الأحد 11 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من هو بديل الإخوان وهل يعود «الوطنى»؟!

من هو بديل الإخوان وهل يعود «الوطنى»؟!
من هو بديل الإخوان وهل يعود «الوطنى»؟!


لا عودة لزمن الحزب الوطنى «الفاسد» ولا حزب «الخسة والندالة»، ولا حتى أى خليط منهما أو تحت أى مسميات، كل المصريين.. البسطاء مثل النخبة الوطنية يدركون ذلك، لكن الجميع يخشى القوة الجديدة «بديل الإخوان»، الذين كانوا أساسا «بديل الوطنى»، ولن يترك المصريون الفرصة أيضا لمعسكر واحد يسيطر على المشهد، خاصة أن القوميين يريدون أن يتصدروا المشهد متناسين الديمقراطية!
 
العديد من التساؤلات فى هذا الإطار أثيرت خلال الأيام القليلة الماضية حول من سيتصدر المشهد السياسى فى الفترة المقبلة.. بعد أن غضب المصريون من الإخوان وإخوانهم من التيارات المتأسلمة بسبب ما حدث ويحدث بعد ثورة 30 يونيو، القلق يتزايد وسط جدل حول «الفردى» أم «القائمة» وعدم وجود قوى سياسية قوية ظاهرة هذه الأيام.
 
فى هذه المساحة نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة المحيرةللمصريين، وسط توقعات بعودة «الفلول 1» بعد سقوط «الفلول 2»، وهذا لا يرضاه الغالبية العظمى من الشعب، وقد يؤدى هذا إلى عزوف المواطنين عن المشاركة فى العملية الانتخابية مثلما كان يحدث أيام حكم مبارك وقبل ثورة 25 يناير، وسيعزف المواطنون أيضا عن المشاركة فى الانتخابات فى حالة محاولة ظهور القوى المتأسلمة والإرهابية بوجوه أخرى حتى ولو حليقة الذقون خاصة مع عدم وجود بديل لهم وللحزب المباركى، وإن كانت جماعة الإخوان المسلمين وأخواتها أكثر حظا من الحزب الوطنى.. لأنهم يستخدمون الدين فى السياسة، كما يتوقع البعض، لكن هناك اتجاهات أخرى تؤكد عدم عودة الإرهابيين مهما تغيرت الوجوه، خاصة أن الفقراء وعوا الدرس جيدا ولن يقعوا فى أيديهم ثانية مهما كانت الرشاوى!
 
د. أحمد فهمى الباحث السياسى أعد بحثا عن المشهد فى مصر وقال: هناك ثلاثة أنظمة تتبناها جهات مختلفة للتصارع على المشهد السياسىفى مصر فى الفترة المقبلة، النظام الأول يتبناه د. البرادعى وأنصاره وتؤيدهم دول غربية، أهم سمات هذا النظام هى إعادة بناء مؤسسات الدولة بعيدا عن سيطرة القوى الإسلامية خاصة ما يتعلق بالدستور مع تجنب الإقصاء الكامل لهذه القوى وإعادة القوى السياسية العلمانية فى مقدمة الحدث تحت رعاية القوات المسلحة.
 
أما النظام الثانى.. فهو مدعوم بصورة مباشرة من القوات المسلحة ودول خليجية وعربية ويتبنى إقصاء سياسيا للإخوان وإعادة الجيش فى قلب النظام السياسى ويتبنى نموذج الديمقراطية المقيدة.
 
والنظام الثالث يتبناه رافضو ما سموه الانقلاب للعودة بشرعية الصندوق واحترام خيارات الناخبين السابقة واللاحقة واتباع وسائل تغييرية من خلال الدستور، ويتبنى فكرا ديمقراطيا يحاول الاقتراب من الحالة الإسلامية!
 
وأكد فهمى أن ما يحدث فى الساحة السياسية الآن هو نتيجة مباشرة للصدام بين هذه الأنظمة.. مؤكداأنه تصادم لمشروعات الأنظمة وليس للأشخاص، فهو طرح ثلاثة سيناريوهات لإنهاء التصادم، الأول أن ينتصر أحد الأنظمة ويتمكن أنصاره من تمريره إجمالا، والسيناريو الثانى أن يتمخض الخلاف بين المشروعين الأول والثانى عن نظام توافق بينهما، والثالث أن يحدث توافق بين القوى السياسية مجتمعة على مشروع نظام رابع، وكان متوقعا التصادم بين النظامين الأول والثانى إلا أن الحراك الذى يقوده النظام الثالث زاد من تعقيد المشهد!
 
د. جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس توقع فى رؤية سلبية للأحداث أنه سوف يسيطر على المشهد القادم أصحاب المصالح الذين ليس لهم أى أيديولوجية وهؤلاء الذين كانوا يسيطرون على المشهد السياسى فى عصر مبارك والسادات ويعتمدون على دخولهم فى القوائم فى حالة إذا كانت الانتخابات البرلمانية القادمة بالقوائم وسيعتمدون أيضا على التكتلات القبلية وغيرها.
 
أما بالنسبةللتيار الدينى.. فلن يتصدر المشهد السياسى القادم وحضوره فى المشهد قد يجعله يفوز بنسبة من مقاعد البرلمان لا تتعدى 15٪.
 
