الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

باب الخروج من 2013

باب الخروج من 2013
باب الخروج من 2013


 
2013 عام فقير أدبيا فلم تشهد الساحة الثقافية رواية أو كتابا يستحق التأمل أو حتى الاهتمام، رغم ظهور العشرات من الأعمال المطروحة فى هذا العام باستثناء رواية «نادى السيارات» للأديب علاء الأسوانى التى تكشف رؤية الكاتب لعالم مرتادى نادى السيارات التى تكشف قضايا تمس الإنسان مثل الحرية والعدل والكرامة ولم تستطع الرواية منافسة أعمال استمر نجاحها وتأثيرها فى .2013
المفاجأة أن تتألق روايات من إصدار عام 2012 ويستمر تأثيرها وبريقها فى 2013 وكأنها طرحت فى العام نفسه وهى رواية «باب الخروج» لعزالدين شكرى فشير وكتاب «سر المعبد» لـ د. ثروت الخرباوى. المفاجأة الأكبر أن العملين يتناولان المشهد السياسى الحالى وجماعة الإخوان على وجه التحديد، فالأول تنبأ بخروج الإخوان والثانى تحدث عن التاريخ الدموى للجماعة والعمليات الإرهابية التى قاموا بها.
«باب الخروج» تستحق أن تتوج على عرش الروايات والكتب الأكثر مبيعا لهذا العام، بعد أن اعتلته للعام الماضى ,2012 لكن الذى ما زال يجعلها كذلك هو صدق نبوءاتها التى وردت بها عن حال مصر والمصريين، «باب الخروج» رواية لعز الدين شكرى فشير أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية.
فشير صدرت له ست روايات: «باب الخروج: رسالة على المفعمة ببهجة غير متوقعة» (2012)، «عناق عند جسر بروكلين» (2011)، «أبوعمر المصرى» (2010)، «غرفة العناية المركزة» (2008)، «أسفار الفراعين» (1999)، و«مقتل فخرالدين» (1995). رشحت روايته الثالثة (غرفة العناية المركزة) لجائزة البوكر العربية (القائمة الطويلة)، كما رشحت روايته (عناق عند جسر بروكلين) لجائزة البوكر فى دورة 2012 (القائمة القصيرة). فى ابريل 2011 عينته الحكومة الانتقالية أميناً عاماً للمجلس الأعلى للثقافة فى مصر، إلا أنه استقال من المنصب بعدها بأربعة شهور قائلاً: إنه «يفضل مقعد الكتابة على مقعد السلطة».
تخرج د. فشير فى جامعة القاهرة عام ,1987 ثم حصل على الدبلوم الدولى للإدارة العامة من المدرسة القومية للإدارة بباريس فى ,1992 ثم ماجستير العلاقات الدولية من جامعة أوتاوا فى 1995 عن رسالته فى مفهوم الهيمنة فى النظام الدولى، وبعدها حصل على دكتوراة العلوم السياسية من جامعة مونتريال عام 1998 عن رسالته حول الحداثة والحكم فى النظام الدولى.
كذلك عمل فشير دبلوماسياً بالخارجية المصرية وبمنظمة الأمم المتحدة وذلك حتى أغسطس ,2007 حيث تفرغ للكتابة والتدريس.  
وعن روايته رواية «باب الخروج» والتى تدور فى 9 سنوات من الثورة منذ يناير 2011 وحتى 2020 تمر بأول رئيس إسلامى ثم انقلاب عسكرى عليه ثم تقديم العسكر لمدنيين كواجهة ديكورية لحكم مدنى، ثم تمر على صراعات العسكر مع الديمقراطيين، وأخيراً تتحدث عن صراعات الديمقراطيين وتصفيتهم بعضهم بعضا بدم بارد ليعود العسكر للحكم مرة أخرى. تتغير النظم بعد عودة أحد ممثلى النظام القديم إلى الحكم مرة أخرى بعد أن ذهبت الأحداث إلى تيه الانتقال من حكم العسكر إلى الإخوان إلى الليبراليين والراديكاليين بأنواعهم، حتى العسكر الذين يعودون بالأمور كلها إلى سيرتها الأولى.
صدقت معظم نبوءات شكرى إلى الآن فيما يتعلق باعتلاء الإسلاميين عرش البلاد وسقوطهم قبل اكتمال رئيسهم لمدة الحكم، وأحداث الشغب والاضطرابات فى سيناء، ثم تتولى القوات المسلحة إدارتها لحين اختيار قائد عسكرى يتوافق عليه الشعب، وبعد 9 سنوات يرشح بطل الرواية «عزالدين فكرى» فى 2020 نفسه رئيسا ويتهم بالمجون والهرطقة وإفساد الحياة السياسية.
«باب الخروج» حبكة أدبية مزجت الواقع بالخيال والتحليل السياسى العمق الذى يتميز به شكرى ووضعت أمام السياسيين الأمر لاختيار باب الخروج من الأزمة، قال شكرى فى حوار سابق له: هناك  عنصران رئيسيان للعبور من المأزق؛ الأول أن تتفق كل الأطراف السياسية على إقامة شراكة حقيقية لبناء نظام سياسى، ليس شراكة فى الحكم، وإنما الاتفاق على طبيعة النظام السياسى والدستور وقواعد اللعبة السياسية التى يقبلها الجميع، الثانى هو مصارحة الشعب وقول الحقيقة فأجهزة الدولة منهارة، وتحتاج إعادة بناء تستغرق أكثر من 10 سنوات».
الرواية حققت قراءات تخطت الـ5000 آلاف تقييم وقراءة على موقع «جود ريدرز» كما نالت أفضل رواية لعام ,2012 شكرى لم تنفصل نبوءته عن أرض الواقع بـ«باب الخروج».
الاضطرابات والحرائق لن تتوقف بحسب نبوءة «باب الخروج»: «لكنى أفضّل أن أرى ما حدث كأنه حريق كبير، أسهم فى إشعاله كثيرون، بعضهم بإهماله وغبائه وبعضهم انتقاما، بعضهم عمدًا وبعضهم سهوا وغفلة، ويظنّ كل منهم أن عمله هو الذى يفسِر نشوب الحريق، لكن الحقيقة، والله أعلم، أنهم جميعا شاركوا فى إشعاله، فلا تُتعِب نفسك يا بنى فى محاولة التوصل إلى معرفة حقيقة ما حدث بالضبط، وهل كان الأمر انتخابات مزوَرة أم انتخابات ملغاة أم انقلابا أم إنقاذا أم صفقة لا فرق بين هذه الروايات. المهم أنهم أشعلوها، واستولى العسكر على الحكم بدعوى إطفائها».
وبحسب دار الشروق للطباعة والنشر فالرواية حققت مبيعات عالية لسنة 2013 فاقت تلك فى ,2012 كما تنافس معها روايته «غرفة العناية المركزة» كذلك مع روايات أحمد مراد «الفيل الأزرق» و«تراب الماس» و«فرتيجو».