الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ما ذنب «النضال الشعبى» فى خيانة نشطاء وركوب الإخوان على الثورة؟!

ما ذنب «النضال الشعبى» فى خيانة نشطاء وركوب الإخوان على الثورة؟!
ما ذنب «النضال الشعبى» فى خيانة نشطاء وركوب الإخوان على الثورة؟!


أكد مسئول الحركات الشبابية عن تحركات وحشد ثورة 25 يناير «عمرو عز»، أن ما تتعرض له ثورة يناير من تشويه، سيكون له أضرار قاتلة تأتى بأفعال انتقامية من الشباب، كما ظهرت البوادر فى الاستفتاء على الدستور، بسبب عودة ظهور بعض المحسوبين على نظام مبارك، إلا أنها ستظل أكثر العلامات المشرفة فى النضال الشعبى، وتاريخ الدولة فى العقود الحديثة، وليس معنى أن «الإخوان» ركبوا الثورة وأخذوا كل مزاياها، وتاجروا بالدم ثم وصلوا إلى السلطة لتنفيذ مخطط إسقاط مؤسسات وطنية، وفرض فكرة الخلافة التى تتطابق مع مخططاتهم، وليس معنى أيضا وجود أخطاء بتراجع بعض الثوار، أو أخطاء خاصة بنشطاء سياسيين صدر ما يدينهم، أن يتم تشويه ثورة يناير العظيمة.
 
إيجابيات 25 يناير، ستظهر فى التطورات القادمة، ويكفى أنها ثورة أدخلت جميع فئات وقطاعات الشعب المعادلة السياسية، التى كانت محظورة على الجميع، ليكون المواطن هو صاحب القرار والسلطة، فالشعب الذى وجد أن استقلاله فى يديه، قام بالإطاحة بنظام أحضره إلى السلطة وأزاحه منها عندما وجد أنه انخدع فيه.
 
∎ هل خططتم لثورة أم كانت مظاهرات رافضة للأحوال فقط؟
 
- فى هذا التوقيت، كنت المسئول العام للعمل الجماهيرى فى حركة 6 أبريل، وهذه المسئولية تدور فى التخطيط لتحركات الشباب، ومحاولات جذب المواطنين العاديين لأفكارنا الرافضة للظروف الاجتماعية، وكيفية تنفيذ هذه المظاهرات، التى لم تكن بدايتها فى 25 يناير فقط، نزولنا كان قائما على مطالب اجتماعية بحتة، تتعلق بالمأكل والعمل وتوفير المسكن، ولم نتطرق حتى لتحسين الصحة والتعليم اللذين هما أساس الحال الذى وصلت إليه الدولة، لم نكن نطمح فى أى شىء سوى الاعتراض، وكان معظم من حولى يعملون فى هذا الإطار، هو بعث رسالة اعتراض للنظام على استحقاقات آدمية يجب توفيرها للمجتمع خاصة الشباب.
 
∎ إذن ماذا حدث وأوصل الأمر إلى واقع نتائج 25 يناير؟
 
- الأحداث فى المنطقة كانت تتصاعد مع ما يحدث فى تونس، التى أسقطت نظامها المتشابه مع النظام المصرى، وكانت التداعيات هناك مرتبطة بالواقع الذى نعيشه، فتغيرت أشكال مطالبنا البسيطة، فعند النزول لم يكن حتى فى ذهننا الوصول إلى مطلب إقاله وزير الداخلية وتطهير الشرطة، فهذه مطالب صادمة من ناحية السقف العالى، ومع لحظة النزول، تبلورت مطالب أخرى، هى أيضا محدودة فى هذا التوقيت، وهى «عيش- حرية- عدالة اجتماعية»، وإقالة وزير الداخلية كمطلب فرعى، وذلك فى مساء أيام 25 و 26 و27 يناير، ولكن الوضع تحول تماما مع يوم 28 وأصبحت المطالب أكبر وأضخم، وذلك مع نزول الجيش، ووضوح قوة الشباب فى جذب الشارع إليهم ليصبح المطلب: «الشعب يريد إسقاط النظام»، وأن يغادر «حسنى مبارك» السلطة، ونقيم نظامًا جديدًا، ومع تصاعد الأحداث وتأخير النظام فى التعامل، تتصاعد المطالب إلى أن وصلت إلى محاكمة مبارك وليس عزله فقط.
 
∎ 3 سنوات مرت عاش فيها الشعب أيامًا هى الأصعب فى فترتين انتقاليتين.. وجماعة انتهازية تاجرت بالدولة والشعب تم إسقاطها فى 30 يونيو.. هل ندمت وندم من حولك على إسقاط مبارك؟
 
- ستظل 25 يناير، أكثر العلامات المشرفة فى النضال الشعبى، وتاريخ الدولة المصرية، وليس معنى أن «الإخوان» ركبوا الثورة وأخذوا كل مزاياها، وتاجروا بالدم ثم وصلوا إلى السلطة لتنفيذ مخطط إسقاط مؤسسات وطنية، وفرض فكرة الخلافة التى تتطابق مع مخططاتهم، وليس معنى أيضا وجود أخطاء بتراجع بعض الثوار، أو أخطاء خاصة بنشطاء سياسيين صدر ما يدينهم، أن يتم تشويه ثورة يناير العظيمة، وسيظهر فى التطورات القادمة التأثير الايجابى السياسى والاجتماعى والجماهيرى لـ 25 يناير فى المستقبل القريب، على الأقل هى ثورة أدخلت جميع فئات وقطاعات الشعب المعادلة السياسية، التى كانت محظورة على الجميع.
 
