السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ثورة النساء على «كوفيد 19»!

حالة من الرعب والفزع تزاد يومًا بعد الآخر فى العالم مع تفشى فيروس كورونا، فرغم مرور ما يزيد على 5 أشهر منذ ظهوره فى ووهان بالصين وانتشاره فى جميع دول العالم، إلا أنه لم يتم إقرار علاج له حتى الآن، ورغم دعوات التعايش مع الفيروس القاتل، إلا أن ذلك يجرى وسط إجراءات احترازية شديدة لتجنب الإصابة بكوفيد 19 واتباع جميع طرق الوقاية منه.



 

 

دفع فيروس كورونا العديد من الأشخاص وفى مقدمتهم النساء إلى التنازل عن العادات والممارسات القديمة التى كانوا يتبعونها قبل ظهور المرض، فى محاولة لاتباع إرشادات التباعد الاجتماعى التى تعد أهم مظاهر الوقاية.. ولعل من أهم العادات النسائية الذهاب إلى صالونات التجميل، والتى باتت واحدة من الممنوعات بحكم كورونا، ما دفعهن للبحث عن البدائل الأكثر أمانًا لاستخدامها فى المنزل بعد تعقيمها.

 

رئيس شعبة الكوافير بغرفة القاهرة التجارية، طالب العاملين فى صالونات التجميل بضرورة استخدام الكمامات قبل التعامل مع المواطنين، موضحًا أن المسافة بين العامل والسيدات أو الرجال الجالسين على الكراسى فى الكوافير لا تتعدى ربع متر وهو ما يساهم فى انتقال أى فيروسات أو عدوى بسهولة مع اقتراب النفس، داعيًا السيدات بعدم التنازل والتعامل مع أى عامل بالكوافير دون ارتداء الكمامة حتى لا يتسبب فى انتقال أى عدوى، بالإضافة إلى عدم استخدام أى أدوات تجميلية بدون تعقيم مثل أدوات الباديكير وشفرات الحلاقة للرجال والتأكد من تعقيمها قبل الاستخدام.

 

التحذيرات تجعل الذهاب إلى البيوتى سنتر وصالونات الحلاقة مجازفة غير محسومة العواقب، ما دفعنا إلى التعرف من النساء عن تجاربهن فى زمن الكورونا، وكيف حلت الكثيرات منهن أزمة الجلسة الشهرية أو الأسبوعية التى اعتادت عليها.

 

الشفرات هى الحل

 

تقول زهرة عصام: «بعد التحذيرات المتكررة من انتشار الفيروس ورغم عمل صالونات التجميل فى ساعات العمل، إلا أنى أصبحت أخشى الذهاب إليها فالتعامل مع العاملين فى الصالونات يكون ضروريًا بمسافات متقاربة جدًا، لذا قررت الخضوع للأمر الواقع والتوقف عن الذهاب، ولكن مع استمرار الوضع وزيادة مدة الحظر تعلمت أنا وأختى كيفية استخدام أدوات إزالة شعر الوجه وتنظيف البشرة من خلال فيديوهات يوتيوب».

 

وتروى زهرة تجربتها مع الأمر قائلة: «فى البداية كان الأمر مأساويًا.. لكن مع التكرار أصبحنا لا نحتاج إلى الذهاب للصالون على الأقل فى الوقت الحالى.. واعتمدنا على أنفسنا»، موضحة أنه توجد كذلك شفرات خاصة بالوجه يتم الترويج لها منذ فترة الحظر تبلغ قيمتها 200 جنيه، تساعدنا على حل الأزمة بشكل مؤقت.

 

شفط دهون منزلى

 

أما بسمة فقد اعتادت الذهاب مرتين شهريًا إلى الكوافير لعمل ماسكات ترطيب للوجه، بجانب الشعر، لكن بعد انتشار فيروس كورونا أصبح الأمر مخيفًا لها، ولطفليها: «بعد فترة تأثرت نفسيًا، وبدأ وجهى يتضرر لأنى معتادة على ماسكات الترطيب، فتحدثت مع إحدى طبيبات التجميل، ووصفت لى بعض أنواع الماسكات التى يمكن عملها فى المنزل دون الحاجة للذهاب إلى الكوافير».

 

قامت بسمة بشراء جهاز يقوم بشفط دهون الوجه وهو من أكثر الأجهزة التى انتشرت فى الفترات الأخيرة منذ بداية انتشار الفيروس: الأمر فرق فى نفسيتى كثيرًا، رغم أنه أصبح عبئًا ماديًا مضاعفًا لأن أسعار هذه المنتجات ضعف ما كان يحدث فى الكوافير ولكن لا يوجد خيار آخر».

