الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مصر بخير لأن بنتى «زينب» بتاكل مع «أبانوب»

مصر بخير لأن بنتى «زينب» بتاكل مع «أبانوب»
مصر بخير لأن بنتى «زينب» بتاكل مع «أبانوب»


 صريح إلى حد أنه أحيانا لا يطاق بشهادة أعدائه قبل أصدقائه، متغلغل فى الشارع المصرى وكأنه مخلوق من غباره وهمومه، حيث تحمل ملامحه آثار هذه الهموم، أما أفكاره فهى مؤرخ، وأشعاره ثائر، إنه الفاجومى أحمد فؤاد نجم الذى رحل عن عالمنا وترك فراغا كبيرا، ولكنه يبقى رمزا خالدا يتحدث فى هذا الحوار النادر عن أقباط مصر وطبائع المصريين.


∎ لماذا تقول دائما إن الأقباط هم أصحاب البلد؟
 
ـــ التاريخ هو الذى يقول هذا، فالمسلمون جاءوا لفتح مصر وساعدهم الأقباط فى ذلك، ولكن بعد أن امتلكوا مصر عملوا عليهم فردة وأريد أن أقول لك إن الرسول «ص» كان يحب مصر وأقباط مصر وكثيرا ما أوصى المسلمين قائلا: أوصيكم بأقباط مصر خيرا، ومصر كنانة الله فى أرضه من أرادها بسوء قصم الله ظهره.
 
∎ وكيف ترى الفتن الطائفية التى تحدث من حين لآخر؟
 
ـــ مفتعلة.
 
∎ وفى الوقت الحالى؟
 
لا يوجد مصرى يعمل هذا.
 
فيه مؤامرة على الشعب المصرى، مطلوب ضرب الشعب ده، وأنا أرى أن الذى يفعل هذا ليسوا مصريين وأى شخص يساهم فى هذا الأمر لن يفلت من حساب التاريخ، ابنتى زينب لا تأكل إلا مع أبانوب، وأنا أحد أساتذتى فى الحياة عم عبدالملاك الكمسارى الذى كان يقرأ القرآن، وعندما بحثت عن ربع سورة الكهف بصوت الشيخ محمد رفعت وجدته عنده، هل مطلوب أن نرجع مرة أخرى لثورة 19 الدين لله والوطن للجميع، مصر سمعان الخراز، والأفغانى وسلامة موسى ونجيب محفوظ وحسين فوزى، مصر بيرم التونسى الذى عندما أخطأ شخص يدعى قلدس جرجس فى الرسول «ص» وفى أيامنا هذه إذا حدث هذا لكانت المطواة هى التى تكلمت، ولكن عمنا بيرم كتب له قصيدة جميلة يقول فيها:
 
من وقت ما القرآن هبط
 
نزل هنا عمر وربط
 
بيننا وبينكم يا قبط
 
عهود متسجلة
 
عيسى المسيح روح ربنا
 
والست مريم ستنا
 
تنزل فى أعظم منزلة
 
∎ ولماذا لم تنفعل أنت بأى حدث طائفى وتكتفى وتكتب قصيدة؟
 
- لم أكتب لأنى مقتنع أن المسائل دى غير مصرية على الإطلاق ولا أستطيع أن أتخيل هذا وأعبر عنه.
 
∎ وهل أنت خائف على مستقبل علاقة المسلمين مع الأقباط فى مصر؟
 
- لا.. لست خائفا لأنى بصبح وأمسى كل يوم على جارتى أم مايكل فى المقطم وبنتى زينب بتاكل مع أبانوب، وأنا أعرف الأقباط كويس وهم كانوا السبب فى اكتشافى لذاتى كشاعر ووضع قدمى على أول السلم.
 