وهل الناخب سينزل للانتخابات فى حالة محاولات فلول مبارك أو مرسى العودة إلى المشهد؟.. وجهنا هذا السؤال لسلامة فرد: بالتأكيد الناخب المصرى سينزل الانتخابات لأن وجوه فلول مبارك ومرسى لن ينزلوا بأشخاصهم، بل سينزلون فى وجوه أخرى وأعتقد أن الذي سترجح كفته أصحاب المصالح أيام مبارك لأن هؤلاء لديهم الاستعداد للاقتراب لأى سلطة ويهربون مع أى أزمة كما حدث بعد ثورة 25 يناير واختفائهم.
 
إلى جانب ذلك بالتأكيد ستنزل فئة مستقلة للمشهد السياسى، وهذه الفئة ستأخذ بالتأكيد نسبة كبيرة فى الانتخابات وستسعى الأحزاب السياسية القائمة الآن لضمها أو سيظهر حزب جديد لضم عدد كبير من هؤلاء المستقلين، واعتقد سلامة أن الشعب لن يستسلم لمحاولات فلول مبارك أو التيارات الإسلامية لتصدر المشهد وسينتخب المستقلين الذين لهم برامج وشعبية وسينزل الشعب للانتخاب حتى لا يتم شراء الأصوات ونجاح فئات فى مجلس الشعب لا تعبر عنه.
 
أما فريدة الشوباشى فقالت لنا: المشهد السياسى الحالي والقادم يقول إن الإخوان وإخوانهم مازالوا متواجدين، وأنا عن نفسى سأختار فى الانتخابات القادمة بعناية، ولن أختار فلول مبارك أو الإخوان، وأعتقد أن المصريين يفكرون مثلى.. لأننا زهقنا من العنف الذى نراه الآن وكشف الشعب دموع التماسيح الإخوانية.. وخير دليل على ذلك ما حدث فى شارع جامعة الدول العربية والبطل أحمد عبدالعزيز الأربعاء الماضى الذى تصدى لإطلاق النار من الإرهابيين.. وكان الشعب الذى تصدى له قبل الجيش والشرطة.
 
الشوباشى قالت: أعتقد أن الناخب سيلتف هذه المرة حول الشباب الذين قاموا بثورة 30 يونيو، وعلى رأسهم شباب تمرد، واستبعدت أن يتأثر الفقراء بزيت وسكر الإخوان فى الانتخابات، والدليل على ذلك أننا نرى أن المناطق الشعبية والفقيرة هى التى تتصدى لمظاهرات الإخوان والجماعات الإرهابية.
 
ولهذا - كما تقول الشوباشى - لن يتصدر المشهد السياسى القادم لا فلول مبارك ولا الإخوان والتيارات المتأسلمة، ولن يستطيع أحد السيطرة على المشهد لأن مصر ولادة وسوف يظهر زعماء وقياديون جدد، والدليل على ذلك أن مصر لم تكن تعرف الزعيم جمال عبدالناصر قبل ثورة 23 يوليو ,1952 وعلى العموم أطالب قبل إجراء أى انتخابات أن تمنع الأحزاب الدينية من ممارسة الحياة السياسية.
 
المستشار غبريال عبدالملاك رئيس مجلس الدولة السابق قال لنا: لست مع قانون العزل السياسى، لأنه لا يصح أن يصدر بوجه عام، ولكن من ارتكب جرائم وصدرت ضده أحكام جنائية تلقائيا يعزل سياسيا.
 
ولا أعتقد أن تيار مبارك أو التيارات المتأسلمة سوف تتصدر المشهد السياسى القادم.. لأن هذه التيارات انتهت بلا رجعة.
 
وسوف يختار المتعلمون والمثقفون أعضاء مجلس الشعب القادم من الشخصيات الوطنية التى تعمل لمصلحة الوطن وحسب البرنامج الذى سيقدمونه، أما البسطاء الأميون.. فأعتقد أنهم بدأوا يتعلمون وسيختارون بحرص من سيمثلهم وإن كان بعضهم لم يتعلم مما حدث لمصر خلال الفترة الماضية.
 
ياسر القاضى عضو مجلس الشعب الماضى أكد لنا أن فلول مبارك موجودون بالفعل وبعد ثورة 30 يونيو بدأوا فى الظهور حتى فى القنوات الفضائية وهؤلاء هم من سيتصدر المشهد السياسى القادم وسيكون لهم حظ فى الانتخابات البرلمانية القادمة.. لأن لهم خبرة كبيرة فى ممارسة العملية الانتخابية والقدرة على حشد الناخبين.
 
إلى جانب تصدر التيارات المتأسلمة المشهد أيضا مع فلول مبارك لأننا لا ننكر أن هذه التيارات لديها أيضا القدرة على الحشد، وعلى العموم أعتقد أن مجلس الشعب القادم سيضم ثلاث فئات بالتساوى فلول وتيارات متأسلمة وجبهة إنقاذ، والمواطن سيفكر جيدا قبل أن ينتخب أى مرشح خاصة المثقفين، أما الفقراء بالتأكيد فستتم رشوتهم بالزيت والسكر وسينتخبون التيار المتأسلم، ولهذا لابد من إصدار قانون انتخابات يجرم الرشاوى الانتخابية، وإن كنت أعتقد أن هذه التيارات ستعود للمشهد السياسى بقوة وستسيطر عليه خلال عامين لأن الناخب المصرى أصبح مجهدا من كثرة الذهاب للصناديق الانتخابية وستستطيع التيارات الإسلامية طرح نفسها بشكل غير عنيف خاصة أن الساحة السياسية خالية من قوى سياسية فعالة حتى الآن.
 
وبالتأكيد ستكون المرأة والأقباط وأساتذة الجامعات هم ضحايا المشهد السياسى القادم، ولن يكون لهم من يمثلهم فى الانتخابات والحياة السياسية.