكة الملك.
 
ولو لم يتقن الحاوى، جاز ململة المفترجين. وقتها، لا يجوز لحاوى عقاب جمهوره، لأنه هو الذى كشف نفسه. فلم يطور فى طريقة إخفاء البيضة، وإظهار الكتكوت.
 
قالك: منعولى مقال. رغم أنه هو الذى كتب فى ملاحظاته للجريدة مع المقال: إما أن تنشروه كله أو تمنعوه كله.
 
هو الذى أراد منعه. سعى من قبل لمنع أكثر من مقال. وله قصص كثيرة، فى هذا الشأن.. ليس لها وقت، ولا أهمية.
لبعضهم فى المنع والمصادرة مآرب كثيرة. ربما تعلم بلال من أستاذه، أنه لما يضيق الحال، وتتزاحم الأزمات، وتحاصره الذنوب، عليه أن يلقى بنفسه أمام أول سيارة، ليقلب الدنيا، ثم يعيش شهيدا.
 
فى «روزاليوسف»، ونحن صغار، صنع بعضهم الكتب، ويوم النشر، رفع سماعة التليفون لإبلاغ الأزهر، باسم الكتاب، وما فيه من ملاحظات. وعندما يصادر الأزهر الكتاب.. يخرج الأستاذ على صفحات الجرائد، شهيدا.. شهيدا.
 
سعى بلال للمنع. وكان ما أراد. لكن لأن ألاعيب الحواة، القديمة، باتت قديمة. لم تعد تنطلى «الثلاث ورقات» على كثيرين .
 
من ساعات قعداتنا على القهوة، قبل أكثر من 12 عاما، ويفضل بلال تصدير نفسه، كأحد رعاة إرادة المصريين. يصافحك، فتلمح فى عينيه نداء بأنه، وكيل مطالب المطحونين، والمهمشين، وضحايا تصلب الرأى. من زمان، وهو يقدم نفسه، بأنه ضد حجر النخبة على جواهر، قاع المصريين.. كما كان يسميهم.
 
الآن ظهر أنها كانت شعارات.. وكلام فارغ. فقد تحول بلال، الآن ضد رغبة المطحونين، والمهمشين، البسطاء.. الداعمين لترشح المشير عبدالفتاح السيسى للرئاسة.
 
فلما، طلب البسطاء، ما لا يراه بلال صحيحا. ولما أفصحوا عن رغبات، لم تاتِ على هوى أبو البلابل. لما طالبوا المشير بالخروج، باعتباره الحل الأسلم والأمثل، لبلد جريح. خرج بلال يشتم المصريين. ولسان حاله: العيب فى الشعب!
 
غريبة. ولما هاجمه الشعب، وشرحوه على مواقع التواصل الاجتماعى، قالك مؤامرة.. وجلس يفكر ويفكر، عله يمسك بتلابيب المؤامرة، التى أخرجت الشعب.. عن الخط المرسوم. ولما أسقطه الشعب، رفض السقوط. وانتظرها فرصة، ثم قطع شرايين يده على أبواب جريدة الشروق وقالك: منعولى المقال.
 
دعا المصريون السيسى للترشح. رأيهم كده. شايفين كده. يزعل بلال ليه من كده؟
 
ألم يعتل، قبل سنوات، سطح عمنا أحمد فؤاد نجم فى المقطم، يخبط على رجل العامل والصانع، ويواسى الصرماتى مشيرا فى مقالاته إلى أن: همه دول الشعب.. لو عايزين رئيس اسألوا هؤلاء. ولو عاوزين، تعرفوا كيف يمكن أن نصلح البلد.. فراقبوا مطالب هؤلاء؟
هل كان كلاما فى الهواء، بغرض الاسترزاق، وإظهار البساطة والإيمان بالمقهورين، والمهمشين؟
 
يبدو أنه كان كذلك. أظهرت الظروف ذلك، لأنه لما نادى الصانع، والعامل السيسى.. قالك أبو البلابل: فيه حاجة غلط.
 
وظهر أنه كانت لدى بلال، رغبة فى حالة. وأمل فى لون، كتبه على نفسه، ودعا الآخرين لتصديقه. مع أنه لا كان مؤمنا، ولا كان يقصد.
 
ثم ما الذى يرغم جريدة خاصة على الاستمرار فى نشر ترهات، بلال أو آخرين؟ هل بدعوى الحريات، أن تفرض على الصحف.. نشر شذوذيات علاء صادق، أو لف ودوران توكل كرمان؟
فى قانون الصحافة ما يعرف بشرط الضمير. يجيز شرط الضمير قانونا، للصحفى، إيقاف التعامل لمخالفة الصحيفة سياسات الاتفاق أو سياسات التحرير. يجوز للصحيفة أيضا ما يجوز للصحفى.
 