 

ماسكات الشعر ذاتية

 

منى قررت أن تلجأ إلى التعلم الذاتى، تقول:«أقوم بتنظيف وجهى بنفسى، لأن مهما حدث لن أخاطر بالذهاب إلى صالون التجميل حتى وإن كان معقمًا تمامًا، فالأشخاص يصابون بالفيروس وهم فى منازلهم، أقوم بعمل ماسكات جوز هند لشعرى لحل مشكلة تصفيف الشعر عند الكوافير وأقوم بعمل وجهى لنفسى حتى انتهاء الأزمة».

 

الليزر أفضل خيار

 

وقررت نعمات حل الأمر من جذوره، فلجأت إلى تقنية الليزر لإزالة الشعر حتى لا تضطر كل فترة للذهاب إلى الكوافير أو تقوم بعمل جلسات لنفسها لا تضمن نتائجها: «بمجرد معرفة أن الصالونات قد تكون أزمة وبؤرة لانتشار الفيروس، ذهبت إلى عيادة ليزر وأقوم بعمل ليزر لإزالة شعر الوجه.. الأمر مريح على المدى البعيد وأكثر أمانًا». وأشارت إلى أن الجلسات قد تكون أغلى كثيرًا من الذهاب شهريًا إلى صالون التجميل ولكن أفضل على المدى البعيد، موضحة أن سعر الجلسة الواحدة 350 جنيهًا كل 28 يومًا.

 

بيوتى سنتر منزلى

 

أما داليا فقامت بشراء «بيبى ليس» واستشوار، حتى لا تذهب إلى الكوافير: «أقوم بعمل شعرى لنفسى كل 10 أيام.. أجتهد قدر المستطاع لتكون النتيجة مثلما كنت أحصل عليها فى صالونات التجميل.. الجهازان كلفانى 2000 جنيه، وقمت بشراء جهاز شمع لعمل وجهى وهو أكثر راحة من الذهاب إلى الصالون».

 

ورغم اتباع عدد من النساء طرقًا مختلفة لتجنب الذهاب إلى صالونات التجميل، إلا أن آخريات فشلن فى ذلك واستسلمن للأمر الواقع، وهو ما كشفته لنا عزة قائلة : «حاولت كثيرًا اتباع الوصفات والطرق التى يتم مشاركتها عبر جروبات النساء للتغلب على أزمة الكوافيرات ولكنى فشلت، فقررت أن أذهب ثانية إلى الكوافير، وذهبت إلى حمام النوبى».

 

وتضيف: «اتفقت مع الكوافير بأن أذهب له ليلًا عندما يكون فارغًا، خاصة أننا نسكن فى منطقة واحدة والحظر داخل المناطق لا يطبق جيدًا.. وهو ما كلفنى أكثر من الطبيعى لأن به مخاطرة.. فإذا كان الكوافير يأخذ منى فى العادى 300 جنيه أصبح يأخذ 600».

 

اصحاب الكوافيرات

 

كما هو الحال على كثير من أصحاب المهن، أثرت أزمة كورونا على أصحاب الكوافيرات وشهدت إيرادات المحال تراجعًا كبيرًا، مع ندرة عدد المترددين، وخوف الزبائن من التعامل مع العاملين حتى بعد انتهاء الوباء، وهو ما أكده محمد الصاوى صاحب صالون تجميل فى المعادى.

 

ويقول الصاوى: «رغم اتباعنا طرق التعقيم بشكل كامل ودائم وارتداء العاملين القفازات والكمامات، وفرضها على الزبائن إلا أن الوضع أصبح مأساويًا.. الجميع خائف ومن يأتى مرة لا يأتى مرة أخرى.. محال كثيرة أصبحت لا تستطيع دفع الرواتب والإيجارات.. والبعض منها لجأ إلى إغلاق المحل، حتى انتهاء الأزمة».. وأكد أن العدد الأكبر من النساء أصبحن يلجأن إلى ما يعرف بالكوافير الشنطة، أى يتصلن ويطلبن الذهاب إليهن فى المنزل مع اتخاذ جميع إجراءات الوقاية والحفاظ على النظافة الشخصية.

 

إحصاءات وأرقام

 

أزمة فيروس كورونا أثرت على ما يزيد على مليون كوافير وصالون «رجالى وحريمى» بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مركز تجميل، يعمل بها ما يزيد على مليونى عامل، بحسب إحصاءات رئيس شعبة الكوافير بالغرف التجارية.

 

وكان النائب محمد حمدى دسوقى، وكيل لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، قد طالب بغلق صالونات التجميل والكوافير، خلال الفترة الحالية، لمنع انتقال العدوى وانتشار فيروس كورونا، تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية والوقائية، التى تتخذها الدولة لمواجهة هذا الفيروس المستجد.

 

وأشار عضو البرلمان، إلى ضرورة بحث تقديم تعويض ودعم، لأصحاب محلات «الحلاقة والتجميل» حال غلقها، وطالب الجميع بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، ومساعدة الدولة على مواجهة هذا الفيروس، الذى لا يوجد له دواء حتى الآن. 