الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شائعات لا تتوقف على مدار الساعة جنوح السفينة.. واستهداف قناة السويس

حتى كتابة هذه السُّطور صباح الجمعة لا تزال المحاولات مستمرة لتعويم سفينة الحاويات العملاقة إيفر جيفن (EVER GIVEN) التى جنحت وباتت محصورة بين جانبَى القناة يوم الثلاثاء الماضى بعدما واجهت انقطاعًا فى الكهرباء؛ بسبب حالة الطقس السيئ وتعرُّضها لعاصفة ترابية، وبسبب ذلك توقفت حركة الملاحة فى قناة السويس، وقد كانت السفينة «إيفر جيفن» المملوكة لشركة يابانية والمسجلة فى بنما، فى رحلة من الصين إلى ميناء روتردام فى هولندا، تَمُرّ باتجاه الشمال عبر القناة فى طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط.



 

قد اضطرت هيئة قناة السويس لإعلان تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتًا؛ نظرًا للصعوبه الشديدة فى تعويم السفينة الجانحة بالكيلو متر 151 ترقيم قناة.

وتعود صعوبة تعويم السفينة بسبب ضخامة حمولتها التى تصل إلى 200 ألف طن وطولها الذى يبلغ 400 متر، ووفقًا لهيئة قناة السويس فإن الهيئة تدخلت فورًا عقب جنوح السفينة لإعادة تعويمها، وشملت جهود تعويم السفينة الجانحة القيام بأعمال الشد والدفع بواسطة 8 قاطرات عملاقة فى مقدمتها القاطرة «بركة 1» بقوة شد 160 طنّا.

وفى البداية كان من ضمن الحلول المطروحة التى أعلنت عنها الهيئة أنها قد تضطر إلى الاستعانة بسُفن لتخفيف حمولة السفينة، إلا أن هذا الحل تم استبعاده لاحقًا بسبب عدم وجود المعدات اللازمة لذلك فى منطقة جنوح السفينة، وهى معدات تتوافر على أرصفة الموانئ ومن الصعب نقلها وتوفيرها فى مكان السفينة .

وقد كان الفريق «أسامة ربيع» رئيس هيئة قناة السويس، الذى يتابع ويشرف على عملية التعويم بنفسه منذ أول لحظة، كان قد أعلن يوم الخميس 25 مارس الجارى تعليق حركة الملاحة بقناة السويس مؤقتًا، لحين الانتهاء من أعمال تعويم السفينة، وأوضح فى بيان رسمى أن حركة الملاحة فى قناة السويس شهدت يوم الأربعاء، عبور 13 سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال كان من المستهدف إكمال مسيرتها فى القناة وفقًا للتوقعات الخاصة بانتهاء إجراءات تعويم السفينة الجانحة، إلا أنه مع تواصُل أعمال تعويم السفينة كان لا بُدَّ من التحرُّك وفْق السيناريو البديل بالانتظار بمنطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة فى قناة السويس بشكل كامل بعد تعويم السفينة.

وقد تَفَقَّدَ الفريق «أسامة ربيع» رئيس هيئة قناة السويس، مساء الخميس، الكرَّاكة «مشهور» إحدى كرّاكات الهيئة خلال قيامها بأعمال التكريك بمنطقة جنوح السفينة، وتهدف أعمال التكريك إلى إزالة الرمال المحيطة بمُقدمة السفينة بكميات تكريك تتراوح بين 15 و20 ألف متر مكعب من الرمال يتم طردها عبر خطوط طرد خارجية خاصة بالكرّاكة؛ للوصول للغاطس الملائم لتعويمها الذى يتراوح بين 12 و16 مترًا. وجدير بالذّكر أن أعمال التكريك تتم بالتنسيق مع شركة الإنقاذ الهولندية «SMIT»، التى تتابع جهود التعويم من أعلى سفينة الحاويات البنمية.

وأكد الفريق «ربيع» أن أعمال التكريك تتم وفقًا لأعلى معايير الأمان البحرى بمراعاة عدة محددات، أبرزها طبيعة التربة ووجود التكسيات والمسافة الآمنة بين الكرّاكة والسفينة. مشددًا على ثقته فى قدرة رجال الهيئة فى تعويم السفينة فى أقرب وقت ممكن، وكانت أعمال التكريك التمهيدية بدأتها الكرّاكة «العاشر من رمضان» مساء الأربعاء، قبل الدفع بالكرّاكة «مشهور».

عندما تقع حادثة تحوم الغربان ويحاول المتربصون الاصطياد فى الماء العكر، فرُغم أن الحادث كان رَدّا على سنوات من التشكيك فى أهمية وجدوَى مشروع القناة الجديدة وحملات كاذبة ظلت تروّج أن القناة فقدت قيمتها وتحقق خسائر لعدم مرور سُفن منها بأعداد كبيرة؛ فإن الواقع يؤكد أن العالم كله تأثر بتوقف الملاحة فى القناة لأنها بمثابة أهم شريان فى قلب الملاحة العالمية. 

المُغرضون حاولوا التشويش على الاهتمام العالمى بالحدث وإخفاء حقيقة أن القناة لها أهمية كبيرة ومرور السُّفن الكثيف بها حقيقة وعكس ذلك هو الكذب فقاموا بإطلاق المزيد من الشائعات فى محاولة يائسة جديدة منهم للنَّيْل من الدولة، فأطلقت اللجان الإلكترونية للإخوان بوستات تتهم القناة الجديدة بأن تصميمها وطريقة حفرها هما السبب فى جنوح السفينة، إلا أن اعتذار شركة «شوى كيسن» اليابانية التى تملك السفينة صباح الخميس واعترافها بأن جنوح سفينتهم كان بسبب خلل فى السفينة وسوء الأحوال الجوية قضى على الشائعة فى بدايتها .

وأضافت الشركة: «نعتذر للغاية للتسبب فى قلق للسُّفن التى تسافر أو تخطط للسَّفر فى قناة السويس، وجميع الأشخاص المرتبطين بها».

أيضا قام حساب على موقع «تويتر» بنشر تغريدة تدّعى أن قائدة السفينة هى القبطانة المصرية مروة السلحدار، أول قبطانة مصرية عربية، جاء فى التغريدة : «اللى قادرة على التحدى والمواجهة زنقت السفينة بالعرض فى قناة السويس».

وبالبحث تبين أن «مروة السلحدار» ليس لها أى علاقة بالسفينة الجانحة، وأنها تعمل على مَتن السفينة «عايدة 4»، المملوكة للهيئة المصرية لسلامة الملاحة، وهى سفينة مخصصة لتموين الفنارات والمنائر المنعزلة، وتستخدم لتدريب طلاب الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى.

الأزمة رغم ما خلفته من أزمات حتى الآن فى حركة سُفن الحاويات العالمية؛ فإنها أكدت على أهمية قناة السويس كشريان ملاحى عالمى لا تغيب شمسه أبدًا أو يأفل نجمه، فالقناة يَمُرّ بها نحو 30 % من حركة سُفن الحاويات العالمية عبر قناة السويس يوميّا، تحمل كل شىء من الوقود إلى السلع الاستهلاكية ونحو 12 % من إجمالى التجارة العالمية لجميع السلع.