لاحظ أن بلال، غاضب من صحيفة كفته عن الكتابة، تحيزا للمشير السيسى، كما قال، على غير الحقيقة. بينما هو الذى غلط كثيرين، غلطوه زمان، للاتفاق مع نفس الجريدة التى ساهم صاحبها بقدر ما فى «مشروع القراءة للجميع».
 
قالوله تكتب مع أحد شركاء سوزان مبارك؟ تعلل بأنهم لا يفهمون.
 
قبل أيام، قالك بلال إنه سيبحث عن مكان آخر للكتابة الورقية، فهو لا يحب العمل فى الفضاء الإلكترونى. ثم نشر مقاله اليوم التالى فى الفضاء الإلكترونى. فرصة لا يمكن أن تعوض. كما فى حبس أقسام الشرطة «يعور» المتهم نفسه، ويقطع شريان يده. بلاية على الضابط. لم يضيعها أبوالبلابل، مناسبة للمكاسب، واللت والعجن.. والقيل والقال.
 
لما عبنا على إبراهيم عيسى إيواءه، قبل سنوات. قلنا إن بلال «ثورى على ما تفرج». وأن الفارق كبير، بين معاداة رأس النظام. وبين مسالك إسقاط الدولة. وقتها رد بلال بأننا ضالون مضللون. ولم نكن كذلك.
 
فقد عاد بلال، وسب إبراهيم عيسى، لما بدأ عيسى يردد ما كنا نقوله، قبل يناير. ورأى بلال فى الذى يقوله إبراهيم، أستاذه، وولى نعمته، افتئات على «حق الثورة».
 
قبل سنة،، سخر أبو البلابل، من فريق حمدين صباحى، لما وصفه أحدهم بأنه لم يعد ثوريا.
 
فعلوا ذلك، لما أعلن أبو البلابل دعمه، عبد المنعم أبوالفتوح. قالك بلال وقتها، إنه لم يكن يعلم، أن صباحى، امتلك صكوك الثورة، ومستندات تسجيل الثوار.
 
النهارده عاد بلال، دون أن يدرى، لشائعة امتلاكه دفاتر الثورة، وصكوك تسجيل الثوريين.
 
عاد الكرة، ومارس ما عاب على آخرين أن يمارسوه. يوما بعد يوم، يتأكد أن هناك من ثاروا على الفساد، طلبا لفرصة للفساد. ظهر أن كل ما عابوا عليه، النظام فى الماضى، من تصلب رأى، وانفصال عن الشارع.. جددوه بقدرة قادر وأعادوا إنتاجه.. وغضبوا لما لم ترض الناس.. ولما ثار عليهم الشارع.
 
بنى أبوالبلابل مقاله الممنوع على رئاسة هيكل لحملة المشير السيسى. لم تكن المعلومة صحيحة. وفى المقال سأل هيكل: ألا مازال حتى الآن يؤمن بأن العسكريين لا يجب أن يحكموا؟
 
اتهم هيكل بتغيير أفكاره، وأن كلامه ليلا مدهون بزبدة، يطلع عليه النهار يسيح. صحيح هيكل يغير أفكاره.. لكن أبوالبلابل هو الآخر يفعل.
 
بعيدا عن مغالطات، ومعلومات مفبركة، فى مقال ليس هنا مجال للدفاع عن جريدة منعه. لكن المهم أننا لا نعلم السبب خلف رفض أبوالبلابل التسليم بأن المصريين يريدون السيسى رئيسا؟
 
 لا أحد يعلم أيضا، ما الذى يجعل أبوالبلابل متأكدا، من أن تهويماته، ونظرياته، عن الثورة الدائمة، والدس بين المصريين ومؤسسات الدولة، يمكن أن يتقبلها مصريون جربوا، وتأكدوا من أن بلال والذين مثله ضحكوا عليهم، وأن البسطاء هم الذين عانوا، أبوالبلابل والذين مثله لم يعانوا.. ولم يكفوا عن الكلام، ولا الاسترزاق من فلوس الفضائيات، لتعيلم الشعب ما الذى يجب أن يريد.
 
من أين يؤتى أبوالبلابل ثقة، يظن بها أنه فوق جبل الطور. بحوزته ألواح الوصايا، ومفردات الشريعة؟
 
على الإنترنت، قالوا: يعانى أمراض «الزبدة المفرطة». ولاد الحرام، نشطاء الإنترنت. قصدوا أن شره إقباله على أكل الزبدة، ظهرت على وزنه، وخلفت أعراض تصلب شرايين، عادة ما تمنع أصحابها من التفكير السليم.. وردود الأفعال السوية.
 
