الأقصر بلدنا.. بلا سُياح

حنان خواسك
ساعات ويذهب عام 3102 أخذ معه الأخضر واليابس الله لايرجعه بيفكرنى بـ 1102 هو بغباوته وصدماته وعنفه والأشكال الضالة المخربة لما تجده جميلاً فى مصر مع فارق طريقة اللبس! رتب لى القدر لقاء مع بعض الأصدقاء ولم نلتق منذ عام مضى ومنهم الخبير الاقتصادى مصطفى إبراهيم الذى أثار حديثه اهتمامى كما لو كان ضغط على جرح يؤلم كل المصريين فى العام الماضى وما قبله بعامين!
أخبرنى أنه قضى أسبوعاً فى مدينة الأقصر ضمن وفد يمثل جمعية الصداقة المصرية اللبنانية يرأسها السيد سمير فهمى وكانت الرحلة على شرف السفير اللبنانى بالقاهرة دكتور خالد زادة وقد قررت الجمعية الذهاب إلى المدينة العريقة تحدياً للإرهاب الأسود واستمتاعاً بالطبيعة والآثار التى تنفرد بها مصر دون العالم! طلبت منه أن يقص على تفاصيل الرحلة! حدثنى عن حفاوة استقبال أهل المدينة وسعادة الوفد بالمناخ! قلت له ولكن؟! «أريد أن تخبرنى عن السلبيات» توقف عن الحديث للحظات وارتسمت على وجهه علامات حزن وأسف ليخبرنى أنه كان ضمن برنامج الرحلة زيارة معبد حتشبسوت فى البر الغربى ورغم أن عمره 3 آلاف سنة إلا أن ألوانه لم تتغير ونحن لا نعلم قيمة هذه الثروة ونستجدى مجىء السياح! متسائلاً بأى منطق؟! الجديد وما قصه علىْ أن هذه الرحلة كانت تكلف الفرد حوالى 006 دولار لكنه فوجئ أنها تكلفت 0082جنيه مصرى فى أسبوع! ما آلمنى أن سائقى الحناطير اصطفوا ليلاً انتظاراً لأسبقية حجز اصطحاب البعض مقابل 03 جنيهًا مصريًا فى حين كانوا يحصلون على 01 دولارات! غير أنهم اخترقوا ثمانية مراكب داخل المياه للوصول من المركب التى استقلوها وحتى الوصول إلى المرسى! كلها مراكب لا تتحرك وقد امتلأت بالأتربة والعنكبوت رغم فخامتها إنه أحد صفوف المراكب! والكثير من الفنادق مغلقة تماماً فى حين أن فندق الأقصر الذى صمم فى لاس فيجاس الأمريكية كنموذج للأقصر المصرية يزوره 21 مليونًا كل عام! هذا ما يخططونه لمصر.. الخراب حتى الوصول والسيطرة على خيراتها ومحو تاريخها وهو ما لن نسمح به مطلقاً نحن شعب مصر! هنا أتصور تطبيق نموذج عمل المحافظ السابق دكتور سمير فرج وكان له آداء وفكر منفرد فى حل الأزمة وفى عقد الاتفاقات وحل مشكلات الأهالى بالأقصر ما كان يستحيل معه وقف العمل إلى حد تراكم العنكبوت مع حفاوة المحافظ الحالى بالوفد الزائر لكن المشكلة هنا المواطن الأقصرى وشلل مدينة تضم وحدها ثلث آثار العالم أتصور عقد اتفاق مع وزير السياحة على فتح كل الفنادق أمام المصريين الذين يصل تعدادهم إلى 09 مليون مواطن بأسعار أعلى قليلاً من التكلفة ودعوة الشعب المصرى للتعرف على تاريخه ما يخلق لدى الأبناء الانتماء والتعلق بتاريخ وطنهم وليعلن شعب مصر أنه سيعيد السياحة لبلده العظيم بالجهد الذاتى دون دعوة السائح الأجنبى.. يأتى وقت ما يشاء! وإلى الباحثين عن الرحلات السنوية وأحيانا نصف سنوية إلى تركيا وقبرص والخارج أليس من المنطق مؤازرة وطنكم وشعبه وقت المحنة غير أنكم ستحققون سعادة عودة السياحة الداخلية؟ أوجه حديثى أيضاً إلى رجال وسيدات الأعمال المصريين الذين يؤلمهم ما آلت إليه السياحة فى مصر والتى كانت تحقق دخلاً قومياً يصل إلى 61 مليار دولار سنوياً متى نصدق أننا نستطيع وبجدية وتحد إنقاذ مصر من مصير أراده لنا أعداء الوطن؟!
إن الله لايغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسِهم.∎