∎ ولكن هناك من كفر بالثورة ممن نزلوا فيها بعد أن اكتشف المؤامرة الخارجية؟
 
- ولكن أيضا، ثورة يناير هددت مصالح أشخاص كثيرين فى الدولة، كانوا قائمين على الفساد المالى والسياسى، لا أقول إنها ثورة قضت على الفساد، ولكن إذا كنا سنتحدث على الإطار العام، فهذه الثورة المستفيد الوحيد منها هو الشعب، فإذا كانت تتعرض للتشويه حاليا، فهى ليست بمحل من ذلك لأن من شوهوها، هم بعض السياسيين ورجال الأعمال الفاسدين، بمعاونة بعض الأشخاص الذين تصدروا المشهد فى ميدان التحرير، ليسوا على قدر المسئولية، ولديهم مشاكل شخصية وتطلعات فردية، وفى النهاية فإن كل نجوم ثورة يناير لم تكن لديهم المقدرة على صناعة الحدث، فالصانع هو الشعب الذى انضم إلى الشباب، فلا داعى لاعتماد المغالطات القائمة على أن اكتشاف أشخاص خائنين للوطن يعملون لمصالح خارجية، فنقوم بتخوين جميع الشباب ، فهذا أمر مستفز.
 
∎ وما رأيك فى الوثائق الجديدة؟!
 
- ما خرج ويخرج من وثائق، يدين أشخاصًا كانت بارزة فى المشهد، أنا أرى أن اختزال الثورة فى شخص أو مجموعة ظلم لأغلبية شريفة، ثورة يناير كانت لها أخطاء وهذا أمر طبيعى، لأن مناخ الدولة عبر عقود سابقة، قام على الكبت، فضلا عن أن الأجهزة الأمنية فى هذا الوقت كانت تضع نصب أعينها حماية أشخاص بالنظام وليس حماية الدولة، وهو ما أوجد أيادى ملوثة تشوه الإرادة الشعبية والطموح الشبابى، هذه أخطاء من الدولة والشباب، يناير بريئة منها، والإخوان استغلوا الضعف السياسى للقائمين على الثورة، وحصلت على مكاسبها بالتشويه الذى نعود الآن ويستغل أيضا من جانب الإخوان، فى حين أن هناك معادلة بسيطة تخرجنا من هذا المأزق، وتبعد بنا عن الاستفزاز لقطاع الشباب، وهى أن الغالبية العظمى من الذين شاركوا فى يناير، تواجدوا بكل قوة، فى 30 يونيو، ومن هم فى 25 يناير أعطوا شرعية لـ 30 يونيو، وانضموا إلى جبهة مناهضة تشويه يونيو على أنها انقلاب عسكرى، وهنا فى هذه الحالة نقدم أرضية خصبة لمن يصدرون أحاديث تقدم ولا تأخر، فى الوقت الذى يريد فيه آخرون البناء وتحقيق نضال شعبى دام أكثر من 3 سنوات، ولكن تصطدم هنا بمن يريدون إسقاط الدولة بإيجاد إحباط لدى الشباب، وللأسف معظم المنابر الإعلامية تغذى ذلك.
 
∎ هذا له علاقة بفكرة عزوف الشباب فى الاستفتاء بشكل غير متوقع؟
 
- الاستفتاء مر ظاهريا بالنتيجة التى نحتاجها، ولكن ماذا عن القادم؟!، فكرة التشوية تساعد على تجييش شباب وطنى فى صفوف الإخوان، لأنها صفوف ترفض عودة نظام مبارك، لا سيما مع ظهور من لديهم غل ضد ثورة يناير، هذه الظاهرة جاءت بظاهرة أخطر وهى عزوف الشباب، معنى ذلك أنك تفقد القطاع المؤثر، لنجد الشباب يتعامل بفكرة الانتقام ضد تشويه الثورة، وهنا يجب تدخل مباشر للدولة.
 
∎ أليس من الظلم لقطاعات مجتمعية أخرى تصنيف الشباب على أنهم القطاع المؤثر؟
 
- بدون الشباب الوطنى لا يوجد مستقبل للبلد، ثورة يناير تحركت عبر ألف شاب فقط فى كل المحافظات، وانحاز إليهم ملايين الشباب، وهنا تجد شعورًا حاليًا مسيطرًا عليهم بتهديد ما وصلوا إليه، فيتخذون مواقف قائمة على منع الأمر الخطير الذى يهدد مستقبلهم، ونأتى بعد ذلك باللوم عليهم، عندما ينجذبون لشعارات الإخوان التى تستغل غضبهم، حالة الشباب الآن هى كالآتى: يرون صورة استغلالهم فى 25 يناير من جانب الإخوان الذين حصلوا على المكاسب بعد 11 فبراير، مع النظام الحالى بأنه يوجه هم طعنات باستغلال ثورة 30 يونيو التى أطلقوها، منذ أحداث الاتحادية.
 
∎ فى النهاية.. إلى أى مدى استغلت ثورة يناير من الخارج؟
 
- مصر ليست بالدولة الصغيرة فى المنطقة، فهى الأكبر، وبالفعل حدثت تدخلات خارجية والسبب فى ذلك كما قلت تقصير المسئولين عن الأمن لأن الفلسفة التى كانت قائمة هى حماية أفراد النظام وليس الشعب والدولة، فى حين أن هناك شبابًا فى الميادين منشغل بقضيته، فماذا كان يفعل؟!.. اللعب من الخارج فى الداخل كان أقوى من أى شىء، فالأتراك عملوا على إقامة دولة الخلافة القائمة على مصر فى هيكلها، وذلك عبر الإخوان، وهذا كان استغلالاً صريحًا ليناير، والأمريكان موقفهم وضح وهو مقاتلتهم على مشروع الإخوان.