ينطق بلال كثيرا عن الهوى. لكن أعراض الكوليسترول تنسيه ما كان.
 
هو حر. لكننا أحرار أيضا فى أن نصدق، أو لا نجاريه. أحرار نحن فى أن نكذبه ونزدريه. أحرار فى أن نخلع عنه رداء الحكمة، ونطالبه بأن يعود إلى صفوف الجماهير، والتلامذة، ليتعلم من أول ز - ر - ع، ونطلب إليه أن يعيد تعلم حروف الجر .. وأحوال الجملة الاسمية والفعلية.
 
فى الماضى طلع بالبرادعى السما. وكانت طلعاته.. إثماً وشرا مستطيرا. ليس حكمنا نحن، فقد أظهر الواقع، البوب، كما أظهر أن بلال، لم يكن يعلم، رغم إدعائه العلم.
 
رفض أبوالبلابل، فض اعتصامات رابعة والنهضة، بالعنف، والقوة. مع أنه هو الذى دعم الثورة على مبارك بالعنف والقوة، ودعم أيضا الخروج على مرسى بالعنف والقوة.
 
قالك: المتظاهرون، سلميون، بينما، امتنع عن الحديث عن صواريخ سام 6 التى وجدوها مع دعاة الشرعية فى سيناء، ورصاصات التسعة مللى، التى اختفت من الأسواق، وبدرها السادة السلميون، على الأرض، وفى صدور المارة، وضباط قوات النظام أمام جامعة القاهرة، باسم الشرعية، وأكل «اللية»!
 
ارجع ليوتيوب، تعرف كيف يفكر أبوالبلابل، أو عمرو حمزاوى، أو الدكتور زياد بهاء الدين. لا يفرق عن طريقة تفكير أى طالب مراهق، تحاصر عقله، سنوات الصبا الأولى، أسئلة، متشعبة، غالبا ما تكون إجاباتها مشوشة فى تلك المرحلة من العمر.
 
خد عندك ما قاله عن عبدالمنعم أبوالفتوح كمثال.
 
لكن لماذا أبوالفتوح بالذات؟ لأننا نعتبره نموذجا، مكشوفا «بهدوء».. وبلا صخب. كشفته الظروف، وإشارت إليه ثلاث سنوات من المراوغات.. وطق الحنك.
 
التزمنا الأدب مع أبوالبلابل، هذه المرة على نن عينا. فهناك من القول ما هو أفظع، وأقذع. لكن، الضرب فى صريع الكوليسترول حرام. إكرام الميت دفنه. لكن الدهشة، فى من مات، ولا يريد أن يدخل القبر. بدعوى أنه فى الدنيا وجيها، وفى الآخرة وجيها.. وأنه نبى من الصادقين.
 
بعضهم، يتصور أنه إن مات فسيحيا. لا لشىء، إلا لأن الثوار لا يموتون. أبوالبلابل من هؤلاء.
 
بعد يناير، دخل المصريون فترة التجربة. فطلع اللى تحت فوق، ونزل إللى على الرف، وقال وتكلم. وإللى على الشجر.. راح على النخل. وإللى بره، دخل جوه، وخرج من فى السجون، وتحول القتلة إلى أبطال باسم الحريات.. والديمقراطية.
 
كله انكشف وبان. فلا يعقل، أن يلزمنا أحدهم، إعادة التجربة، واعتقاد ما يعتقد. رغم أننا شاهدنا ولمسنا. ولا يمكن، أن يجبرنا أحدهم على رؤية ما يرى، وإلا خلع عنا رداء الصلاح.
 
حل مرضى تصلب الشرايين، وصرعى أعراض الزبدة المفرطة فى العلاج. لا فى طلب «شهادة كده وكده» على عتبات الجرائد الخاصة، فى دنيا الكلام.
 
 لا ننكر، أن أبوالبلابل، فى وقت النايبة، كان حالة ونموذجاً. خدع الشارع، بعدما قدم نفسه، بوصفه مراقباً ناقداً رصيناً.
 
ولما فهمنا الحقيقة، ذهب أبوالبلابل مغاضبا، مصرا على أن نظل «مع الرصين».
 
جتها إيه أعراض الزبدة المفرطة. يلعن أبوه تصلب الشرايين، والكوليسترول.. وتهويمات «ثوريين» على ما تفرج.