∎ وكيف حدث هذا؟
 
- فى عام 1959 دخلت السجن- سجن أرمدان- نتيجة لجريمة تزوير فى أوراق رسمية قمت بها للحصول على أموال من شركة عمر أفندى وحكم على بـ 3 سنين، وفى ذلك الوقت كانت فى السجون المصرية مكتبات بها كتب نادرة وذلك بفضل الشيوعيين، وقرأت كل الأدب الروسى وكان مأمور السجن اسمه سمير قلادة غطاس وهو أول عسكرى كتبت فيه قصيدة مديح لأنه كان يرفض تماما معاملة المساجين بالشدة وكان يعاقب أى عسكرى يجده يحمل عصا، وكنت قد بدأت أكتب الشعر حيث تفجرت موهبتى فى السجن، وكان مدير السجن إبراهيم عزت أديبًا يعقد لنا ندوة أدبية كل يوم أربعاء، كذلك كنا نعمل مسرحيات، وعرفت من خلال قصائدى بشاعر السجن، وفى ذلك الوقت قام المجلس الأعلى للآداب والفنون بعمل مسابقة اسمها الكتاب الأول وجاءنى المأمور سمير وطلب منى الاشتراك فى المسابقة، وبالفعل كتبت مجموعة من القصائد كتبها لى على الآلة الكاتبة وأرسلها على حسابه للمسابقة، وفى اليوم السابق لخروجى جاءنى فى الزنزانة وأخبرنى بفوز ديوان قصائد من الحياة والسجن ولا أستطيع أن أصف فرحة عينيه ولا طعم حضنه لى وأعطانى عنوان جمعية رعاية المسجونين وأعطانى ظرفا فيه 15 جنيها كما ساعدنى فى الوصول إلى الدكتورة سهير القلماوى التى كتبت لى مقدمة الديوان وبدورها أرسلتنى إلى الأديب يوسف السباعى الذى قام بتعيينى فى منظمة التضامن الأفروآسيوى بمرتب 12 جنيها فى الشهر، وبعد ذلك ذهبت للإذاعة حيث قدمت كلمات شديدة التفاهة وأعجبتهم جدا، ومن هنا دخلت مجال كتابة الأغانى.
 
∎ وكيف تعرفت على الشيخ إمام؟
 
- من خلال ديوانى الأول صور من الحياة والسجن تعرفت على الأستاذ سعد الموجى، وكان يعمل مديرا للمطبوعات فى وزارة السياحة الذى عرفنى على الشيخ إمام وقال لى عنه إنه مطرب قديم يقيم فى حارة خوش قدم، وعندما ذهبت إليها انتقلت فى المكان والزمان حيث التقيت بهذا الرجل العظيم العبقرى ومن أول ليلة قررت الإقامة معه فى غرفته وتكون أول ثنائى فى تاريخ مصر الحديث.
 
وكنا أول من انتقد المؤسسة العسكرية منذ قيامها عام 1952 أنا أكتب وهو يلحن ويغنى من ذلك قصيدتى عن النكسة 1967 لما خبطنا تحت بطاطنا.. يا حلاوة رجعة ضباطنا وعن نقد إدارة العساكر لكل الحياة فى مصر:
 
الحمد لله وهى زاحط
 
أصل البيه حاطط
 
مدير ضابط
 
إنشا لله حمار.
 
وانتشرت القصائد فى منشورات العمال.. واعتقلت فى عصر جمال عبدالناصر ورفض العفو عنى وقال لن يخرج من السجن وأنا موجود وبالفعل خرجت بعد وفاته وعدنا أنا والشيخ إمام للنقد فى عهد السادات الذى دخلت فيه السجن أكثر من مرة.


∎ كتبت قصيدة بعنوان عريس الدولة تنتقد فيها فكرة توريث جمال مبارك للحكم فى حين أن البعض يرى أنه أفضل من الإخوان؟
- الإخوان جزء من النظام وأريد من يخبرنى كيف يحصلون على 88 مقعدا فى مجلس الشعب ويصفونهم بالمحظورة وعلى فكرة أنا سجنت معهم وأعرفهم كويس، فهم عصابة وإذا حكموا لن يبنوا جوامع، بل سيسرقوا البلد وأنا أرفض التوريث وهذا حقى وليس من حق أحد أن يخوفنا بهذه العصابة.