الإثنين 27 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

منهج حكيم فى التعامل مع السوشيال ميديا

من بين كل الفنانين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى لزيادة شعبيتهم وتأكيدا على ارتباطهم بالجمهور بشكل أكثر قربًا، يظل الفنان «حكيم» هو واحد من الذين يجيدون هذا الأمر لعدة أسباب، أولها أنه دائما ما يحاول أن يظهر بشكل تلقائى وغير مصطنع، وفى كل مرة ينجح فى ذلك، فهو فى الأساس مغنى شعبى ودائما ما ينجح فى التعبير عن العامة من الجمهور، ويكون مستهدف الشرائح الأوسع من المجتمع.



 

 فعندما يمرض، ينشر صورته من على السرير بالمشروب الدافئ، وعندما يكون فى بروفة من بروفاته، يقوم بتصوير مقاطع منها وهو يغنى «لايف» ليبرهن على عذوبة صوته بدون استخدام أى مؤثرات صوتية من أى نوع، كما أنه يعطى لها أداء تمثيليا كوميديا، كما فعل على سبيل المثال فى بروفة (رقصونى) والتى أصبحت تستخدم كميمز وكوميك فى التعبير عن انتصارات الفرق الرياضية.

صحيح أن ما يفعله «حكيم» لا يجعله (ترند) ولكنه ينجح فى كل مرة أن يقترب أكثر فأكثر من جمهوره، وتصبح المادة التى ينشرها على السوشيال ميديا» كنزًا لعشاق (الأفشات)» 

الأسبوع الماضى، قام حكيم بنشر فيديو لبروفة له قبل إحياء حفل زفاف، ولشم يكن هناك أى (أفشات) تمثيلية، كالمعتاد، فقط قام بالغناء على طريقة الموال بدون مايك، واستطاع أن يسحر قلوب الكثيرين من مواقع التواصل الاجتماعى، بدون أى استعراضات مبالغ فيها كما يفعل البعض، وانتشر الفيديو على المواقع الإخبارية بعدها، وهذا أهم ما يميز «حكيم» هو إصراره على التواجد دائما بشخصيته التى أحبها الجمهور من بدايات ظهوره، صحيح أنه يطور من منهجه، ولكنه لا ينقلب عليه، ولا يلهث خلف الموضة، إلا إذا كانت هذه الموضة ستخدم مشروعه الغنائى.

وأكبر دليل على ذلك فى عام 2006 وقع الاختيار عليه ليقوم بإحياء حفل تسليم جائزة نوبل، وعندما علم بالأمر، قام بإخبار مجموعة من المثقفين والمهتمين بالشأن الفنى من الصحفيين والنقاد، وتواصل مع الفنان الراحل «حسن أبو السعود» الذى كان نقيبا للموسيقيين وقتها ونصحه بأن يقيم مؤتمرا صحفيا كبيرا يليق بمستوى الحدث، وكان الفنان الكبير «عمر الشريف» حاضرًا مع «حكيم» على منصة المؤتمر وكذلك «حسن أبو السعود» بالإضافة إلى سفير النرويج بالقاهرة، وتم الإعلان عن الحدث بشكل لائق ومشرف، كما نصحه أهل الخبرة.

ولكن فيما يخص الجوانب الفنية وطريقة ظهوره على المسرح، لم يستعن حكيم بأحد، فهو يعلم جيدا نقاط القوة التى تميزه، فحضر برفقة فرقته الموسيقية كاملة، وظهروا بالشكل المعتاد بالبدل الموحدة من حيث اللون والتصميم، وظهر حكيم بقميص جلد أسود (حسب الموضة وقتها) وقميص مطرز، وكأنه سيقوم بإحياء فرح شعبى كما كان يفعل دائما فى مصر.

لم يستعن براقصات أجنبيات، لم يحاول أن يقدم نفسه بشكل مختلف عما هو معروف عنه فى بلده، لم يصنع أغنية جديدة خصيصا لتناسب الحدث ويتحدث فيها عن السلام وحب الخير وتوحيد البشرية وما إلى ذلك من المعانى الكبيرة والكلمات المطاطية الواسعة التى تحاول التعبير عن قيم الترابط الإنسانى.

 حتى الأغنية التى اختارها (آه يا قلبى) كانت من ألبوم تلاكيك الصادر عام «2002»، كتبها الشاعر «أمل الطائر» ولحنها «حمدى سكر»، فالأولى كانت ديو مع مغنية «بورتوريكو أولجا تانون»، وهى مغنية كبيرة على المستوى الجماهيرى والنقدى، وفى نفس العام الذى صدرت فيه أغنيتها مع حكيم كانت حاصلة على أهم جائزة موسيقية على مستوى العالم إلا وهى «Grammy Award for Best Merengue Album» والأغنية التى شاركت فى غنائها حكيم نفذت موسيقيا من قبل الأمريكى   Narada Michael Walden بالمشاركة مع Antonio Hernández بشكل يتماشى مع موضة موسيقى الـ«لاتن» التى كانت مسيطرة على أغلب أغانى بداية الألفية على مستوى العالم، ولكن عندما قام حكيم بغنائها فى حفل جوائز نوبل، لم يقدمها موسيقيا «بالطابع الغربى»، بل قدمها موسيقيا بالشكل المصرى، بالإضافة إلى الرقصات الشرقية المنفردة التى قدمها حكيم على المسرح مع فرقته، لأنه يعلم جيدًا أن ما يميزه هو تعبيره الصادق عن ثقافته والنطاق الجغرافى الذى نشأ فيه، وتفاعل معه جمهوره الذى رأى فيه تعبيرا عما يحتاجونه من مشاعر.