الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه: Happy New Century

عكس الاتجاه: Happy New Century

هذهِ المَرّة ربما يَجبُ ألّا نقول لبعضنا: Happy New Year، وأيضًا لا ندرى إن كان Happy فعلًا أمْ لا، إن سَنةً عند 2020 بمائة عام مما تعدّون، فما فهمناه من 2020 أن 2021 ليس عامًا مختلفًا، فلاتزال أوراق العام الكئيب على المائدة، واللعبة ولم يُكشَف منها سوى القليل، إننا بصدد قرن جديد- على بعضه كده بدون تقطيع ولا مونتاج- قرن بسنواته المائة ليس بسيطًا ولا سهلًا ولا هو امتداد الماضى، بمعنى أنه ليس امتدادًا للحزن والفرح القديم، لكنه انقلاب على الأزمنة الماضية كلها.



بداية نعترف أن أوراق اللعب- متفنّطة- على الترابيزة الأمريكية، وثمّة عدة أسئلة واجبة الطرح لاتزال عالقة. لماذا تظل أمريكا صاحبة النصيب الأكبر- إصابةً وموتًا- بالوباء الغامض؟، هل هذا صُدفة؟ وما علاقة كل ذلك بتلك التساؤلات الخافتة الصوت داخل المجتمع الأمريكى من «سَفيَتة» المجتمع؟ منذ طرح اسم المرشح الأمريكى اليهودى اليسارى «بيرنيه ساندرز» كمرشح رئاسى قبل طرح «بايدن»، ثم شطب «ساندرز» وخروجه قبل البدء؟ هل نحن فى حاجة كى نخضع الأسئلة لخيالات نظرية المؤامرة؟ نعم، ولمَ لا؟ أليس الأولى أن ترتد نظريتهم لصدورهم؟

الصرخة غير المفاجئة التى أطلقتها الأوكرانية الأمريكية «Victoria Spartz» عضوة الشيوخ داخل الكونجرس من تحوّل المجتمع الأمريكى إلى مجتمع شيوعى؛ خصوصًا الشباب الذين يتبنون توجهًا يساريّا كان الاتحاد السوفيتى قد فشل فيه تمامًا، هكذا قالت السيناتور الجمهورية «فيكتوريا سبارتز»، ولو مددنا الخط على استقامته سنجد أن «فيكتوريا» ليست أول من حذر أو تنبأ بحقبة طويلة- ربما سبعين عامًا عمر الحقبة الشيوعية الروسية الذى سقط عام 1991 - أمريكية رأسمالية متجهة صوب اليسار يلوون دفة قيادتها من يقودون السياسة الأمريكية، وما كان من سقوط إمبراطوريات المال فى أمريكا مع بدء «كورونا» وصعود أسماء مليارديرات أخرى من العدم، سوى تأكيد وشرح لنظرية المؤامرة، وستجد أن أسماء المليارديرات الجُدُد قد خرج معظمهم من تجارة الصحة والدواء، وحسب «فوربس»؛ فإن خمسين مليارديرًا أفرزتهم تجارة «كورونا»، وعليك أن تسأل: هل انتهت «كورونا» يوم السبت؟ الأول من يناير 2021 ؟ الإجابة: لا.

كان المخرج الكبير مايكل مور- أحد الأسماء المهمة الرافضة لكل ما أنتجه الشمال الأمريكى من القيم الاستهلاكية المنتمية للرأسمالية والنيوليبرالية، ودعا صراحة لإنقاذ أمريكا وتحوّلها نحو اليسار، الدعوة التى تجد استجابة من فئات المجتمع الأمريكى المصدوم فى فساد المنظومة الصحية، المجتمع الذى سار فقراؤه نحو البطالة والفقر بأقصى سرعة فى 2020، العام الذى تجلى بصورة السّود وما نتج عنه من تغيير ملحوظ فى شكل الحكومة الجديدة الحاكمة، كان ترامب هو النسخة الأخيرة والأكثر سوءًا لقيم الرأسمالية، أمّا لو لم نتبنَّ نظرية المؤامرة فعلينا أن نستعيد التاريخ ونفتح بعض صفحات الولاءات المريرة ونحسب عمرها بدقة، سنجد أن الفيروسات التى ضربت البشرية ليس منذ 1918 وبدايات الحرب العالمية الأولى وحصدت مئات ملايين الأرواح لم تظهر وتختفى فى العام نفسه؛ بل امتدت موجاتها المتتالية لأعوام وأعوام، لكن علينا حساب تاريخ الفيروسات التى ضربت العالم منذ العام 1200، منذ دخول الطاعون فى القاموس بكل لغاته، يقينًا لم ينتهِ الطاعون الدبلى فى العام 1201 مثلًا يعنى، ثم تلا ذلك أسماء مثل الإيدز وسارس والجدرى، ثم، وهذا هو الأهم: هل يمكننا تجاهُل ما قاله بيل جيتس الأسبوع الماضى محذرًا العالم من أن تغير المناخ فى عام 2060 -بعد 40سنة- سوف يحصد نفس عدد ملايين الأرواح التى حصدها «كوفيد- 19»، أمّا فى العام 2100 -بعد 90 سنة- فسوف يحصد تغير المناخ خمسة أضعاف ما حصده الـ«كوفيد» فى 2020، هل الموت المجانى هذا للعبث أمْ لتغيير دفة العالم المتجه صوب الهاوية؟ تغيير الهاوية بالموت؟ نعم بالموت.

Happy New Century.